SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
فيما لا يخفى على القارئ الكريم أن مصالح الدول العظمى ومنها امريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها تتمحور بشكل اساسي على محرك عجلة الاقتصاد وهو بلا شك البترول والمتوفر بكثرة في الشرق الاوسط وبالخصوص دول الخليج وايران والعراق . علماً أن الولايات المتحدة الامريكية والتي يتمحور حولها هذا المقال تستهلك كميات كبيرة من النفط . ففي عام 2011وصل استهلاك الولايات المتحدة الامريكية من النفط ( 21) مليون برميل يومياً .وطبقاً لإحصائيات الانتاج الامريكية حتى عام ( 2005) فقد تعدى قمته المطلقة عام 1975 حيث وصل 9,5مليون برميل يومياً ويهبط منذ ذلك التاريخ تدريجياً حتى وصل الى نحو (5 ) مليون برميل يومياً. نستطيع القول اليوم بأن امريكا تعتمد على استيراد النفط بنسبة 75 بالمئة لتكفية حاجاتها البالغة 12 مليون برميل يومياً .
هذا وقد اكتشفت امريكا مؤخراً وجود ما يسمى بالصخور الزيتية او الصخور النفطية كما تشير التوقعات لشركةBP ستكون امريكا قد حققت استقلالاً شبه كامل في مجال الطاقة بعد توسيع قدراتها الانتاجية المحلية من النفط والغاز وزيادة الاستيراد من كندا مما يضعف من اهمية نفط منطقة الشرق الاوسط بالنسبة لها . حيث تحتل امريكا المرتبة الاولى في الاحتياطي النفطي من هذه الصخور تحت جبال روكي بما يقارب 1000 قدم . وهو يعادل كمية المكتشفة (8) مرات نفط السعودية و(18) مرة نفط العراق و( 21) مرة نفط الكويت و(22) مرة نفط ايران . هذا الموجز النفطي البسيط يجعل من احتمالية تغيير سياسة أمريكا في الشرق الاوسط وهي مبنية بالأساس على المصالح العليا الأمريكية . كيف سوف تكون علاقة امريكا بالشرق الاوسط وخصوصا حليفتها السعودية والتي تربطها معها علاقات قوية ومتينة جدا اذا ما حققت امريكا الاكتفاء النفطي واذا ما أخذنا في نضر الاعتبار التقارب الامريكي الايراني في المجال النووي والاقليمي ولاسيما العراق وسوريا ولبنان وظهور الصين كقوة اقتصادية قوية تتنامى قوتها العسكرية بوتيرة متصاعدة ونمو اقتصادي مرتفع علما ان الصين سوف تصبح المستورد الاول للنفط التي تتنافس به مع امريكا اليوم هنا لابد من مقارنة بسيطة بين السياسة التي تتبناها السعودية التي تلعب دور كبير ومدمر في المنطقة والعالم وايران كذلك تلعب نفس الدور .
تتعرض السياسة السعودية اليوم الى تخبط كبير وعنف كبير فهي اليوم تحتل المركز الاول للإرهاب في العالم ودعم واضح للمجاميع الارهابية و التكفيرية واصبحت هذه السياسة تخيف دول العالم المتحضر . السعودية اليوم مصابة برعب كبير نتيجة لما توصلت الية امريكا من اكتفاء ذاتي نفطي على المدى القريب والتقارب الامريكي الايراني والتفاهم الدولي بين دول العالم او الدول العظمى في حل مشاكل العالم واحتمال كبير ان تتخلى امريكا عن نزاعات الشرق الاوسط وبسبب هذه النزاعات دخلت امريكا اكثر من حرب مثل حرب الخليج الاولى والثانية . مقا رنةً بسياسة ايران الدولية والاقليمية وهي الدولة المجاورة لدول الخليج والتي تعتبر مصدر رعب كبير لدول الخليج العربي والتي اثبتت سياستها على الصعيد الدولي والمحلي نجاحاً كبيراً بحيث استطاعت ان تكسب حلفاء اقوياء في المنطقة وان تقنع العالم ببرنامجها النووي رغم المبالغ الكبيرة التي انفقتها دول الخليج العربي في الحرب العراقية الايرانية . خلال القرن العشرين حصلت انقلابات تاريخية في السياسة الامريكية الانقلاب الاول هو دخول الحرب العالمية الثانية والثاني هجمات احداث 11سبتمبر مما ادى بالولايات المتحدة بتغيير سياستها في الشرق الاوسط والتخلي عن دعم الدكتاتوريات العربية المهيمنة منذ عقود ورفع الضغط عن الاسلاميين في هذه الدول لتعطي فرصة وفسحة لتنفس الاحزاب الاسلامية الراديكالية في هذه البلدان ثم تدع القرار لشعوبهم لنفيهم وفعلا استطاعت امريكا ان تخلق فوضى طائفية عارمة المتمثلة بالإسلام السياسي الجديد الذي اثبت فشله في جميع الدول العربية وهذا ما حصل في ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبا وسوريا والعراق واصبحت هذه الدول تعيش حالة فوضى عارمة اكلت الاخضر واليابس فالمنطقة مرشحة اليوم لتقاتل طائفي مقيت تقوده السعودية وتركيا وقطر لكي يكون لها نفوذ قوي وكبير على باقي الدول العربية للتصدي للهيمنة الايرانية المتصاعدة والتي توسعت في العراق وسوريا ولبنان هذا الخوف ناتج عن انسحاب محتمل من قبل الولايات المتحدة الامريكية من مشاكل الخليج العربي والمنطقة ولكي تتجنب امريكا الضغط الاسلامي على اراضيها .
ونتيجة لهذا الصراع اصبح الانسان العربي لا قيمة له تذكر مقابل مصالح الدول العظمى والاقليمية . اقول ان العرب اذا لم يجدوا لغة تفاهم مشتركة وحلول ديمقراطية وحوارات مفتوحة مع شعوبها ومع دول العالم والمنطقة وخصوصا ايران . وبأ عتقادي هذا محال في دولنا العربية التي لا تؤمن اصلا بالحوار والديمقراطية ولا بانتقاد الموروث المعضل الذي اتعب كاهل هذه الامة سوف تصبح المنطقة معرضة للدمار الطائفي في اي لحظة اذا لم يجدوا لغةحوارمتحضر ة ويبقى المستفيد الوحيد من هذه اللعبة الدولية الدول العظمى وشعوبها ويبقى العرب يتناحرون حول موضوعة السنة والشيعة .
بقلم علاء عبد الواحد الحسيني
النهاية