كشف الفيديو الجديد الذي بثه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم أمس الاثنين بتفاصيل ما تضمنه حول العمليات الكبيرة التي نفذها بالآونة الأخيرة في اليمن ، عن أن غالبية المنفذين هم من الجنسية السعودية ، وهو تطور لافت في مسار التنظيم منذ مصرع نائبه السعودي سعيد الشهري.
وتحدث الفيديو الذي بثته مواقع جهادية، ونشر في موقع "يوتيوب" عن تفاصيل أربع عمليات نفذها تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة من عام 2013م ومطلع هذا العام 2014، في أربع محافظات يمنية في صنعاء وحضرموت وأبين وعدن استهدفت مراكز قيادة للجيش التي زعم التسجيل أنه يتواجد فيها غرف عمليات لتنفيذ الضربات الجوية بطائرات بدون طيار..كما تناول الفيديو شرحاً دقيقاً للعمليات من حيث الإعداد والتنفيذ ونتائج ما خلفته.
الإصدار الذي حمل اسم "ردع العدوان 3" تحدث عن العمليات الأربع، حيث كانت الأولى في سبتمبر الماضي باقتحام المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن، وقال انه انتدب لها 3 استشهاديين هم "ابوعبيدة الصنعاني-ابو خالد المكي-ابو عبيدة المكي" ، واستخدم في العملية تمويه الزي العسكري ، مشيرا إلى العملية نفذت عبر مجموعة الانغماسيين الثلاثة احدهم بسيارة مفخخة ، ومجموعة إشغال للمؤخرة عبر القصف ، متحدثا عن تدمير مبنى القيادة ، وقتل عدد كبير من الضباط كانوا متواجدين في اجتماع دوري ،والسيطرة على المقر لثلاثة أيام وزعم أن القوات الخاصة عجزة عن استعادت المبنى ، ولم تحسم المعركة إلا بعد أن تدخلت الطائرات الأمريكية والبارجات فقصفت المبنى بعد ذلك .
العملية الثانية –حسب الفيديو- فوقعت في 13 من ذي الحجة 1434 ، واستهدفت قيادة اللواء 111 في احور الساحلية بمحافظة أبين ، وقال التسجيل انه انتدب لها الاستشهادي "ابو حازم المهاجر" ..واعتمدت الخطة-حسب تفصيل شريط الفيديو- السيارة المفخخة –محملة بطنين من المتفجرات- بعد تمويهها كسيارة جيش وتعزيز تصفيحها وتدريعها حتى لا تتضرر العبوة والاستشهادي قبل وصوله إلى الهدف ، وتسهيل للسيارة المدرعة دك الباب الرئيسي دون ضرر، كما اعتمدت مجموعة إسناد رماية مدفعية لتسهيل عملية الانتحاري وتمشيط بقية المعسكر بعد تفجير السيارة في منطقة القيادة ومقر الضباط، متحدثا عن نجاح العملية و قتل قرابة 40 جنديا.
أما ثالث العمليات والتي أوردها تسجيل تنظيم القاعدة ووصفها بـ"الأكبر" فكانت استهداف وزارة الدفاع اليمنية بالعاصمة صنعاء يوم الخميس 2 صفر 1435، وتحدث الفيديو عن انها كانت استهداف لغرفة العمليات اليمنية الأمريكية المشتركة والرئيسية على مستوى البلاد بداخل مجمع وزارة الدفاع والتي قال أنها توجه بشكل رئيسي الطائرات بدون طيار.
وسميت العملية –كما اظهر الفيديو - بغزوة "أبي سفيان الازدي" -السعودي سعيد الشهري- نائب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي لقي مصرعه بغارة طائرة بدون طيار بنهاية العام 2012 بمنطقة بين الجوف مأرب شمال شرقي اليمن.. وذكر التسجيل أن العملية جاءت انتقاما من قتل الشهري ، وقتل المسلمين في اليمن عبر طائرات بدون طيار.
ونفذ العملية وفقا للتسجيل المصور سرية "أبي سفيان الازدي" ، حيث أشار إلى انه اندب لتنفيذها ما اسماهم نخبة من أبطال الجزيرة ، وهم الاستشهاديين "ابو احمد الحربي- قائد الغزوة ، ابو اسيد الصنعاني –نائب قائد الغزوة، ابو وائل الاكلبي –انتحاري السيارة المفخخة، بتار القحطاني، ابو الربيع الحضرمي، ذباح القرشي، ابو البراء الشروري، ابو العز المطيري، سيف العتيبي".. وحسب التسجيل فان الثمانية الانغماسيين الاستشهاديين تولوا الاقتحام ، بجانب التاسع الانتحاري بالسيارة المفخخة بنحو 300 كيلوا من المتفجرات ، وان الهدف كان مقر قيادة الدفاع ومركز عمليات يمني -أمريكي هناك، حسب زعمه ، وتم الاقتحام عبر البوابة الغربية الشمالية ، واستخدم للتمويه الزي العسكري .. ورغم ما قاله التسجيل من انتشار عسكري إلا أن المجموعة المنفذة وصلت إلى هدفها دون إشكال.
وتفاخر فيديو تنظيم القاعدة بما اسماه تدمير عدد من مرافق وزارة الدفاع اليمنية ، وقال ان العملية استمرت قرابة 20 ساعة حيث عجزت فيها القوات اليمنية الخاصة بكافة فصائلها عن السيطرة على الموقف وتكبدت خسائر فادحة ، وزعم الشريط بقتل وجرح 300 ما بين ضباط وجنود ، وبجانب ذلك أعاد الشريط الإشارة إلى المذبحة التي ارتكبها المسلحون من التنظيم الذين اقتحموا المجمع في مستشفى العرضي الواقع داخله وما خلفوه من عشرات من القتلى الأبرياء من رجال ونساء وشيوخ عزل، وقال أن "ذلك الفعل يأسف له المجاهدون ويعتذرون عنه".
وأضاف أن "إعلام السلطات اليمنية استغل الخطاء في عملية وزارة الدفاع للتشويش عن الهدف ، وحقيقة الخسائر التي تكبدها جراء تلك العملية ، بجانب صرف الأنظار عن التدخل الأمريكي الذي يمثل السبب الحقيقي لمثل هذه العمليات."
أما العملية الرابعة التي أوردها الفيديو الجديد لتنظيم القاعدة ، فكانت في 29 صفر 1435 هـ، واستهدفت حسب ما زعمه التسجيل غرفة العمليات اليمنية الأمريكية الاستخباراتية في مدينة عدن "مبنى الأمن العام بمديرية خور مكسر"، وانتدب للعملية استشهادي من جزيرة العرب هو ابو ناصر النجدي ..
ولفت الشريط إلى اعتماد الرصد الميداني كغيرها من العمليات ، وتم التنفيذ عبر الانتحاري النجدي بسارة مفخخة حملت طن من المتفجرات فجرا ، وتم تدمير المبنى ، وقتل عدد من الضباط والجنود المناوبين ، وقال أن "جثث الجنود انتشلت من تحت الأنقاض".
وتوعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في التسجيل المرئي الجديد بمزيد من الضربات والهجمات ضد ما قال أنها "كافة الأهداف المرتبطة بعمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار "، متحدثا عن ان تلك الطائرات تمارس ابشع الجرائم ، وان عمليات التنظيم "ما هي إلا في إطار الرد المشروع على العدوان والقصاص العادل من الصليبيين وعملائهم في اليمن".
النهاية