SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز: تشهد أجواء الأسرة الحاكمة في المملكة السعودية توتراً وصل لمرحلة غير مسبوقة في تاريخ آل سعود، اللذين وصلوا إلى الحكم كما يصفهم معارضونهم "بحد السيف و دعم أجنبي كافر"، و بعد أن ظهرت الأميرة سحر لأول مرة عبر السكايب مع أختها جواهر على شاشة قناة "4news" تعود لتظهر عبر السكايب مرة أخرى لتطالب بإسقاط عرش أبيها الملك "عبد الله "و الذي وصفته بالظالم، فيما يمكن اعتباره مسماراً آخر في نعش المملكة التي تشهد عواصف داخل الأسرة الحاكمة التي يبحث كل فرد منها من الحصول على "حصة الأسد" من ميراث الملك السعودي و إن ما زال على قيد الحياة.و هذا الصراع بدء من رغبة الملك نفسه من توطيد الحكم لأسرته من بعده، و البحث عن الضمانات الكافية لبقاء المملكة بشكلها الحالي على وجه الأرض. و ما طالبت به الامير السعودية المحبوسة ضمن قصور أبيها إلا واحدة من العواصف التي تهدد الملك، وربما تعجل في أجله
يأتي خروج الأميرات المحبوسات عن صمتهن، بالتزامن مع توارد الانباء عن كشف المخابرات السعودية لحقيقة "مجتهد" الذي كان يكشف فضائح آل سعود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع الحكومة السعودية إلى نفيه إلى لندن و ربما تم اختيار لندن لطبيعة العلاقة التي تجمع بين آل سعود و المملكة البريطانية التي أسهمت بشكل كبير في انتصار الملك عبد العزيز آل سعود و تأسيسه للملكة السعودية بشكلها الحالي في بدايات القرن العشرين.
وتصف تقارير إعلامية مجتهد بأنه متدين و نقلت هذه التقارير عن مصادر سعودية أن الأمير السعودي الوحيد "المتدين" الذي تنطبق عليه المواصفات المتوفرة عن شخصية "مجتهد" هو أحد أبناء الأمير طلال.
من جهة أخرى كانت السعودية قد شهدت خلال الشهر الماضي عدة تغييرات في مواقع المسؤولين، كان من بينها تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز، وليًا لولي العهد السعودي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين وليًا لولي العهد بالمملكة.
وكانت آخر تلك التغييرات إقالة أحد أبناء الملك الراحل، فهد بن عبد العزيز، من مهامه الوزارية وتعيين نجل ولي العهد، الأمير سلمان بن عبد العزيز، في موقعهواحتفلت المملكة العربية السعودية السبت، بالذكرى التاسعة لتولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة وسط أجواء مليئة بالمشاحنات داخل البيت الملكي السعودي الذي شهد الشهر الأخير عددًا من الإقالات والتعيينات في مناصب حساسة داخل المملكة.
وكان قد سبق ذلك و تحديداً في 16 أبريل الجاري ، أعفي الأمير "بندر بن سلطان" من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات العامة، وتم تعيين الفريق أول ركن يوسف الإدريسي، خلفًا له، لتفتح عاصفة من التساؤلات على إثر الأمر الملكي الذي حمل من الغموض و الخلفيات الكثير، خاصة و أن الإدريسي من خارج الأسرة الحاكمة وهي خطوة لم تشهدها المملكة منذ 38 عاماً
وفي 21 أبريل، أصدر العاهل السعودي أمرًا ملكيًا، بإعفاء وزير الصحة، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، من منصبه، وتعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
في حين كشف الكاتب السعودي "محمد فلالي" عن الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء عزل الأمير "عبد العزيز بن فهد" من رئاسة الديوان الملكي، و تعين الامير فيصل أصغر ابناء الملك السعودي محله، حيث يقول "فلالي"، أن بن فهد كان الأمير المدلل سابقاً عند الملك عبد العزيز وذلك نتيجة لكونه متزوج من أبنة الملك ، و واختار زوج بنت الملك أن يكون الطعم للتقرب أكثر من أبيها أرسال رسالة للملكة يطلب فيها أن يعين أبنه فيصل معاوناً له في حمل مسؤوليات الديوان الملكي، و هنا يكشف "فلالي" أن الأمير عبد العزيز بن فهد، وزير الدولة ورئيس ديوان رئاسة الوزراء سابقًا، أنه كان يطمح لتولي حقيبة هامة في التغييرات الوزارية المرتقبة.وعن هذه النقطة يقول "فلالي" : "أعتقد الأمير المدلل، سابقا، عبد العزيز بن فهد، زوج ابنة الملك عبد الله، أنه سينجح في تمرير خطته التي لم يكشف النقاب عنها حتى الآن حين قرر أن يرفع خطابًا إلى الملك مستفيدًا من نزوع الأخير نحو ضمان مستقبل أبنائه في الدولة السعودية بعد رحيله عن دار الدنيا".
وبحسب رأي الكاتب السعودي، استغل الملك عبد العزيز طلب الأمير بأن يكون الأمير فيصل "المدلل الحالي" عوناً له، و لن يجد الملك السعودي، نفسه محرجًا في حال أصدر أمرًا بتعيين ابنه الأمير منصور، بناء على (إلحاح)، و(رغبة) و(التماس) صاحب الشأن نفسه، بما يسهّل عليه المهمة، ويرفع العتب ويوقف الجدل، وبالتالي فإن مجرد تعيين منصور نائبًا للأمير عبد العزيز يعني في لحظة ما اقترابه من رئاسة الديوان.
ونوه الكتب "فلالي": إلى أنها كانت بالفعل خطة محكمة، في حال قدّر لها النجاح، لولا فطنة المتحيّن لفرصة من هذا النوع لبيعها بثمن كبير، قبل أن يصل الخطاب إلى ديوان الملك، تبلّغ رئيس الديوان الشيخ خالد بن عبد العزيز التويجري بالأمر، مضيفاً: مهما يكن الحال، فإن الأمير نايف وفور تلقيه خبر مساعي الأمير عبد العزيز بن فهد للفوز بنصيب أكبر في كعكعة السلطة، تحرّك على نحو عاجل من أجل إطاحة بالأمير عبد العزيز وأبطال مفعول طموحه السياسي.
حيث قام الشيخ خالد التويجري بالاتصال بالأمير نايف، وزير الداخلية والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وأبلغه بنوايا الأمير عبد العزيز بن فهد وحقيقة الخطاب الذي يعزم رفعه إلى الملك وما يتضمنه من طلب تعيين الأمير منصور.
لافتاً إلى أن العلاقة بين الملك والأمير نايف غدت ممتازة نتيجة التفاهم الثنائي بينهما على ملفات حيوية بما فيها ملف التعيينات، وبالتالي فإن محاولات الاختراق التي يقوم بها بعض الأمراء وخصوصًا في ملف التعيينات تجعلها محفوفة بالفشل، وتمسّ أسس التفاهم بين الملك والأمير.
ويشير الكاتب إلى نجاح الأمير نايف في إقناع الملك عبد الله بأن موقع رئيس ديوان مجلس الوزراء أصبح عبئًا، ولابد من إجراء جراحي لمعالجة المشكلة القائمةمالم يفطن له الملك أن الأمير نايف وهو يقنعه برأيه في الأمير عبد العزيز أراد تعزيز دور الملك القادم، الذي سيكون من نصيبه، فيما يستبعد أي سلطات أخرى موازية.
وقال: الملك لم يصدّق خبراً، فقام بإصدار أمرين ملكيين هما في الواقع بوحي من الأمير نايف نفسه، فقد اشتمل الأول الصادر برقم أ/132 في 27 يونيو الماضي، وجاء فيه ما نصّه: نحن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية مشيرًا إلى إعفاء صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء من منصبه بناء على طلبه، مع استمراره في منصبه وزيرًا للدولة وعضوًا في مجلس الوزراء.
ثم لحقه بأمر ملكي آخر، تضمن ضم ديوان رئاسة مجلس الوزراء إلى الديوان الملكي واعتبارهما جهازا واحدا بمسمى الديوان الملكي وتشكيل لجنة برئاسة معالي رئيس الديوان الملكي لاستكمال ما يلزم من إجراءات واتخاذ ما يلزم من تعديلات لإنفاذ ما قضت به الفقرة الأولى بما في ذلك اقتراح التعديلات اللازمة على نظام مجلس الوزراء على أن ترفع اللجنة لنا توصياتها وتعيين الإستاذ خالد بن عبد العزيز التويجري رئيسًا للديوان الملكي وسكرتيرًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير كما امر رئيس الديوان الملكي الرفع لنا بالترشيحات للمناصب القيادية بالديوان الملكي.
ونقل الكاتب عن مصادر وصفها بالخاصة أن الأمير عبد العزيز بن فهد تفاجأ بقرار الإعفاء، وسحب الصلاحيات التي يعتقد هو ومقرّبون منه بأنه بدأ لإعفاء بعد وفاة أبيه مباشرة، حيث كان يتولى عددًا من الملفات.
اعتقد الأمير في البداية بأن زواجه من ابنة الملك سيمنحه بطاقة عبور إلى قلب الملك، ولكن يبدو أنّه اختار المنطقة الوعرة بالنسبة للملك، حيث تكون العلاقة بين الملك وعائلة التويجري.
ويضيف"فلالي" : بأن المقرّبون من الأمير عبد العزيز بن فهد متشائمون من المستقبل، فهم يرون بأن فرصة أخيرة قد ضاعت بالنسبة للأمير، الذي عاد إلى سيئاته القديمة في الغياب المتكرر والطويل، ولأنه لا يجد نفسه ملزمًا بأي مسؤولية عملية، فقد خفّف من حضوره في مجلس الوزراء، وصار يهوى السفر مع ندماء كثر في الخليج ولبنان.قنوط الأمير المدلل بلغ درجة أنه ينتظر اليوم الذي يموت فيه الملك عبد الله وينتهي العهد الذهبي لـ (البرامكة)، الوصف الدراج وسط العائلة المالكة لبيت التويجري.وفي وقت يشعر فيه الأمير نايف بأنه تخلّص من منافس مستقبلي وفي الوقت أنفسى أرضى، في الظاهر على الأقل، رغبة الملك من خلال تعيين رئيس مكتبه في منصب يجمع الرئاستين: رئاسة ديوان مجلس الوزراء والديوان الملكي، فإن هذا النوع من التسويات يحمل في طيّاته مؤشرات قلق غير مغفولة.
فللمرة الأولى في تاريخ المملكة السعودية يتم إلغاء ديوان مجلس رئاسة الوزراء، وهو أمر لم يحدث منذ الملك المؤسس، عبد العزيز، ولكنّه حدث في عهد الملك عبد الله، الذي ينظر إليه مقرّبون من العائلة المالكة الأضعف والأسوأ في ملوك آل سعود، فالرجل ليس فقط لم ينفّذ أي شيء من وعوده، بل إنه خرّب ما كان قائمًا.وفيما يرى بعض الأمراء المحسوبين على الجناح السديري والذي جرى تهميشهم في عهد الملك عبد الله، أو الأمراء المتحدّرين من أجنحة هي في الأصل هامشية منذ عقود بأن التسويات التي جرت بين الملك والأمير نايف في مجال التعيينات تحمل أخطارًا جديّة على الكيان، ولا يستبعد أن تنعكس في هيئة تمرّدات داخل العائلة المالكة في حال أخفق الملك القادم في احتواء كل الأجنحة، واتّباع سياسة الاستيعاب بدلًا من التركيز على ضمان مستقبل الأبناء في الجهاز البيروقراطي.
النهاية