تزايدت حالات الانتحار في الاونة الأخيرة بشكل ملفت في ظاهرة يعتبر اليأس وتدهور سبل العيش أبرز دوافعها , على الرغم من حرمتها باجماع كافة الديانات السماوية التي تعتبرها "معصية لله" وتصفها بانها ضعف في الايمان والتسليم .
ويعرف الانتحار هو " الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمدًا في موت نفسه" , بسبب اليأس ، والذي كثيرًا ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام , فيما يعتبر "العاشر" في ترتيب اسباب الوفاة في العالم , بين 800 الف الى مليون منتحر سنويا.
وتقول عضو لجنة حقوق الانسان النيابية اشواق الجاف لـ"عين العراق نيوز" , ان " الظاهرة تنتشر في أغلب محافظات البلاد ولكن هناك تفاوت في نسبها وموضوع تسجيلها حيث ان أغلب العوائل تخفي السبب أو تحوله الى حادثة عرضية لأسباب اجتماعية تتعلق بالنظرة السائدة للشخص المنتحر " , مضيفة ان " الحالات تختلف باختلاف الجنس حيث ان اغلب ما يتم مشاهدته هو العنف الاسري بالنسبة للنساء والضغوطات الاقتصادية بالنسبة للرجل ".
ودعت الجاف " منظمات المجتمع المدني ورجال الدين الى أخذ دور أكبر للحد من الظاهرة من خلال القيام بحملة توعية لتبعات الاقدام على المحاولة والاضرار التي يسببها الشخص المنتحر لعائلته والمقربين منه " , مشيرة الى ان " اللجنة قدمت منذ الدورة الانتخابية السابقة مشروع لتوفير فرص عمل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي كعامل من عوامل اليأس والفقر اللذان يعدان سببين بارزين في انتشار الظاهرة ".
فيما استثنت "الانتحار للخلاص" , أو ما اسمته "اللا انتحار" , خلال التعبير عن قتل النفس , من أجل عدم الوقوع بايدي الجماعات الارهابية , وهو ما اقدمت عليه عدة نساء أزيديات بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطقهن , لعل أبرزها (وعد الحافظ) التي أقدمت على احراق نفسها لتلافي الوقوع بايدي عناصر التنظيم , في واقعة تعاطف معها مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي لقصتها المؤثرة .
وكانت محافظة ذي قار , أعلى المحافظات نسبة لتكرر حالات الانتحار بين مثيلاتها , أعلنت عن ثلاث حالات للانتحار خلال 24 ساعة , فيما اختلفت الوسيلة تارة بالسلاح وتارة اخرى بالتسمم .
ويقول المواطن ح.ر من اهالي ذي قار انه "شهد حالة انتحار أحد اصدقائه من خلال شنق نفسه بعد ان علق(اليشماغ) في سقف الغرفه " بسبب "تضييق أهله عليه" مبينا ان " السبب وإن كان بسيطا الا انه سبب ثغرة كبيرة في نظرة المجتمع الى العائلة بشكل عام ".
وتعتبر ذي قار من أعلى المحافظات التي سجلت نسبة الانتحار خلال السنوات القليلة الماضية , مختلفة بين الشنق والرمي بالرصاص أو الاقبال على تناول جرعة كبيرة من الحبوب , حتى وصل البعض منها الى من يرمي بنفسه في النهر من على احد الجسور.
وترتفع نسبة الانتحار بين الذكور على الاناث بواقع 3_4 , فيما تسجل من 10 الى 20 مليون حالة انتحار فاشلة في عموم العالم , كما أوردت دراسة قام بها الباحثان (فيشرمان وبيرتلوت) بعنوان "الانتحار والتشخيصات النفسية".
وخلال عهد الساموراي في اليابان، كانت طقوس السيبوكو تعتبر وسيلة محترمة للتكفير عن الفشل أو تعتبر كشكل من أشكال الاحتجاج "الستي" وهي ممارسة جنائزية هندية يجرمها القانون الآن، كانت تستلزم أن تقوم الأرملة بالتضحية بنفسها في المحرقة الجنائزية لزوجها، سواءً برغبة أو تحت ضغط من الأسرة والمجتمع .
وفي حادثة غريبة أعطت محكمة بريطانية الضوء الاخضر لمواطنة تعاني من سرطان في الدماغ , بالانتحار بعد أن عجز الطب عن علاجه , على ان يتم الانتحار بمساعدة وصفة طبية منحتها اياه المحكمة , فكتبت على صفحتها الشخصية "وداعا اصدقائي" لتكتفي بالجملة وداعا لحياتها.
ولا يعتبر الانتحار سلوكا انسانيا فقط , حيث تعرف عدة أحياء أخرى بالاقدام على الانتحار في حال التعرض للخطر مثل , حشرات المن على البازلاء، عندما تهددها الخنفساء، يمكن أن تفجر نفسها للتشتيت ولحماية إخوانها، وأحيانًا حتى تستطيع قتل الخنفساء , كما ان هناك بعض الأنواع من النمل الأبيض يكون لديها جنود تفجر نفسها، بحيث تغطي أعدائهم بمادة ثخينة لزجة.