أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تستعد في القريب العاجل لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن مكافحة الإرهاب في سورية. وأوضح غاتيلوف أن مشروع القرار يتضمن دعوة جميع الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة وتوحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهاب في سورية. كما أكد غاتيلوف ضرورة مواجهة الكارثة الإنسانية في هذا البلد، مشيرا إلى أن مشروعَ القرار الذي أعدته الدول الغربية بهذا الشأن غير مقبول لأنه يخلق أساسا للتدخل العسكري. وذكر الدبلوماسي الروسي في تصريحات صحفية بعد وصوله الى جنيف فجر الأربعاء 12 فبراير/شباط أن عددا كبيرا من الجماعات الإرهابية تنشط في سورية، ومنها تنظيم "القاعدة” وما يتفرع عنه. وشدد قائلا: "إنها تمثل خطرا واقعيا على وحدة أراضي البلاد والمنطقة برمتها. ولذلك فإن قضية الخطر الإرهابي لا تقل أهمية من الوضع الإنساني في سورية”.
وأردف قائلا: "علينا أن نعمل بشكل متكامل على مكافحة الخطر الإرهابي وتجاوز الكارثة الإنسانية في سورية على حد سواء”. واعتبر غاتيلوف أن شركاء روسيا في مجلس الأمن الدولي باتوا يدركون أكثر فأكثر أن هذا الخطر موجود فعلا، وهم يشاطرون روسيا القلق من الخطر الإرهابي. وتابع قائلا إنه، إذا كان شركاء موسكو مخلصين في سعيهم لمكافحة الإرهاب، فمن المفيد توحيد الجهود في هذا الملف. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا أمس الثلاثاء مجلس الأمن الدولي الى تبني قرار دولي خاص بمكافحة الإرهاب في سورية. وشدد على أنه حان الوقت للرد على تنامي الإرهاب في سورية، داعيا لإدانته كظاهرة بدلا من التنديد بعمليات إرهابية بشكل منفرد. كما أكد لافروف أن بلاده مستعدة للتعاون من أجل إصدار قرار دولي خاص بالوضع الإنساني في سورية بشرط أن يتناسب نصه مع معايير القانون الإنساني الدولي. غاتيلوف: موسكو ستسخدم حق الفيتو ضد المشروع الغربي للقرار بشأن سورية أكد غاتيلوف أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي قدمته الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية، إذا بقي النص بشكله الحالي.
واعتبر أن هذا المشروع يضع أساسا لإمكانية التدخل العسكري في سورية. وقال الدبلوماسي: "يجري حاليا التحضير لهذا المشروع. لكنه، للأسف، مسيس الى درجة كبيرة. ويكمن معناه والهدف الذي يسعى لتحقيقه في وضع أساس لإجراءات مستقبلية منها استخدام القوة ضد دمشق، في حال عدم استجابتها لبعض المطالب المقدمة في المشروع”. واعتبر غاتيلوف أنه في حال تبني مثل هذا القرار، سيكون استخدام القوة ضد سورية أمرا سهلا جدا، نظرا للوضع الإنساني الصعب للغاية هناك. وشدد قائلا: "إن هذا المشروع بالشكل الذي يتم تحضيره حاليا، غير مقبول بالنسبة لنا تماما، ونحن، طبعا، لن نسمح بتمريره”. وتابع أن موسكو تأمل في دعم بعض أعضاء مجلس الأمن لموقفها هذا، ومنهم، قبل كل شيء، الصين. وأعرب عن أمله في أن يتبنى الأعضاء الآخرون في المجلس تقييما موضوعيا للوضع في سورية.
النهاية