SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد موجة الجدل التي فجرتها زيارة الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر على رأس وفد أزهري إلى الحوزات الشيعية في إيران، جاءت مقابلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور عباش شومان وكيل الأزهر مع علي فضل الله، رجل الدين الشيعي اللبناني، خلال زيارتهما إلى لبنان، لتثير الجدل مجددًا في مصر من جانب ائتلافات سلفية، اعتراضًا على لقاء رموز دينية مصرية مع المرجعيات الشيعية. واستقبل المفتي ووكيل الأزهر، فضل الله، في مقر إقامتهما بفندق فينسيا ببيروت أمس، حيث جرى التباحث لمدة ساعة في "الأوضاع العربية والإسلامية الراهنة، وسبل توحيد المسلمين، والتحضير للقاء إسلامي ومسيحي موسع، يؤكد على نبذ الفتنة، وحماية المكونات الإسلامية والمسيحية، ودور الأزهر الشريف والمرجعيات الدينية والعلمائية في ذلك"، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية. ونقلت الوكالة عن علام إشادته "بفكر المرجع الراحل سماحة السيد محمد حسين فضل الله، الذي يجسده نجله العلامة فضل الله"، مشيرًا إلى أن "هذا الفكر يلتقي بالفكر الأزهري.
وضمن نقاط اللقاء الكبيرة، نستطيع أن نكون قوة، لأن القوة هي لمن يتحد، والقواسم المشتركة بيننا كبيرة جدًا، والزمن يحتاج إلى إجراءات أكثر مما يحتاج إلى أمنيات". ونقل وكيل الأزهر، تحيات شيخ الأزهر للمرجع الشيعي الأعلى بلبنان، مشددًا على "توسيع دائرة اللقاءات الإسلامية الوحدوية، لحماية الأمة ومحاصرة الفتن". من جهته، أكد فضل الله أهمية "تعزيز اللقاءات الإسلامية الوحدوية بين السنة والشيعة"، ودعا إلى "أن يكون العمل لوحدة المسلمين السنة والشيعة، منطلقًا من الأسس القرآنية والإسلامية، بعيدًا عن المجاملات"، مشددًا على "احترام خصوصيات المجتمعات الإسلامية، والدعوة إلى الوحدة في الإطار العام، بعيدا عن الحسابات الضيقة لهذا الفريق أو ذاك". كما التقى المفتي ووكيل الأزهر، الشيخ عبد الأمير قبلان، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان، والذي أكد بدوره "تفعيل التواصل والتشاور بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف وقم المقدسة والسعودية لمواجهة التطرف". فيما قال علام "لم نأتِ لشخص المفتي أو لأهل السنة، بل جئنا للبنان للمسيحيين قبل المسلمين وللمسلمين بمختلف مذاهبهم، لأن الأزهر الشريف يحمل رسالة إنسانية للناس جميعًا". من جانبه، استنكر علاء السعيد، مؤسس "ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل"، مثل هذه اللقاءات التي قال إنه يتم استغلالها في إطار الترويج للفكر الشيعي في مصر ودول المنطقة، محذرًا من الاستغلال الإعلامي لتلك اللقاءات في إطار عملية "التمدد الشيعي".
وأعرب السعيد في تصريح إلى "المصريون" عن قلقه من عدم إدراك الرموز الدينية في مصر للخطر التي تمثله هذه اللقاءات مع مرجعيات شيعية، وخاصة على ضوء مايتمخض عنها من تصريحات تتحدث في الغالب عن "ضرورة الوحدة بين السنة والشيعة"، على الرغم من الأفكار المعادية لأهل السنة في أوسط الشيعة ومرجعياتهم. وتابع مؤسس "ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل" بنبرة غضب واستياء، متسائلاً: إذا كانت تلك اللقاءات تعكس استراتيجية الدولة في الوقت الراهن فليعلمونا إذن، حتى نتوقف عن إطلاق التحذيرات من الشيعة وأفكارهم التي تحمل سبابًا لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل البيت، ونترك مهمتنا الأساسية في الزود عنهم"؟! وكانت زيارة الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إلى إيران التي التقى خلالها عددًا من المرجعيات الدينية الشيعية في إيران، وتباحث حول "العلاقات المشتركة بين الأزهر والحوزات الشيعية" فجرت جدلاً واسعًا في مصر حول وصول "المد الشيعي" إلى الأزهر، بعد نحو أربعة شهور على انتشار مقاطع فيديو تظهر مشايخ مصريين يرفعون "الأذان الشيعي" في العراق. وجاء ذلك بعد أن أثارت كريمة ـ المعروف بمواقفه المعادية للإخوان المسلمين والسلفيين ـ جدلاً في وقت سابق من العام الجاري، بعد ظهوره على فضائية "المنار"، التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، الموالي لإيران، وأدلى بتصريحات اعتبرها البعض "مسيئة" لصحابة النبي محمد و"الخلفاء الراشدين"، كما وصفت بأنها تعكس "حقيقة اعتقاداته الشيعية"، بحسب البعض.
النهاية