SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
لم يتردد "روبرت غيتس” Gates، وزير الدفاع الأميركي السابق، ثانية واحدة كي يجيب بـ”نعم” على سؤال محاوره في برنامج "واجه الأمة”؛ وقد نص السؤال على: "هل تعني أن الرئيس الأسد سيفوز؟” ولكن على الرغم من أن غيتس استدرك بالقول بأن قبضته لن تكون مطلقة على كامل سوريا كما كانت عليه في السابق، إلا أنه سيبقى رئيساً لسوريا بحسب معطيات الصراع هناك.
بل إن الأكثر إثارة للاهتمام في سياق هذا الحوار الذي عرضته فضائية CBS صباح يوم الأحد 12 مايو، هو إعلان الوزير الأميركي بأن بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة الحكم قد تحقق عمليًّا منذ اللحظة التي اضطر فيها العالم الغربي على اعتماده للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية، ملاحظاً أن العالم الغربي بدا مرتبكاً مذاك، خاصة مع اعتبارات الدعم الروسي للحكومة السورية.
وإذا كان هذا الكلام ينطوي على نقد غير مباشر لسياسة الإدارة الأميركية حيال المسألة السورية، بسبب عدم حزمها وتوهانها، فإنه يؤكد، من ناحية أخرى، على توجس واشنطن من خطورة استيلاء قوى راديكالية أو جهادية على السلطة هناك في حالة ظهور "خواء قوة” ناجم عن مغادرة النظام السوري القائم، الأمر الذي جعل الجميع يعيدون النظر في مواقفهم حيال الوضع في سوريا، وبضمنهم هؤلاء الذين كانوا يدعمون التغيير بالمال والسلاح.
لست أشك بأن إعلانات "غيتس” (الذي يعمل الآن مديراً لكلية وليام وميري) إنما تنطلق من وجهة نظر أميركية داخلية لا يهمها كثيراً ما يمكن أن يحدث في سوريا أو في سواها من بقاع العالم العربي، بقدر ما يهمها المحافظة على "الدور القيادي” الكوني للولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيبة الجانب.
لهذا السبب يخلص من تابع هذه المقابلة المهمة إلى تلمس ثمة شعور بالمرارة ينتاب دواخل الوزير السابق بسبب إحساسه (المبرر) بأن دور أميركا القيادي كونياً يتعرض للتهديد في "كل مرة ينتهي صراع عسكري لا تحسمه واشنطن بشكل نهائي لصالحها على نحو مطلق”. هذه حقيقة تأخذ مدياتها اليوم مع الشعور العالمي الجارف بأن أميركا راحت تتراجع سطوتها في نظر حلفائها قبل أعدائها لأنهم يخشون عدم قدرتها أن تفعل شيئاً لحمايتهم إذا تعرضوا للخطر، كما هي عليه الحال الآن في أوكرانيا، إذ لم تتمكن واشنطن أن تتخذ موقفاً رادعاً يكفي لمنع الرئيس بوتن من مواصلة تحقيق أحلامه بإعادة مجد روسيا السابق، خاصة وأن بوتن قد لاحظ بأن العالم الغربي لم يلتزم بما تعهد به للاتحاد السوفييتي السابق في سبيل أن يفكك نفسه، إذ إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة راح يتمدد على نحو خطير بالقرب من حدود روسيا. وهذا النكث بالوعد، برأي "غيتس”، إنما يحث الرئيس بوتن على المضي قدماً في الاحتفاظ بموطئ قدم له على المياه الدافئة (شبه جزيرة القرم) زيادة على عمله الناجح بهز استقرار أوكرانيا.
إن خلاصات رجل من العيار الثقيل، كـ”غيتس”، لا يمكن أن تخطئ كثيراً: فإذا كان متيقناً من بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة السلطة، فإن هذا التيقن لايمكن إلا أن يفسر على أنه متيقن كذلك من هزيمة الجماعات المضادة له. وهذا التيقن هو الذي يمنح "غيتس” حرية التاكيد على أن بقاء الأسد في السلطة سيتحقق عبر حل دبلوماسي للأزمة، وليس عبر حسم عسكري.لم يتردد "روبرت غيتس” Gates، وزير الدفاع الأميركي السابق، ثانية واحدة كي يجيب بـ”نعم” على سؤال محاوره في برنامج "واجه الأمة”؛ وقد نص السؤال على: "هل تعني أن الرئيس الأسد سيفوز؟” ولكن على الرغم من أن غيتس استدرك بالقول بأن قبضته لن تكون مطلقة على كامل سوريا كما كانت عليه في السابق، إلا أنه سيبقى رئيساً لسوريا بحسب معطيات الصراع هناك.
بل إن الأكثر إثارة للاهتمام في سياق هذا الحوار الذي عرضته فضائية CBS صباح يوم الأحد 12 مايو، هو إعلان الوزير الأميركي بأن بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة الحكم قد تحقق عمليًّا منذ اللحظة التي اضطر فيها العالم الغربي على اعتماده للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية، ملاحظاً أن العالم الغربي بدا مرتبكاً مذاك، خاصة مع اعتبارات الدعم الروسي للحكومة السورية.
وإذا كان هذا الكلام ينطوي على نقد غير مباشر لسياسة الإدارة الأميركية حيال المسألة السورية، بسبب عدم حزمها وتوهانها، فإنه يؤكد، من ناحية أخرى، على توجس واشنطن من خطورة استيلاء قوى راديكالية أو جهادية على السلطة هناك في حالة ظهور "خواء قوة” ناجم عن مغادرة النظام السوري القائم، الأمر الذي جعل الجميع يعيدون النظر في مواقفهم حيال الوضع في سوريا، وبضمنهم هؤلاء الذين كانوا يدعمون التغيير بالمال والسلاح.
لست أشك بأن إعلانات "غيتس” (الذي يعمل الآن مديراً لكلية وليام وميري) إنما تنطلق من وجهة نظر أميركية داخلية لا يهمها كثيراً ما يمكن أن يحدث في سوريا أو في سواها من بقاع العالم العربي، بقدر ما يهمها المحافظة على "الدور القيادي” الكوني للولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيبة الجانب.
لهذا السبب يخلص من تابع هذه المقابلة المهمة إلى تلمس ثمة شعور بالمرارة ينتاب دواخل الوزير السابق بسبب إحساسه (المبرر) بأن دور أميركا القيادي كونياً يتعرض للتهديد في "كل مرة ينتهي صراع عسكري لا تحسمه واشنطن بشكل نهائي لصالحها على نحو مطلق”. هذه حقيقة تأخذ مدياتها اليوم مع الشعور العالمي الجارف بأن أميركا راحت تتراجع سطوتها في نظر حلفائها قبل أعدائها لأنهم يخشون عدم قدرتها أن تفعل شيئاً لحمايتهم إذا تعرضوا للخطر، كما هي عليه الحال الآن في أوكرانيا، إذ لم تتمكن واشنطن أن تتخذ موقفاً رادعاً يكفي لمنع الرئيس بوتن من مواصلة تحقيق أحلامه بإعادة مجد روسيا السابق، خاصة وأن بوتن قد لاحظ بأن العالم الغربي لم يلتزم بما تعهد به للاتحاد السوفييتي السابق في سبيل أن يفكك نفسه، إذ إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة راح يتمدد على نحو خطير بالقرب من حدود روسيا. وهذا النكث بالوعد، برأي "غيتس”، إنما يحث الرئيس بوتن على المضي قدماً في الاحتفاظ بموطئ قدم له على المياه الدافئة (شبه جزيرة القرم) زيادة على عمله الناجح بهز استقرار أوكرانيا.
إن خلاصات رجل من العيار الثقيل، كـ”غيتس”، لا يمكن أن تخطئ كثيراً: فإذا كان متيقناً من بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة السلطة، فإن هذا التيقن لايمكن إلا أن يفسر على أنه متيقن كذلك من هزيمة الجماعات المضادة له. وهذا التيقن هو الذي يمنح "غيتس” حرية التاكيد على أن بقاء الأسد في السلطة سيتحقق عبر حل دبلوماسي للأزمة، وليس عبر حسم عسكري.لم يتردد "روبرت غيتس” Gates، وزير الدفاع الأميركي السابق، ثانية واحدة كي يجيب بـ”نعم” على سؤال محاوره في برنامج "واجه الأمة”؛ وقد نص السؤال على: "هل تعني أن الرئيس الأسد سيفوز؟” ولكن على الرغم من أن غيتس استدرك بالقول بأن قبضته لن تكون مطلقة على كامل سوريا كما كانت عليه في السابق، إلا أنه سيبقى رئيساً لسوريا بحسب معطيات الصراع هناك.
بل إن الأكثر إثارة للاهتمام في سياق هذا الحوار الذي عرضته فضائية CBS صباح يوم الأحد 12 مايو، هو إعلان الوزير الأميركي بأن بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة الحكم قد تحقق عمليًّا منذ اللحظة التي اضطر فيها العالم الغربي على اعتماده للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية، ملاحظاً أن العالم الغربي بدا مرتبكاً مذاك، خاصة مع اعتبارات الدعم الروسي للحكومة السورية.
وإذا كان هذا الكلام ينطوي على نقد غير مباشر لسياسة الإدارة الأميركية حيال المسألة السورية، بسبب عدم حزمها وتوهانها، فإنه يؤكد، من ناحية أخرى، على توجس واشنطن من خطورة استيلاء قوى راديكالية أو جهادية على السلطة هناك في حالة ظهور "خواء قوة” ناجم عن مغادرة النظام السوري القائم، الأمر الذي جعل الجميع يعيدون النظر في مواقفهم حيال الوضع في سوريا، وبضمنهم هؤلاء الذين كانوا يدعمون التغيير بالمال والسلاح.
لست أشك بأن إعلانات "غيتس” (الذي يعمل الآن مديراً لكلية وليام وميري) إنما تنطلق من وجهة نظر أميركية داخلية لا يهمها كثيراً ما يمكن أن يحدث في سوريا أو في سواها من بقاع العالم العربي، بقدر ما يهمها المحافظة على "الدور القيادي” الكوني للولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيبة الجانب.
لهذا السبب يخلص من تابع هذه المقابلة المهمة إلى تلمس ثمة شعور بالمرارة ينتاب دواخل الوزير السابق بسبب إحساسه (المبرر) بأن دور أميركا القيادي كونياً يتعرض للتهديد في "كل مرة ينتهي صراع عسكري لا تحسمه واشنطن بشكل نهائي لصالحها على نحو مطلق”. هذه حقيقة تأخذ مدياتها اليوم مع الشعور العالمي الجارف بأن أميركا راحت تتراجع سطوتها في نظر حلفائها قبل أعدائها لأنهم يخشون عدم قدرتها أن تفعل شيئاً لحمايتهم إذا تعرضوا للخطر، كما هي عليه الحال الآن في أوكرانيا، إذ لم تتمكن واشنطن أن تتخذ موقفاً رادعاً يكفي لمنع الرئيس بوتن من مواصلة تحقيق أحلامه بإعادة مجد روسيا السابق، خاصة وأن بوتن قد لاحظ بأن العالم الغربي لم يلتزم بما تعهد به للاتحاد السوفييتي السابق في سبيل أن يفكك نفسه، إذ إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة راح يتمدد على نحو خطير بالقرب من حدود روسيا. وهذا النكث بالوعد، برأي "غيتس”، إنما يحث الرئيس بوتن على المضي قدماً في الاحتفاظ بموطئ قدم له على المياه الدافئة (شبه جزيرة القرم) زيادة على عمله الناجح بهز استقرار أوكرانيا.
إن خلاصات رجل من العيار الثقيل، كـ”غيتس”، لا يمكن أن تخطئ كثيراً: فإذا كان متيقناً من بقاء الرئيس بشار الأسد على سدة السلطة، فإن هذا التيقن لايمكن إلا أن يفسر على أنه متيقن كذلك من هزيمة الجماعات المضادة له. وهذا التيقن هو الذي يمنح "غيتس” حرية التاكيد على أن بقاء الأسد في السلطة سيتحقق عبر حل دبلوماسي للأزمة، وليس عبر حسم عسكري.
النهاية