SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
اكد عميد كلية الجغرافيا بجامعة طهران الدكتور كيومرث يزدان بناه ان ظاهرة "رهاب الشيعة" هي استمرار لمشاريع الغرب لحماية مصالحه في الشرق الاوسط وراى ان معالجة هذه القضية رهن بالتعاون بين بلدان المنطقة.
وعن ظاهرة "رهاب الشيعة" في منطقة الشرق الاوسط قال الدكتور يزدان بناه في حوار مع "شفقنا" ان الظواهر الجديدة التي نشهدها في منطقة الشرق الاوسط والجغرافيا السياسية للعالم الاسلامي تحت عنوان التحولات غير الارادية، تعود الى عدة اسباب اساسية بما فيها التحريض الذي تمارسه القوى من خارج المنطقة تحت ادارة وتوجيه امريكا التي تعتبر ان لها مصالح في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وتنفذ استراتيجياتها من خلال الافادة من عدة ادوات.
واضاف ان احدى الادوات التي استخدمها الامريكيون طيلة الاعوام المائة الاخيرة في اطار تداوم السياسات الاستعمارية البريطانية والقوى الاوروبية في المنطقة هي تحريض الاعراق والاثنيات وتحريض المشاعر الدينية واذكاء الخلافات الدينية والمذهبية في هذه المنطقة الحساسة.
وتابع هذا الاكاديمي ان منظومات الحكم السائدة في معظم بلدان الشرق الاوسط او الجغرافيا السياسية للعالم الاسلامي والتي لا تتمتع بالديمقراطية وحكم المؤسسات ولا تستمد شرعيتها من الجماهير، تمهد وتعبد الطريق لوضع السياسات المغلوطة بشان الجغرافيا السياسية للدول الاسلامية موضع التنفيذ. وهذه المسالة تطرح في كل عقد وحقبة تاريخية باشكال مختلفة، ففي دورة تطرح على هيئة صراعات ونزاعات بين الدول الاسلامية والصراع بين الوحدات السياسية مع بعضها البعض، وفي حقبة تتجسد في تصعيد النزعة القومية والاثنية وتاجيج النزاعات العرقية والطائفية وفي الوقت الحاضر تصعيد الخلافات بين الشيعة والسنة ومتابعة سيناريو "رهاب الشيعة".
واضاف الدكتور يزدان بناه يقول انه ان اجرينا دراسة وبحثا بشان التيارات المتطرفة التي تدور في فلك الرجعية والتطرف في المنطقة سيظهر بان احد الاسباب الرئيسية للفتنة المثارة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاستراتيجية والى حد ما في جنوب اسيا، هي التيارات المصطنعة اوالتوجهات الدينية التي تطرح تحت عنوان الاسلام الراديكالي او الاسلام المتطرف وتذكّي وتؤجج هذه القضايا، وللاسف فان الدول التي تدعي الاسلام تغفل وتتجاهل هذا الشئ لكن في خاتمة المطاف فان نيران هذه الخلافات التي تثار تحت ذريعة "رهاب الشيعة" ستاتي على هذه البلدان بالذات وبامكانها ان تسبب اضرارا مهلكة ومدمرة للمنطقة.
واعرب عن اسفه لان بعض دول المنطقة اصيبت بمفارقة السلوك السياسي مضيفا ان هذه الدول اظهرت طبيعتها في بعض ازمات المنطقة. مثل الدور التركي في الازمة السورية او الدور المقزز للسعودية في التطورات الميدانية في سورية او بعض الدول التي تتشدق بالاسلام والسنة. لذلك فان العوامل الثلاثة المتمثلة بالفكر الغربي بجانب ادوات وراس مال الدول العربية الثرية ومحور القوى الشابة الجاهلة التي تذكي السلفية في اطار "رهاب الشيعة" تخدم كلها اهداف الدول الغربية القوية بما فيها امريكا وحلفائها في الشرق الاوسط.
وعن دور ايران بوصفها بلدا شيعيا كبيرا في مواجهة رهاب الشيعة في المنطقة قال ان كان الموضوع يتصل بالدور المتزن فان هذا النوع والنموذج يعود للبلدان الجارة وفي الحقيقة التفاهم والتوافق بين البلدان الاسلامية. فقد اظهرت التجربة بان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت دائما تسعى لايجاد الوحدة في جغرافيا البلدان الاسلامية ولم تكن ابدا تبحث عن اثارة التوترات.
واضاف هذا الاكاديمي ان الشعار الجوهري للجمهورية الاسلامية هو ازالة التوترات والاضطرابات والتحرك نحو الاستقرار السياسي والمناطقي. موضحا ان هذا الشعار هو مكون من مكونات السياسات العامة لايران، ولا احد يملك انكار ذلك. لكن أن تكون الجمهورية الاسلامية الايرانية قادرة بمفردها على التصدي لكل هذه الهجمات التي هدفها بث الفرقة في العالم الاسلامي، فهي مسؤولية جسيمة جدا. لاسيما وان ايران تتعرض لضغوطات غير شرعية وغير قانونية من جانب القوى الغربية، والمؤكد ان القضاء على ظاهرة رهاب الشيعة وظاهرة التطرف والفكر السلفي والتكفيري بحاجة الى ارادة جماعية من كل بلدان المنطقة، وفيما عدا ذلك فان نجاح اي دولة بمفردها في تحقيق ذلك سيكون ضئيلا.
واكد ان بناء الوحدة بين الامة الاسلامية يمثل احد اكبر الاهداف التي تطلعت اليها الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى الاعوام الخمسة والثلاثين من انتصار الثورة الاسلامية في ايران وقال ان موضوع التمهيد لاقرار السلام والاستقرار والقضاء على المجموعات الارهابية في المنطقة كان دائما جزءا من السياسات المبدئية لايران.
وقال ان ما يهم هو العلاقات المبنية على جميع المدلولات السياسية التي توجه ايران وبلدان المنطقة للتوصل الى قاعدة وقرار محددين وهذا يتطلب اصلاح عقلية معظم الدول الاسلامية التي ورطت نفسها للاسف في قضايا هامشية تمتد استراتيجياتها في الجانب الاخر من حدود العالم الاسلامي.
النهاية
شفقنا