SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
الاحداث الأخيرة التي تشهدها ليبيا قد تؤثر على العلاقات مع الجارة تونس، فاختطاف ديبلوماسي تونسي في طرابلس يأتي ضمن مسلسل استهداف ديبلوماسيين أجانب، غير أن استهداف البعثة الديبلوماسية التونسية بالذات يطرح تساؤلات حول تأثيره على العلاقات المتشابكة بين البلدين والشعبين، خصوصاً أن الحادث ليس الأول بعد اختطاف موظف آخر في السفارة التونسية قبل نحو شهر واستهداف القنصلية التونسية ببنغازي قبل سنة.
الجارة تونس.. بين التوتر و التعاون رد الفعل التونسي في هذا الجانب كانت أولى خطواته قرار يصدر عن الخارجية التونسية بتخفيض بعثتها في طرابلس، ودعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى ليبيا، ويدور حديث تقارير إعلامية في تونس عن علاقة بين عملية الاختطاف ومطالب من جماعات ليبية بإطلاق سراح سجناء ليبيين في تونس حوكموا في قضايا إرهابية.
من جانب آخر أعلنت تونس اليوم، الأحد، أنها بدأت جهوداً لإطلاق حوار وطني بين الخصوم السياسيين في ليبيا في مسعى لإنهاء الأزمة التي تهز البلاد مع تزايد تهديد الميليشيات المسلحة منذ قتل الرئيس السابق للبلاد على أيدي مسلحين لم تتم محاسبتهم إلى الآن.
وبعد استقالة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني الأسبوع الماضي ولم يكن قد أمضى شهر في مهمته، وذلك بعد مهاجمة مسلحين لعائلته، ويتعين على المؤتمر الوطني العام (البرلمان) أن يختار رئيساً جديد للوزراء. ولا يتمتع المجلس بشعبية بين الليبيين الذين يرون أنه فشل في تحقيق الانتقال الديمقراطي وتنحصر اختياراته بين الأحزاب الإسلامية والقومية.
و في السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي "تونس بدأت مساع لإطلاق حوار وطني ليبي يضم كل الأطراف لإيجاد حل سلمي وتوافقي للأزمة واستتباب الأمن وتجنب الانزلاق إلى وضع أسوأ".
وأضاف الشواشي أن المبادرة التونسية حظيت بتأييد الحكومة الليبية وعدة سفراء أجانب في تونس التقاهم وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي من بينهم السفير المصري والسعودي والأميركي والجزائري.
ولم تعلن تونس عن أي موعد لانطلاق هذا الحوار المفترض، ولايعرف إن كان المسؤولون التونسيون بدأوا فعلاً باتصالاتهم بالفرقاء السياسيين في ليبيا أو ما هي الخطوات المقبلة التي تعتزم تونس القيام بها.
ولكنها قالت إنها تقترح أن يكون الحوار تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مشيرة إلى أن الحوار سيجنب تونس تداعيات الأزمة في جارتها ليبيا،
ترشيحات لرئاسة الحكومة
في الداخل الليبي يتم تداول اسماء 7 مرشحين لمنصب رئيس الوزراء في ليبيا، و قدم المرشحون السبعة برامجهم السياسية أمام المؤتمر الوطني العام الذي سيعين رئيساً جديداً للحكومة خلفا لعبد الله الثني المستقيل.
وبحسب جدول أعمال المؤتمر، فإن النواب سيستمعون إلى المرشحين السبعة من دون تحديد أي تاريخ للتصويت لاختيار رئيس الوزراء الذي يجب أن يحصل على 120 صوتاً من أصوات النواب المائتين ليتولى المنصب.
النفط .. مشكلة كبيرة
أعلن وزير العدل الليبي صلاح المرغني، أن السبب في تؤخر إعادة افتتاح مرفأ الزويتينة النفطي في شرق البلاد هو وجود مشاكل فنية كبيرة، وذلك بعدما توصلت الحكومة لاتفاق مع محتجين لإنهاء سيطرتهم على المرفأ.
وقال المرغني في مؤتمر صحفي عقده اليوم، الأحد، في بنغازي إن هناك بعض الأضرار في الميناء بسبب الإغلاق الطويل، ولم يحدد موعداً لاستئناف صادرات النفط من المرفأ الذي تبلغ طاقته 70 ألف برميل يوميا. وقال إن المحادثات لإعادة فتح مينائي رأس لانوف والسدرة لن تبدأ إلا بعد إعادة تشغيل ميناء الزويتينة.
وجاء في الاتفاق، الذي وقعه المرغني وزعيم المحتجين إبراهيم الجضران، أن الحكومة ستدفع تعويضات مالية للمحتجين المسلحين وتسقط الاتهامات الموجهة لهم وترفع تهديدها بشن هجوم عسكري.
وتمثل إعادة فتح بعض المرافئ تقدما كبيراً في الأزمة الناجمة عن حصار المحتجين لموانئ نفط رئيسية على مدى 8 أشهر، ما كلف البلاد مليارات الدولارات من العائدات المفقودة.
لكن متحدثا باسم المحتجين الذين يسيطرون على مينائي رأس لانوف والسدرة، وهما أكبر من الزويتينة والحريقة، قال إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات قبل التوصل إلى اتفاق لإعادة فتحهما.
تبقى الملفات الليبية عالقة إلى وجود منقذ للبلاد من الفوضى التي تغرق فيها منذ العام 2011، ما أثر سلباً على الدول الجارة خصوصاً تونس و مصر، و تسعى حكومة تونس التي ليست بأفضل حالاً إلى أيجاد حل لمشاكل الدولة التي تحده من الشرق، و يرجح أن التقارب بين إسلاميي البلدين قد يؤجج مشكلة مشتركة.
النهاية