تقول الاعلامية العربية المسيحية "غدي فرنسيس”: هنا في مقام السيدة زينب، قبل أن نصل إلى العتبة سقطت قذيفة صاروخية يدوية الصنع على ساحة النساء. جرحت القذيفة 8 نساء ولم تحصد أرواحاً أو شهداء. فأعيد ترتيب الحياة. أخليت الشوارع بعد دقائق، تحسبّاً للمزيد من القذائف. أغلق المقام لتطهيره من الدم.
القذيفة تقول للزائر: لا تحسبن عاشوراء ذكرى ومضت، نحن قوم نستمر في القتال. وهذا الدم هو البرهان.
على الباب يبدو شاب عشريني لبناني "دعوني أدخل لأزورها…سفري كان طويلاً”..
يأتي الرد من البزة العسكرية الموحّدة: ألا ترى ما يحدث حولك، إصبر قليلاً.
يمشي ذهاباً إياباً سرب من هنا وسرب من هناك، عمامة سوداء تتفقد المقام، عمامة بيضاء تنظّفه. أكتاف شهداء أحياء، تمشّط أمنه. يد تضمّد عنق الجريح، ويد تحمل اللاسلكي: أضرب.
إمرأة ثكلى تبكي على الباب "قولوا لي أين زوجي”.. يخرج لها من الداخل شاب يبدو أنه مثلها من قرية "نبل” من حلب. "يا أم حيدر، هلق شفتو لعلي، ما في شي ارجعي عالبيت.”.. "ما بدي أروح، بدي أطمن عليه”..
تمسح دموعها وتعود: مع خوفها اليومي، من الخبر الآتي والمنتظر: "استشهد علي”..سيستشهد علي لأنه يقف حيث يقف من يطلب الشهادة. سيستشهد علي لأن المعركة لم تكمل شوطها الأخير. والملحمة المترقبة لا تزال مترقبة. من نبّل الحلبية إلى السيدة زينب.
النهاية