تنظيم داعش يحاول إثبات وجوده القوي على الساحة في اليمن مستغلا التدهور الأمني وغياب سلطات مركزية قادرة على الأخذ بزمام الوضع في البلاد.
رمز الخبر: 12538
16:01 - 09 July 2015
وقع اعتداء بسيارة مفخخة استهدف مسجدا شيعيا في العاصمة اليمنية صنعاء، قتيلا وخمسة جرحى، سرعان ما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف تبنيه.
وانفجرت سيارة مفخخة قرب مسجد شيعي في العاصمة اليمنية صنعاء مخلفة قتيلا وخمسة جرحى، وفق حصيلة أولية لمصدر طبي.
وقال شهود إن التفجير وقع لدى خروج المصلين من مسجد الروض في جنوب شرق صنعاء بعد أدائهم صلاة العشاء. وأكد مصدر أمني حصول الاعتداء، متحدثا عن "سيارة مفخخة ركنت في جوار مسجد الروض”.
وسرعان ما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنيه الاعتداء، وهو الثاني الذي يتبناه في أسبوع. ففي فجر 30 يونيو، قضى 28 شخصا بينهم ثماني نساء في تفجير سيارة مفخخة استهدف منزل قياديين للمتمردين الحوثيين، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
وكان هذا التنظيم أعلن في 21 مارس تبنيه أول اعتداءاته في اليمن التي استهدفت مساجد شيعية عدة مخلفة 142 قتيلا.
وتعتبر مختلف هذه الهجمات عملية إثبات للوجود القوي لداعش في اليمن والجزيرة العربية ككل. ويضع التنظيم وجوده باليمن ضمن إطار ما يسمّى "ولاية صنعاء”، وشرع مؤخّرا في تركيز معسكر له لتدريب المقاتلين بشرق البلاد بحسب ما نُقل عن مصادر عسكرية وقبلية. ويتوقّع مختصون في شؤون الجماعات الجهادية أن يكون لتنظيم داعش وجود كبير في اليمن، وأن يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة نظرا لتوفّر عدّة عوامل مساعدة على وجوده هناك.
وأولى تلك العوامل بيئة الصراع الطائفي التي وفرها غزو الحوثيين للمناطق اليمنية وخلقهم أوضاعا أمنية واجتماعية سببت نقمة شرائح واسعة من اليمنيين وخصوصا من أبناء الطائفة السنية، وهي بيئة مثالية لداعش الحريص على تقديم نفسه كقوّة مضادة للمد الشيعي الإيراني في المنطقة. وثاني العوامل غياب الدولة وفوضى السّلاح وانخراط القوات المسلحة في حرب أهلية، حيث يقاتل قسم من تلك القوات إلى جانب المتمرّدين الحوثيين، ويقاتل قسم ثان مع المقاومة المساندة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
أما ثالث العوامل فيتمثل في الوجود القوي لتنظيم القاعدة في اليمن والذي يوفّر خزانا من المقاتلين لداعش، ولا يستبعد أن ينصهر التنظيم بالكامل ضمن داعش إذا أبدى الأخير قدرا من القوة كتلك التي يبديها في سوريا والعراق.