SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز: مرت ثلاثة أيام على توقيع اتفاق الهدنة بين "الغرفة المشتركة لأهل الشام"، والتي تضمّ كلاًّ من "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين"، وبين "وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" في سوريا، والذي يعدّ الفرع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني_ pkk"، وذلك في ظلّ صمت مطبق ومريب من جانب الميليشيا الكردية وقيادتها السياسية "في حزب الاتحاد الديمقراطي"
فبينما وزّعت "الغرفة المشتركة لأهل الشام" نصّ الاتفاق الذي جرى، التزم الأكراد جانب الصمت، من دون نشر خبر الاتفاق على مواقعهم أو في أخبارهم، مما يؤشّر إلى أنهم لا يستطيعون مواجهة جمهورهم من العرب والأكراد والسريان والآشوريين بحقيقة ما رتّبته تركيا بينهم وبين العصابات الإرهابية المسلّحة التي كانت وما تزال تحاصر القرى والمناطق الكردية وتذيقها ويلات القصف والسيارات المفخخة وقطع المياه والكهرباء والمواد الغذائية.
وفي الوقت الذي يرى فيه الأكراد السوريون البلدوزرات التركية وهي تقوم بحفر الخنادق ومدّ الأسلاك الشائكة على الحدود السورية التركية في المناطق الكردية في عفرين، وتنشر كاميرات المراقبة وتكثّف عناصر حرس الحدود على طول المناطق الكردية في الشمال السوري، يرضخون هم أنفسهم للترتيبات التركية في تسهيل حركة مرور الإرهابيين في المناطق ذات الأغلبية الكردية من أجل الإطباق على حلب وإحكام الحصار على منطقتي نبل والزهراء القريبتين منها والمحاصرتين منذ ما يقارب السنتين.
لكن سبب الصمت الكردي الخجول لا يتوقف كما يبدو عند الرضوخ المذلّ للأتراك، بل يتعدّاه إلى ما ورد في نصّ الاتفاق الذي جاء بنداه الثاني والسادس مخالفين لكل شعارات "الحضارة المدنية" التي تغنّى بها عبد الله أوجلان وكتب عنها المجلّدات وصفّق لها أنصاره واستخدموها على مدى السنوات الماضية، وكأنهما إذلال متعمّد للكرد. فقد جاء البند الثاني من الاتفاق كالتالي:
"المرور في طرقات الطرفين بالاتفاق المسبق وبكتاب رسمي تحدّد فيه وجهة المرور ونوع السيارة وبختم غرفة أهل الشام بما يخدم مصلحة القتال ضدّ النظام النصيري".
فما الذي سيقوله "النصيري" جميل بايك قائد قوّات "الكريلا" في "pkk" لأنصاره "النصيريين" من كرد تركيا، في الوقت الذي يوقّع فيه تلامذته اتفاقًا مذلاً كهذا الاتفاق؟
وجاء البند السادس من الاتفاق كاتالي:
"إحكام الحصار على منطقة نبّل والزهراء ومنع مرور كل العناصر البشرية الموجودة داخل المنطقة".
فبينما يضجّ الأكراد من الحصار المفروض عليهم في مناطق أخرى يقومون بالمساهمة في إحكام الحصار على مناطق أخرى، وهو ما سيكون مقدّمة لإبادات بالحصار عليهم في التاليات من الأيام.
يبدو أن الأتراك يستغلّون العماء الانعزالي الكردي وأوهام الصفاء العرقي الذي يروّج له الأكراد في صفوفهم من أجل إفراغ كل شعاراتهم من مضمونها، خصوصاً وأنهم استطاعوا أخيراً تثبيت "فتاوى ابن تيمية" في أدبياتهم السياسية، بعد أن انتزعوا منهم، قبل أيام من هذا الاتفاق المجرم، الاعتراف بطورانية الأراضي التي يسيطرون عليها في منطقة عين العرب، والمحيطة بقبر سليمان شاه. إذ قاموا بتأمين دخول ٣٠٠ جندي تركي و١٢ آلية عسكرية و٦ دبابات وحمايتها حتى الوصول إلى القبر.
النهاية
