SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في محاكمة سريّة لم يعلن عنها ولم يحضرها محامون ولا احد من عائلته، وانما نشر خبر قصير عنها في الصحافة المحلية في 25 مارس الماضي، طالب المدّعي العام بتنفيذ حد الحرابة بحق الشيخ نمر النمر، أحد القيادات الشيعية المعارضة المشهورة، والذي اعتقل قبل نحو عام بعد اطلاق الرصاص عليه.
تهمة النمر كما هو معلوم انه معارض صلب وخشن للنظام، كما تكشف عن ذلك خطاباته. هو ضد النظام كلياً، وهو مع حقوق المواطنين من شتى فئاتهم ومذاهبهم ومناطقهم.
والشيخ النمر فوق هذا وجد ان من الطبيعي ان يفرح المواطنون بوفاة وزير الداخلية السابق نايف، واعلن ذلك في خطاب له. فهو الذي قتل (ابناءنا) فلماذا لا نفرح بموته؟ على حد قوله. ليس النمر وحده من فرح بوفاة نايف، بل آلاف المضطهدين، وقد اعلنوا ذلك في هاشتاقات بالمناسبة وبأسمائهم الصريحة، بل وقد اقيمت احتفالات بالمناسبة. حدث ذات الامر في العوامية (مسقط رأس الشيخ النمر) ما جعل امير الشرقية حينها (محمد بن فهد) ينفجر غضباً، ولينال من واجهات شيعية كانت حاضرة أمامه بالشتم والإهانة وحتى البصاق! فكيف يشتم (عمي نايف وأنتم صامتون)؟!
كانت الحكومة تريد قتل الشيخ النمر في مواجهة ما، لكن الرجل لم يكن مسلحاً وكان وحيداً فهاجمته بالسلاح وأراد الله ان يبقى حياً رغم جراحه العديدة. تمت فبركة عملية الإعتقال عبر المباحث بالقول ان هناك صدامات وما اشبه، لكنها لم تؤخذ على محمل الجد، ولم يقدم النظام أدلة على ذلك.
بقاء الشيخ نمر حياً أزعج النظام، وظهرت معلومات حين افسح لبعض افراد عائلته بزيارته بانه يعاني من آثار الرصاص، كما أن بعض الرصاصات لم تستخرج من جسده، في محاولة لشلّه.
الآن يظهر علينا النظام بخبر محاكمته سراً! والإتهامات التي وجهت له في معظمها غريبة وكاذبة، خاصة وان هناك تسجيلات بالصوت والصورة للشيخ نمر نفسه تنفي عن نفسه مزاعم الحكومة، ومن بينها: التحريض على استخدام السلاح. الشيء الملفت في الإتهامات ان الحكومة ومنذ سنوات تروج بأن الشيخ نمر (عميل لإيران).. ومن يفهم الوسط الشيعي يدرك ان تلك الاتهامات كاذبة وأنه ينتمي الى مرجعية دينية مختلفة. هذه المرة وأثناء المحاكمة لم ترد تهمة (العمالة) التي تغذّى عليها جمهور آل سعود ومباحثهم ومخبريهم لسنوات طويلة وكانوا يروجونها. وهذا يدل على ان المقصود من التهم هي التشويه ليس إلا.
استثارت مطالب المدّعي العام بتطبيق (حد الحرابة) المبنية على الآية الكريمة (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).. تطبيقها على الشيخ النمر، فطفق الكتاب والمغردون يعلقون عليها من خلال وسم على تويتر حمل اسم (#تنفيذ حد الحرابة على نمر النمر).
لأنها المرّة الأولى التي يطالب فيها المدّعي العام الإعدام بحق رجل شخص معارض فضلاً عن أن يكون رجل دين، رأى ناجي الزايد بأن ما يطلبه المدعي اليوم إن لم يُستنكر من قبل كل المواطنين، فإنه سيطالب بالإعدام بحق الدكتورين الحامد والقحطاني من جمعية (حسم). ذلك ان تجرؤ النظام سيزداد، وسيخوض في الدماء أكثر إن لم يواجه بصلابة.
الدكتور فؤاد ابراهيم رأى ان النظام السعودي (يكرر أخطاء نظرائه في تونس ومصر وليبيا، ظنّاً منه أن الخيار الأمني هو الحل ، فيما لا حل إلا بالتغيير) وأن (ما لا يريد النظام فهمه هو أن العودة للوراء باتت مستحيلة، مهما تكن أدوات البطش، فالناس سئمت من هذا النظام).
النهاية