SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أُعلن أمس تشكيل «جيش الأنصار» في الرقة وريفها. وسارع «الجيش» فور إعلانه إلى «مبايعة» تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام. اللافت أن التشكيل الجديد أُنشئ على أساسٍ عشائريٍّ بحت، الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمالاتٍ وتساؤلات
صهيب عنجريني – صحيفة الأخبار
من جديدٍ دارت عجلة تشكيل «الجيوش» المعارضة في سوريا. أُعلن أمس تشكيل «جيش الأنصار» في الرّقة وريفها. وسرعان ما أعلن «مبايعته» لتنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام/ داعش». ويحمل التشكيل الوليد طابعاً جديداً، مختلفاً عن كلِّ ما سبقه من تشكيلات؛ إذ يحمل هويةً عشائرية بحتة، وفقاً للمعلومات التي أكّدتها مصادر «الأخبار».
وفي المعلومات، أن «الجيش الجديد شُكِّل من أبناء العشائر العربية في الرقة». وقد توافقت على تشكيله 14 من عشائر المنطقة، هي: «عشيرة المنيف، عشيرة حلاوة، عشيرة داود، عشيرة الجميلة، كامل عشائر قيس، عشيرة الصيالة، عشيرة النعيم، عشائر الفدعان وشمّر وعنزة، عشيرة طي، عشيرة البوضاهر، عشائر العفادلة، عشائر المجادمة، قسم من المشهور، وكامل العشائر في سلوك وتل أبيض». ويرفع التشكيل الجديد شعار «حماية مناطقهم من غزو الـ PKK (حزب العمال الكردستاني)».
وقال مصدرٌ واكب مفاوضات التشكيل لـ«الأخبار» إن «العشائر اتفقت على ترك الباب مفتوحاً أمام جميع العشائر التي ترغب في الانضمام، شرط أن يحوز انضمامها موافقة جميع المؤسسين». وأضاف أن «الأولوية في الوقت الراهن لتقوية الجيش، ليصبح سدّاً منيعاً في منطقته. أما التوسع نحو باقي المناطق السوية فهذا هدف لاحقٌ». وربما كان هذا «التكتيك» مرتبطاً بعزم «داعش» على بسط نفوذه على كامل المناطق الشمالية الشرقية في سوريا (الحسكة ودير الزور)، ما يجعلُه في حاجة لأكبر عدد ممكن من المقاتلين.
ويضمن تشكيل «جيش الأنصار» أن يتحوّل مسلحو العشائر إلى حاميةٍ للمنطقة، ما يتيح لـ«داعش» نقل المزيد من مقاتليه إلى دير الزور كخطوة أولى، والحكسة لاحقاً، حيث يخوض التنظيم المتطرف معارك عنيفة ضد نظيره المتطرف «جبهة النصرة». ويشكل النفط والغاز سبباً محورياً لتلك المعارك. (راجع الأخبار/ العدد 2257).
ووفقاً للمصدر، إن «القوة الأساسية التي تشكّل الجيش منها قوامُها 2000 مقاتل أساسي. وضعفهم من الاحتياط، الذين يحتاجون إلى التدريب، والأعداد قابلة للازدياد». وأوضح المصدر أن «جيش الأنصار سيتبع عسكرياً ولوجستياً دولة الإسلام في العراق والشام». وعلّق المصدر على اعتبار «صد غزو الـ PKK» هدفاً أساسياً لـ«الجيش»، وليس إسقاط النظام أو «قيام دولة الإسلام» بالقول: «إن الـ PKK كما هو معروف، مجرّد ذراع للنظام، والتصدي لهم هو تصدٍّ للنظام. أما دولة الإسلام فهي مُعلنة في الأساس»، كما أكّد المصدر.
ويبدو هذا التطوُّر وثيق الصلة بالأحداث التي شهدتها محافظة دير الزور أول من أمس الخميس، حيث تبادل كلٌّ من «داعش» و«النصرة» الاتهامات بـ«افتعال فتنة عشائرية». ويبدو أن «داعش» قد نجح في استمالة عدد من أبرز العشائر في منطقة نفوذه، ما قد يضمن له المزيد من الولاءات العشائرية في مناطق أخرى. ومن المعروف أن الانتماء «العشائري» يتجاوزُ عادةً حاجز الجغرافيا، ولا يقلُّ تأثيره عن الدوافع «الأيديولوجية/ الجهادية» التي تقوم معظم تشكيلات المسلحين في سوريا على أساسها.
النهاية