SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
قالت مصادر في العاصمة البحرينية أن حريقا صغيرا في أحد مكاتب هيئة التلفزيون كشف تحسسا تبديه بعض الأطراف الإعلامية المخضرمة في المنامة من عملية التطوير والإصلاح التي تقودها وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب.
وذكرت المصادر أن تصريحات متشنجة جاءت على لسان وزير سابق رد فيها على تعليقات الوزيرة رجب حول الحريق، إنما تعبّر عن أن التغييرات الشاملة التي تطبقها الوزيرة في مؤسسات الوزارة والهيئات التابعة لها بدأت تعطي ثمارها، وهو ما يثير التساؤلات حول التلكؤ الذي رافق السياسة الإعلامية في مملكة البحرين لسنوات طويلة.
وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام قد أطلقت مشروعا لتحديث وتطوير قطاع الإعلام يشمل تدشين محطة تلفزيون "البحرين 2" لتكون رديفا لقناة البحرين الرئيسية.
وتواجه البحرين تحديات سياسية وإعلامية كبيرة ضمن مشروع تروج له إيران لشق المجتمع البحريني طائفيا على خلفية مطالبات اجتماعية.
ولسنوات، لم تتمكن البحرين من تقديم رسالة إعلامية مضادة لدعوات الفتنة والتحريض التي مارستها إيران من خلال مؤسساتها الاعلامية الناطقة بالعربية والتي تراهن على صراع مفترض بين الشيعة والسنة في البلاد.
وقررت القيادة البحرينية، وخصوصا في المرحلة التي أعقبت الاضطرابات الأمنية، أن تعيد النظر بهيكليات وكوادر الإعلام المتقدمين وأن تبدأ خطة تطوير اعلامية شاملة تهدف الى نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض وقطع الطريق على خطة منهجية لتشويه صورة البلاد.
وأوكلت القيادة البحرينية مهمة التطوير إلى سميرة رجب كوزيرة دولة لشؤون الإعلام وعهد إليها بمسؤولية تحديث القطاع بما يخدم الجانب التوعوي والتثقيفي في البحرين وأن تتولى مهام الناطق الرسمي باسم الحكومة وتوضيح وجهة النظر الرسمية والرد على التقارير الاخبارية التي يتم الترويج لها على نطاق واسع بهدف الإساءة للبحرين.
لكن محاولات التحديث اصطدمت بما صار يسمى "الحرس الإعلامي القديم" ممن سيطروا على الإدارة الاعلامية للبحرين على مدى سنوات ولم يتمكنوا من توفير الادوات الفعالة للنشاط الاعلامي خصوصا في وقت الأزمة.
واعتبر "الحرس القديم" أن أية نجاحات يمكن ان تتحقق على الصعيد الاعلامي ستضر به حتى بأثر رجعي.
وجاء الحريق البسيط في احد المكاتب التابعة لمبنى تم اخلاؤه تمهيدا لشغله من قناة "البحرين 2" الجديدة فرصة لتصفية جزء من الحسابات السياسية في قطاع الاعلام.
وتخطط الوزيرة رجب لأن تكون القناة الجديدة منبرا حيويا وشفافا للحياة السياسية والاجتماعية في البحرين تعكس صورة أكثر عمقا للانسجام بين المكونات دون إهمال للمطالبات الشعبية "المشروعة" في إطار وطني يقطع الطريق على اللوبي الإيراني وامتداداته في لبنان والعراق.
واعتبر مراقب سياسي في المنامة أن مثل هذه القناة ستحرج الحرس القديم لأنهم سيساءلون: أين كنتم؟
النهاية
