SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في الثامن من آذار من كل عام، تحتفل النساء في كل أرجاء العالم بعيد له خصوصيته، حيث ترسم لوحة خالدة مشرقة الالوان تجمع بين خطوطها الجنس اللطيف الذي حباه الله بالجمال والرقة والعذوبة والارادة والتصميم لان تتبوأ مكانتها في المجتمع. المرأة.. كائن جميل وعظيم لما تحمله من حب وحنان بين جوانحها في استمرار حركة الكون، ومن الصعب الحديث عن المرأة بعيداً عن الرجل فكلاهما مكمل للأخر ولا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات العيش بدون هذا التكامل وعلى الرغم من أن المرأة تشكل نصف المجتمع تقريباً الا انها لم تأخذ فرصتها كاملة في المجتمعات. والمرأة مرت عبر التاريخ بظروف قاسية وصعبة ولكنها قاومت وصمدت ولم تنس انها حفيدة نسوة عظام، وانها حملت لواء الثورة والحرية وانها تحدت الحصار والجوع والالم، فقد دخلت المرأة ومنذ القدم في معترك الحياة الى جانب الرجل ودفعته الى تحقيق النمو والتطور فانبعثت منها الحضارات الانسانية واشرقت بنورها وبذلك تكون قد سجلت نتاجاً حياً ورافداً لا ينضب في التوازن لديمومة الحياة التي يصبو اليها الانسان على مر العصور.
سجل التاريخ أسماء نساء خالدات وقفن مواقف تميزن بها، وذكرها التاريخ بكل وقار وتبجيل، وتنوعت هذه المواقف بين الثبات على المبادئ والصبر والشجاعة والبلاغة والنبوغ، وبين قوة الشخصية والجهاد في سبيل المبادئ والحقوق، ولم يخل عصر من العصور من تلك النابغات والحكيمات والشاعرات والمشاركات في الثورات والمساهمات في امدادها والعمل في صفوفها، ولم تخل صفحات التاريخ من تلك النساء الملتزمات بالعقيدة، كما لم تخل الحركات السياسية على امتداد التاريخ من مواقف لنساء صعدن الى المشانق وهن يزغردن من أجل نصرة الحق والمبادئ. و من النساء الخالدات السيدة زينب أول بنت ولدت لفاطمة وعلي (عليهما السلام)، وكانت ولادة هذه الإنسانة الطاهرة في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة. هي ثالثة أحفاد الرسول من ابنته فاطمة الزهراء ومن الأمام علي بن ابي طالب والتي اسماها الرسول بنفسه (زينب)، كانت لصيقة ابيها وبعد ان فقدت جدها وامها في عام واحد تحملت مسؤولية البيت، فصارت اماً واختاً لتلك العائلة، وتقمصت دور فاطمة الزهراء أمها، وكانت متابعة أمينة لما تتطلب منها الحياة من موجبات المعرفة والدين فكانت مرجعاً وملاذاً ليس لأقرانها انما حتى لمن كان أكبر منها سناً. تميزت السيدة زينب بالبلاغة والجرأة والفصاحة في الحديث، وتجلى ذلك في موقفها بعد مقتل أخيها الحسين في مجزرة كربلاء في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة ومجلس يزيد بن معاوية في الشام. فهي وليدة بيت الفضيلة والشجاعة والمروءة والزهد والورع. شاطرت الحسين منذ بداية حياتها ولازمته في نصرة الدين والرسالة الاسلامية، وواصلت المسيرة مع الحسين إلى كربلاء.
فكانت معينة له في نصرة موقفه، وتحملت وحدها مسؤولية رعاية السبايا والأسرى الذين تشرذموا على يد جيش الشام في عصر عاشوراء، فما كان من السيدة زينب إلا أن تحملت مسؤولية الثكالى والجرحى وحماية الأطفال والنساء من أي اعتداء للجيش الأموي بعد أن فقدت كل الرجال. عانت السيدة زينب ما عانت في جمع الأسرى وحراستهم وحمايتهم من أي سوء، ولكنها كانت صامدة وصابرة على فقد الأحبة من أبنائها وإخوانها وعشيرتها من الظلم الذي وقع عليهم منذ مقتل الحسين حتى وصلوا إلى الشام و ما ادراك ما الشام. لا يسعني الا ان أهنئ بهذه المناسبتين كل نساء الأرض، وأخص المرأة العراقية التي نجحت الى حد ما في الوصول الى أهدافها وتقديم رسالتها في المجتمع. ومن هنا أريد ان أضع وساما فوق صدر كل امرأة مكافحة فقد أثبتت المرأة العراقية عامة، حضورها الفعال في حقول الحياة كافة مبارك نشاطها هذا ومبارك عيدها..وتهنئة من القلب للمرأة أم وزوجة وشقيقة وابنة.
النهاية