كلّما أنظر في ما يرد للوهابية من تعليقات لمنشور طائفي عبروسائل الإتصال أجدها موغلة في بث الحقد والكراهية على الشيعة ومذهبهم، وكأن دور الدين في الحياة الدعوة الى الفرقة والتناحر.. الأمر الذي دعاني الكتابة الموجزة بهذا الخصوص .. قال تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)..
إنّ من يقرأ قصص المتحوّلين من المذهب السنّي الى المذهب الشيعي يكتشف وكما تحدثوا هم عن رحلة تحولهم كم كانوا على ضلال مبين! ومنهم العلماء في الدين.. كانوا غارقين في بحر تصوراتهم الباطلة عن الشيعة ومفاهيمهم العمياء المتوارثة عن آبائهم وأجدادهم والى أن طرأ عليهم نور الهداية فجأة وبفعل مصادفات وأحداث مرّت عليهم عرضاً وليس بتخطيط مسبق أو بحث ممنهج قاموا به للوصول الى الحقيقة.. لذلك أيّها الأخوة والخطاب للآخر- في الوقت الذي لاأدعو فيه إلا لإجلاء الصورة الحقة عن الشيعة وليس الى التحول- فهذا شأن لايعنيني البتة.. بل أن يحترم كلٌّ منهما الآخر في ديانته وهذا ما لا يكون بغير الفهم أقول من أجل اكتشاف حقيقة الشيعة.. حمّلوا أنفسكم بمقدار مامتيسر مشقة الإطلاع على المذهب الشيعي عن قرب.. من خلال قراءة مايُعنى لكم من كتبهم أو لمن شاء عبر قنواتهم متابعة مايُعرَض من خطب لشيوخهم من على منابرهم، وأمّا لمن كان بالقرب منه مساجد للشيعة الإحتكاك بهم واكتشاف تعبداتهم.. ولتروا مثلا كيف يتوضؤون؟...
هل يقولون عقب كل صلاة: خان الأمين؟ كما هو معتقدكم فيهم على نطاق واسع.. أم هل لهم قرآن آخر؟!، إذ تتهمونهم بمصحف فاطمة! .. إنّ ما أقوله دعوة حقّة وليست باطلة كما سيتفوه البعض.. فدين الإسلام دين العلم والمعرفة.. ولقد أُمِرنا بطلب العلم ولو كان في الصين.. فكيف والعلم بين ظهرانينا، وقصص شد الرحال في تدوين الأحاديث النبوية وطلب العلم في تأرخينا الإسلامي حافلة وأكثر من أن تعد.. ثم قبل كل ذلك وبعده: لماذا لاتفعلون ما يفعل الشيعة تجاه مذهبكم.. فليس من مكتبة لأحدهم إلا وتراهاعامرة بكتب أساطين السنّة بل ولايجدون غضاضة بمشاهدة قنواتكم والإستماع الى خطبائكم ..
إنّي على المستوى الشخصي ومذ كان عمري ستة عشر عاما كنت أستمع الى الشيخ الشعراوي رحمه الله حينما كان يلقي خطبه في دولة الكويت آنذاك.. ومن خلال وصول بث قناة الكويت الى مدينة البصرة.. وأذكر سألت شيخنا في المسجد وقتها عنه فأثنى عليه كل الثناء مازاد في تعلقي به والى اليوم إذ أعدّه قمة وثروة اسلامية لم يملأ فراغها أحد.
النهایة/AR01
منبع: براثا