لا يعرف الناس معنى الحرية حتى يفقدوها و لايعرف الناس معنى أنى تكون مجبر على العيش مع وحوش يتمثلون بعصر الجاهلية ليس هذا فقط بل الأفظع هو أن يتحكم بك أشخاص تغذوا على الحقد و القسوة و حب سفك الدماء و ترويع الناس بأفكار شيطانية لا تمس بالإسلام و لا بالإنسانية بأية صلة فمن الذي أعطاهم حق السيطرة و تملك الروح البشرية و من أعطاهم حق الهيمنة على الشعوب العربية الأصيلة التى تمثلت بالكرم و الأخلاق النبيلة فهل ما يحصل هو إحتلال صهيوني بآلات و أسلحة بشرية أم هي خيانة لبعض الحاقدين على الشعب السوري كم كنا غافلين عن هؤلاء الوحوش التي لم نسمع عنها إلا بالأفلام الخيالية فصرنا نراها الآن بأم أعيننا تقتل الطفل بدون أي رحمة و تغتصب النساء بإسم الثورة و الآن إحتلوا محافظة سورية كاملة بشعبها و مالها و خيراتها ليشبعوا غرائزهم الوحشية و لريحوا قلوب أسيادهم الصهاينة و هذا هو الحال في مدينة الرقة التى لم ترى في حياتها هذا الإجرام و الإحتلال فالدين الإسلامي هو دين الرحمة و لم تكن الصلاة بالجلد بل هي بالعلم و الثقافة و التقرب إلى الله بعقيدة خالصة لوجهه الكريم فلكم هذه القصص المروية من شعبنا المظلوم و المأسور فلم يبق سوى خمس دقائق على موعد صلاة المغرب، يدخل الناس بسرعة إلى ساحة المسجد، رجالاً وشباباً وأطفالاً، وهم يتناقلون كلاماً حول الشاب الذي جُلِدَ أربعين جلدة لأنه تأخر ثلاث دقائق عن موعد الصلاة.
يظهر من بعيد ثلاثة رجال يرتدون «الزي الأفغاني» ويحملون بنادقهم الآلية على أكتافهم وبأيديهم، ويتجهون إلى المسجد ويدخلونه، ومع دخولهم يبدأ إمام المسجد برفع الأذان. على الجانب المقابل من الحي، تحديداً شارع تل أبيض، تجوب سيارات سوداء يستقلها رجال ملثمون مسلحون، لا تحمل لوحات تسجيل، ترفع راية «القاعدة»، تجوب الشوارع بسرعة، في محاولة «للإمساك» بالمخالفين وغير الملتزمين بقرار إغلاق المحال التجارية والذهاب للصلاة في جماعة. وفي دوار النعيم وتقاطع الخضر أكثر العقد المرورية ازدحاماً في المدينة، تتوقف الحركة بشكل شبه كامل، يمد الأطفال قطعاً من السجاد والحصير على الأرض كي يصلي من لم يستطع الذهاب إلى المساجد، ففي الرقة هذه الأيام، يتوجب على أصحاب المحال التجارية إغلاق متاجرهم والتوقف عن القيام بالبيع والشراء والتعامل مع الناس، فهي ساعة التقرب إلى الله، وهي ساعة العبادة، كما يقول عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لأصحاب المحال التجارية آمرين إياهم بتنفيذ القرارات ومحذريهم من عصيان الأوامر، فالتنظيم أصدر قراره بفرض صلاة الجماعة على «كل المسلمين في بلاد المسلمين»، ومن يتخلف عن الصلاة يعرّض نفسه إلى عقوبات الجلد وتحت طائلة إغلاق متجره بشكل كامل. يشرع إمام مسجد الشراكسة في تلاوة سورة الفاتحة، ومعها تتزايد أعداد المصلين، يتمايل بعضهم ويتململ بعضهم الآخر، وما إن يختم الإمام الصلاة بالسلام باتجاه كتفه الأيسر، حتى ينهض الناس بسرعة، ويتجهون مباشرة إلى خارج المسجد، وبعد ذلك بدقيقة تقريباً يقف أحد عناصر «داعش» في آخر المسجد، رجل في الستينات من العمر، جسده هزيل، ولحيته بيضاء متوسطة الطول، ويرتدي ثياباً أفغانية ذات لون أزرق يميل للخضرة وتفوح منه رائحة ليست بالطيبة، يحمل بندقيته التي صلى فيها في الصف الأول، يبحث عن باقي زملائه المسلحين، وينظر إلى جميع المصلين بتمعن.
في المساء، حركة السوق لم تعد كسابقتها، فالقرارات التي أصدرها التنظيم حدّت كثيراً من تحركات الناس، فأجبرت متاجر بيع التبغ بكافة أنواعه ومحالات بيع النراجيل على الإغلاق الإجباري فممنوع بيع مثل هذه الأشياء في «ولاية الرقة»، وقام «جنود الدولة الإسلامية» كما يسمون أنفسهم، بإحراق عدد من المحال التي لم تلتزم، وحتى البسطات التي انتشرت بكثرة عقب فقدان قوات النظام سيطرتها على المدينة في آذار 2013 لم يعد من مصرح لها بالعمل تحت طائلة الجلد، وفرض أشد العقوبات، وبات المدخنون يخافون من التدخين في الشارع، فمجرد رؤية أحد عناصر «داعش» لأي شخص وهو يدخن يتم اعتقاله مباشرة، ويتعرض لعقوبة الجلد، ويروي عدد من المدخنين قصصاً تتناول شاباً تم ضبطه وهو يدخن في الشارع، فما كان من عناصر التنظيم إلى أن اعتقلوه وقاموا بجلده وحاولوا كسر أصبعيه عبر ثنيهما باتجاه اليمين واليسار بواسطة أداة معدنية تستخدم في سحب المسامير (البانسه)، فإلى متى هذا الإحتلال الصهيوني بأيدي عناصر تدعي الإسلام و إلى نتى هذا التآمر على الشعب السوري العريق بمجده و عرقه الأصيل.
النهاية