تحتاج البحرين إلى الإفراج عن سجنائها السّياسيين لتهيئة مناخ ملائم للحوار بين الحكومة والمعارضة وحل الأزمة السّياسية الجارية، هذا ما قاله نبيل رجب، النّاشط البحريني من أجل حقوق الإنسان والذي أُفرِج عنه مؤخرًا من السّجن.
رمز الخبر: 12770
17:47 - 25 July 2015
السّلطات البحرينية أفرجت عن النّاشط الرّئيسي البارز في البلاد، نبيل رجب، إذ إنّه مُنِح عفوًا من الملك البحريني. وكان رجب، المؤسس البارز لمركز البحرين لحقوق الإنسان والنّاقد الصّريح للنّظام الحالي، قد أمضى الأشهر الأربعة الماضية في السّجن على خلفية إهانة السّلطات. وهو يدافع عن حرية التّعبير والنّقاش.
روسيا اليوم: لقد دخلت إلى السّجن وخرجت منه في عدة مناسبات. ما هو شعورك اليوم بعد الإفراج الأخير عنك؟
نبيل رجب: أنا سعيد طبعًا لوجودي في الخارج. عليّ قبل كل شيء أن أشكركم في روسيا اليوم على العمل الجيد الذي تقومون به بتغطيتكم لنضال الشّعب من أجل الديمقراطية في هذا الجزء من العالم، في الوقت الذي تجاهل فيه الإعلام الغربي والحكومات الغربية نضالنا من أجل حقوق الإنسان والعدالة في هذا البلد، فشكرًا. لقد أنهيت ثلثي مدة الحكم الأخير الصّادر بحقي. وأنا سعيد أنه تم العفو عني الليلة الماضية من قبل ملك البحرين. لكني أذكركم أيضًا أنه لا زال لدي قضية أخرى أواجه فيها حكمًا بالسجن يصل إلى عشر سنوات على خلفية إهانتي مؤسسة حكومية وهناك قضايا أخرى تنتظرني. ولا زلت ممنوعًا من السّفر. ولكن، مع كل ذلك، أنظر إلى الإفراج عني في الليلة الماضية على أنه خطوة إيجابية، وأتطلع إلى حصول ذلك مع السّجناء كلهم.
هذه خطوة إيجابية تجاهي. لكن هناك الآلاف خلف القضبان. وهم كذلك بسبب نضالهم وخطابهم وانتقادهم للحكومة بطريقة أو بأخرى. يجب مكافأة هؤلاء الأشخاص والتّرحيب بهم بدلًا من الزّج بهم في السّجون. أنا أتطلع فعلًا إلى الإفراج عن جميع السّجناء السّياسيين في البلاد لخلق جو مناسب للحوار بين الحكومة والمعارضة وحل الأزمة التي نمر بها، والخروج منها خاصة أن البلد والمنطقة يخضعان لتهديد التّطرف، ويخشيان الإرهاب في حين نحتاج إلى الوحدة في البلاد. لكن مواصلة القمع المماثل وإبقاء الوضع على ما هو عليه لن يساعدا الحكومة ولا شعب البحرين.
روسيا اليوم: كيف تمت معاملتك في السّجن؟ هل كان الوضع مأساويًا جدًا في المرات السّابقة؟
رجب: للصّراحة، لقد عاملتني الشّرطة جيدًا، على الرّغم من إبقائي في السّجن الانفرادي في غالبية الشّهور الأربعة. أُبقِيت لوحدي، ولكن من حيث المعاملة، كانت جيدة، أي أفضل بكثير من معاملتي في الماضي عندما أمضيت حكمًا بالسّجن سنتين. بدءًا من الأسبوع الثّاني من فترة حكمي، شعرت أحيانًا أنهم قد يفرجون عني قريبًا لأنهم حاولوا التّعامل معي بكثير من الإيجابية. لكنهم قاموا بذلك في الليلة الماضية، أي بعد مرور أربعة أشهر تقريبًا على اعتقالي.
لكني أكرر أن معاملتي بشكل جيد لا تعني أنهم يعاملون السّجناء الآخرين بالطّريقة ذاتها. لا زلنا نتلقى شكاوى من السّجناء بشأن تعرضهم لسوء المعاملة والتّعذيب. لذلك نأمل أن نجد حلًا للمواقف أو السلوكيات أو العنف المماثل. سأتعامل مع الإفراج عني على أنّه أمر إيجابي وسأحثّ الحكومة البحرينية على الإفراج عن جميع السّجناء السّياسيين وعلى خلق جو إيجابي للحل والحوار والمصالحة في البلاد.
روسيا اليوم: هل ستستمر في نشر رسائلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
رجب: لقد أصبح الأمر صعبًا جدًا الآن. علي أن أذكركم بذلك، في البداية تم اعتقالي على خلفية التّغريد. أما القضية الثّانية، فلم تكن تتعلق بالتّغريد بل بإعادة التّغريد. التّغريد ليس المشكلة الوحيدة الآن. حتى إعادة نشر تغريدة أو مقال كُتِب في صحيفة لا يعجب الحكومة أو غير جيد باعتقادها، قد تشكل جريمة تودي بك في السّجن لمدة تصل إلى عشر سنوات. مستوى التّسامح مع الانتقادات ضعيف جدًا، أضعف مما كان عليه سابقًا، ويومًا بعد يوم، يصبح أضعف من خلال سن الكثير من القوانين في البحرين. لا يمكنك انتقاد البرلمان، ولا الحكومة أو الشّرطة.
لذلك الأمر صعب جدًا. لكن يمكنني أن أؤكد لك أنني سأواصل بالطّبع عملي في مجال حقوق الإنسان. سأستمر في نضالي من أجل حقوق الإنسان، والديمقراطية في هذا الجزء من العالم. في الوقت ذاته، سأحاول بذل كل ما بوسعي لتجنب خرق أيّ من هذه القوانين، حتى لو كانت لا تتلاقي مع المعايير الدّولية بل تنتهكها. أعتقد أنه بسبب كوني خارج السّجن، يمكنني العمل أكثر، وعلى نحو أفضل مما كان الحال عليه عند وجودي في السّجن. سأواصل التّغريد. سأواصل الانتقاد. سأواصل نضالي من أجل حقوق الإنسان.