SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في البداية نعود معك ايها القارىء الكريم الى موقف الجمعة قبل الماضي تحت عنوان: "داعش تريد تطبيق نموذج الموصل مع الجيش اللبناني”، والذي نشرنا فيه خطة داعش لدخول لبنان عبر محاولة اختراق الجيش أو عبر عمليات هجوم من البقاع الشمالي والبقاع الأوسط. وكان موقع المنار يومها، أول وسيلة إعلامية تشير الى وجود "عماد جمعة” كما وانفرد في الاشارة إلى البيعة التي حصلت في وادي الميرة ،والتي بايع من خلالها جميع الفصائل المسلحة في القلمون تنظيم داعش بقيادة أبو بكر البغدادي.
من هو عماد أحمد جمعة؟
هو من سكان مدينة القصير في الجمهورية العربية السورية، كان والده يملك محطة للوقود على مدخل القصير الشمالي على الطريق المؤدية الى حمص، وكان يُعرف باسم طاهر جمعة.
ولم يُعرف عنه أي انتماء سلفي متطرف، بل عمل في تهريب المازوت من سوريا الى لبنان ، وكان لوالده علاقات مميزة مع أجهزة الامن السورية في القصير ومحيطها.
في بداية العام 2012 كان من بين المجموعة الأولى التي حملت السلاح في القصير، ويُتهم بالمشاركة بعملية اغتيال الرئيس السابق لفرع المخابرات العسكرية في القصير العقيد (سليم عطية) في أيلول عام 2012. عمل في صفوف كتيبة الفاروق ومن ثم استلم مسؤولية فصيل في جبهة النصرة، وانسحب ضمن الدفعة الأولى التي غادرت القصير الى جبال النعيمات،ليسكن بعدها في عرسال وفي مخيم (النور) الذي نصب في جوارها .
تعتبر زعامة عماد أحمد ( طاهر) جمعة، جديدة على الفصائل المسلحة في القلمون وهي تعود الى بدايات معركة يبرود ، ومكّن زعامته على الفصائل في القلمون بعد معركة خاضها مع انصار ( أحمد أبو السوس) وحصل بعدها على بيعة لداعش وأبي بكر البغدادي وعبرها لشخصه من جميع الفصائل، وحصلت البيعة في وادي الميرة كما ذكرنا في موقف الجمعة قبل الماضي.
لماذا قرر المسلحون دخول بلدة عرسال؟
لمعرفة الأسبباب الرئيسة التي دفعت المجموعات المسلحة في جرود القلمون الى اتخاذ القرار بدخول عرسال البلدة، يجب العودة الى التطورات الميدانية التي حصلت في جرود القلمون في الأسابيع الأربعة الأخيرة، والتي أدت الى تشديد الخناق على حوالي أربعة الاف مسلح في متاهات جبال القلمون الصعبة التضاريس، وتشير التطورات الميدانية إلى عدة اسباب قاهرة جعلت المسلحين يصلون الى المرحلة الاخيرة من خطتهم للبقاء في المنطقة والمتمثلة بدخول بلدة عرسال مباشرة، وهذه الأسباب هي التالية:
أ – التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة وصلت الى مرحلة السيطرة النارية للجيش السوري وحلفائه على جميع المعابر بين عرسال والجرود المحيطة بها وهذا التطور شكل حالة حصار غذائية للمسلحين الذين خف امدادهم بالغذاء خصوصا بمادة الخبز من 10 الاف ربطة يوميا الى اقل من الف ، وبدءوا يعتمدون على الدراجات النارية في نقل امداداتهم بعدما كانوا يعتمدون على السيارات رباعية الدفع وسيارات البك آب.
ب – انقطاع شبه كامل للمعابر مع منطقة الزبداني التي منها يأتي الامداد الاكبر بالسلاح والذخائر والمقاتلين، وهذا الوضع شكل عامل ضغط على الفصائل المسلحة التي بدأت تحسب حساب كل طلقة تستخدمها في المعركة، حيث من الصعب عليها تعويضها بسبب التطورات الميدانية التي تسير في اتجاهات معاكسة لمصلحتهم.
ج – وجود المئات من المقاتلين الجرحى والذين يشكلون عبأ يوميا على باقي المسلحين ، خصوصا بعد توقف عملية تمرير جرحى المسلحين إلى المشفيات اللبنانية بطرق نظامية ، وهذا ما جعل المسلحين ينقلون بعض مشافيهم الميدانية الى خارج عرسال غير أنهم اكتشفوا ان بعدهم عن الأماكن الحضرية يسرع في عملية هزيمتهم النهائية في القلمون.
د – بداية عمليات انسحاب وهروب للمسلحين من الجبال باتجاه عرسال ، ما يهدد بانفراط عقد الجبهة كلها ، اذا لم يتم تدارك الوضع عبر عملية استباقية واسعة ،تحظى بتغطية اعلامية كبيرة.
النهاية