انتشر تنظيم "القاعدة" في البلدان العربية كالنار في الهشيم، خصوصًا في العامين الماضيين تزامنا مع التطورات الكبيرة في الاحداث السورية والمصرية والعراقية وحتى اللبنانية. وبما أنّ تنظيم "القاعدة" هو عبارة عن فكر يجمع تنظيمات كثيرة حوله، فإنّ اختلاف الأسماء لن يغيّر من حقيقة الانتماء، وبالتالي فإنّ هذا التنظيم يأخذ اشكالا متنوّعة حسب مكان تواجده، دون أن يؤثر ذلك على الفكر الواحد لمختلف هذه التنظيمات.
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
يتفق الجميع على تواجد تنظيم "القاعدة" في العراق وسوريا، ويختلفون على اعتبار لبنان ممرًا لـ"القاعدة" أم مقرا لها رغم ارجحية للثانية على الأولى ظهرت في الاشهر القليلة الماضية، أما في فلسطين فهل لتنظيم "القاعدة" أيّ تواجد؟ وما هي أهدافه إن كان موجودا؟
تفيد المعلومات التي حصلت عليها "النشرة" من مصادر مطلعة أنّ تنظيم "القاعدة" بدأ ينشط بشكل كبير في فلسطين منذ فترة لا تتجاوز السنة ونصف السنة، وأنه على تواصل وتنسيق مع حركة "حماس" التي تسهّل وتغطي وتساهم وتدرّب وتجهّز عناصر هذا التنظيم. وتشير المصادر إلى أنّ مخططاً كان يجري التحضير له في الصيف الماضي تمّ تأجيله بعد الأحداث المصرية الاخيرة وانهيار الحكم "الإخواني"، ويقضي بضرب التجمعات العسكرية الاسرائيلية والباصات التي تنقل الجنود الاسرائيليين بالاضافة الى السواح الاجانب ومن ثم السلطة الفلسطينية. وتقول المصادر: "في أواخر الصيف الماضي، أعطت حركة "حماس" كميات كبيرة من المتفجرات إلى عناصر القاعدة في مناطق الـ48، حيث اعدت عمليات وخطط للقاعدة لتنفيذها".
كما تلفت المصادر إلى أنّ قيادة "القاعدة" طلبت أن تختار هي من تستهدفهم، إلا أنّ هذا الامر قوبل بالرفض المطلق من حركة "حماس" التي طلبت أن تكون العملية الاولى ضد الجيش الاسرائيلي ومن بعدها يمكن لـ"القاعدة" أن تفعل ما تشاء. كما تشير المصادر إلى أنّ المخطط الذي كان على وشك بدء العمل به يقضي بتشكيل مجموعتين، بحيث تتولى الأولى تنفيذ مهمة الهجوم على الجيش الاسرائيلي عبر 4 انتحاريين، والثانية مهمتها ضرب السواح الاجانب عبر 5 انتحاريين، لافتة إلى أنّ المجموعتين تابعتان لكل من اسامة ر. وعلي ع.
وتتابع المصادر: "جرى تحضير 15 شخصا لأجل تنفيذ هذا المخطط وتم تجهيز هؤلاء من قبل حركة "حماس" وتم تدريبهم وتعليمهم اللغة العبرية". وتضيف: "اتفق على هذه العمليات مع الحركة ومن بعدها ستقوم القاعدة بالعمل لوحدها، خصوصا بظل تواجد مخطط آخر لدى التنظيم يقضي باغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو الامر الذي كان سيتولاه جواد ر".
هذا المخطط الذي تم تأجيله بحسب المصادر بسبب التطورات المصرية والتي أثرت كثيرا على موقع حركة "حماس" التابعة لتنظيم "الاخوان المسلمين"، لم يلغ. وتضيف المصادر ان جماعة "انصار بيت المقدس" والتي صنفت ضمن خانة المجموعات الارهابية والتي تتبع "للفكر القاعدي" وتتكون بأكثريتها من فلسطينيين، تنشط بشكل واسع في مصر اليوم وهي مسؤولة عن عدد من الهجمات التي حصلت اخيرا ضد الجيش المصري،علما بأن هدف هذه الجماعة كان عند انشائها "ضرب اسرائيل" حسب ما يقول قادتها. مع الاشارة الى ان الجماعة هددت منذ ايام باستهداف السفارة الاميركية في القاهرة.
بالمقابل نفت مصادر غزاوية ما يقال عن وجود لتنظيم "القاعدة" في غزة، معتبرة انه "لا يوجد "قاعدة" بالمعنى الحقيقي، أو الهيكل التنظيمي في فلسطين، سواء في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، لكن هنالك العشرات أو المئات من الأفراد يقتنعون بفكر "القاعدة"، وربما يتواصلون مع جهات خارجية من خلال الانترنت أو وسائل أخرى".
تجدر الاشارة الى ان السلطات الاسرائيلية الامنية كشفت منذ اشهر عن اعتقال فلسطينيين بتهمة الانتماء الى تنظيم "القاعدة". وهنا تقول المصادر: "ان تكون "القاعدة" ضد اسرائيل فهذا امر جيد، الا ان الامر معاكس لذلك تماما، فإذا نظرنا لما يحدث في جنوب لبنان مثلا من إطلاق للصواريخ على فلسطين المحتلة من قبل جماعات تحمل الفكر "القاعدي"، نجد ان الهدف منه ليس إقلاق راحة اسرائيل بل محاولة توريط المقاومة في لبنان بالحرب. وتضيف المصادر اخيرا ان توجه عدد من الفلسطينيين للقتال في سوريا الى جانب جبهة "النصرة" و"داعش" خير دليل على الفكر التكفيري المتجذر بعقول هؤلاء رغم انتماء بعضهم لحركات اسلامية بعيدة بأهدافها عن تنظيم "القاعدة"، معتبرة ان هذا الامر سينعكس سلبا على الوضع الفلسطيني الداخلي في المستقبل القريب.
النهاية
