SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
من الممكن أن تقوم حكومة بتعويض مواطن، بالاعتذار له، أن يقوم مسؤول كبير بزيارة مواطن أثيرت قضيته في الصحافة، أو حتى الإتصال به عبر الهاتف، أو لنقل أدنى من ذلك بالرد عليه عبر الصحافة، كل ذلك من الممكن حدوثه في دولة تسير في السياق الطبيعي للحياة، وتعتقد بإمكانية وقوعها في مسألة الخطأ أو الصواب.
من الممكن أن يحدث ذلك في دولة تعتبر نفسها الحاضنة لمواطنيها، حيث تكمن الغاية القصوى لدورها في خدمتهم، لكن البحرين لم تشهد شيئاً من ذلك، حيث يمر اليوم الأربعون على ضحية عنف قوات النظام الشهيد عبدالعزيز العبار وهو في ثلاجة الموتى بسبب تعنت السلطات في كتابة أسباب وفاته الحقيقية بشهادة الوفاة.
فارق الشهيد عبدالعزيز العبار الحياة في فجر الجمعة 18 أبريل 2014م بعد 55 يوماً من اصابته بمقذوف ناري أصابه بشكل مباشر في منطقة الرأس، وذلك في سياق عمليات القمع التي كانت تشهدها منطقة سار غرب العاصمة المنامة أثناء تشييع متوفى في المنطقة.
تصريح واحد من وزارة الداخلية أصدرته عبر الصحافة أكدت فيه على تعنت السلطة وموقفها تجاه القضية، لكنها لم تُبدِ أي تفاعل إنساني مع عائلته ومع شعب البحرين الذي يتابع القضية بشكل واسع، وقد خرج في عشرات التظاهرات للمطالبة بالتوقف عن هذا الاستهتار الرسمي بحرمة الدماء والأرواح، وبهذا الشكل الوقح.
أربعون يوماً على استشهاد الشهيد عبدالعزيز العبار(27 عاماً وأب لولد وبنت) ووجه النظام البحريني بلا ماء، على طريقة القاتل الذي يقتل ضحيته ثم يدخن سيجارة، أو ربما ينتهي من جريمته ويذهب إلى تناول وجبة الغذاء.
عشرات المنظمات الحقوقية والسياسية المحلية والدولية عبرت عن استنكارها لطريقة قتل الشهيد العبار، واحتجاز جثته واخفاء أسباب وفاته بهدف افلات القتلة من العقاب، لكن كل ذلك لم يحرّك ساكناً عند من لا ماء في وجهه أساساً.
على الرديف من ذلك، استمرت وفود مناطقية في التوافد للتضامن مع عائلة الشهيد بشكل يومي، فيما نظمت وقفة تضامنية عند منزلها في منطقة السنابس بمشاركة علماء دين وسياسيون ونشطاء، وذلك ضمن حراك شعبي واسع مع العائلة.
لم تكن وقاحة احتجاز جثة الشهيد كافية للتعبير عن موت الضمير الرسمي وحضيضيته، فقد داهمت قوات النظام منزل الشهيد في أبريل الماضي بعد أيام من استشهاد الشهيد وقامت بإقتلاع صورة عُلقت على جدار منزله من الخارج.
وكانت صحيفة الوسط نشرت لقاءاً مع والد الشهيد أكد فيه تقاذف الجهات الرسمية مسؤولية تعديل التقرير الطبي لولده، مسلطة الضوء على واقع المنزل المتهالك الذي تعيش فيه أسرة الشهيد، وتعبر عن واقع مزرٍ لفشل النظام في توفير العيش الكريم.
ولا زالت عائلة الشهيد العبار تصر بعد 40 يوماً من احتجاز جثته على تضمين تقريره الطبي أسباب وفاته، ليتسنى لها الحق القانوني والشرعي في ملاحقة قاتليه، وهو ما تمتنع عنه الجهات الرسمية حتى الآن ضمن منهجية الافلات من العقاب التي تمارسها مع سقوط أي ضحية، حيث لم يتم محاكمة أو سجن العديد من ضحايا عنف النظام.
النهاية