SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
قد لا تبدو معركة «مورك» بريف حماه على أهميتها جذابة للمتابعة إعلامياً، فهي وإن كانت لها أهدافها المرتبطة بموقعها الجغرافي البحت، إلا أنها في بعدها الآخر والأهم، استراتيجية في إطار المعركة الكبرى والجبهة الشاملة، من حماه إلى إدلب وحلب واللاذقية وريفها.
فالمعركة هنا لا تدور على أمتار أو بلدات، بل تمتد على مساحة أوسع وأشمل من السياسة إلى الميدان، كما أن لها علاقة مباشرة بمنظومة الحرب النفسية والإعلامية المصاحبة للوقائع العسكرية، هي معركة على طريق إمداد يشتعل أوارها في وقت «الذروة» بين العمليات العسكرية على محاور حلب وريف اللاذقية ومحاور «طاولات المفاوضات» والرسائل البينية الموجهة بالتمريرات «الصعبة»، بين المحاور الإقليمية المنخرطة هنا وهناك، والتي حشرت مسلحي المعارضة في الوقت المسموح لهم لإشغال قوات الجيش السوري، على جبهات عدة، فباتوا في حالة ضياع، ينتظرون على مفترق بين لحظة إقفال خط الإمداد التركي، بعد التدخل الإيراني، وبين امتصاص الجيش السوري لهجماتهم في حلب وريف اللاذقية وشنه هجمات معاكسة عنيفة ومدمرة، كان لسلاح الجو فيها «الكلمة الفصل».
الربط بين المعارك ليس «فذلكة تحليلية»، فمسلحي المعارضة استقدموا التعزيزات الى حلب وريف اللاذقية من جبهة حماه تحديداً، ومسلحي جند الأقصى وأجناد الشام ومقاتلي النصرة، انخرطوا في تشكيلات المقاتلين التي عبرت الحدود التركية باتجاه ريف اللاذقية من جهة، وتقدموا ارتال المنتقلين من حماه وريف إدلب باتجاه حلب ومحاورها الشمالية والغربية، وكانت خطة اشعال الجبهات محاولة للضغط على مواقع الجيش السوري الحساسة، وفي مناطق تعتبر معاقل له ولمناصريه، في محاولة لإظهار المسلحين بمظهر القادر على تغيير خرائط المواجهة، وإظهار الجيش بمظهر المُربك غير القادر على المحافظة على مواقعه حيث تتم مهاجمته.
رد الجيش السوري كان سريعاً، وبمجرد انتهاء عملية امتصاص الهجمات على محاور حلب، وبدء الهجمات المعاكسة واسترداد المواقع في ريف اللاذقية، فتح الجيش بشكل رسمي معركة «مورك» بريف حماه، مشعلاً خط الطريق الدولي الرابط بين حماه وإدلب بحمم غارات طائراته وقذائف دباباته ومدافعه.
استقدمت التعزيزات وتوزعت القوات على المحاور المخصصة لها، واستعانت الوحدات المقاتلة بتشكيلات اختصاص من الفرق العسكرية الرابعة والحادية عشر والثامنة عشر بمساندة من ألوية الدفاع الوطني في محافظة حماه، وانتشرت على كافة مداخل مورك وحاصرتها من عدة جهات، الجهة الجنوبية «حاجز العبود»، الجهة الجنوبية الشرقية «حاجز الحرش»، الجهة الشرقية «حاجز العطشان»، ونظراً لوجود الفرق الرابعة والحادية عشر دبابات، فقد تم تدعيم كافة الحواجز والنقاط العسكرية بمختلف أنواع المدرعات المناسبة لطبيعة المنطقة الجغرافية والمعركة.
الجيش بدأ العملية التمهيدية منذ أيام وعلى شكل مناورات التفاف من عدة محاور، رافقها غارات مكثفة لسلاح الجو السوري استهدفت مراكز ومواقع المسلحين في بلدة مورك، فنفذ طلعات مركزة على تجمعات المسلحين في مدرسة عبد القادر، وامطر مواقعهم في مشتل «مورك» براجمات الصواريخ، فيما تركزت الغارات المدمرة على مواقع المسلحين في الحي الشمالي الغربي.
الطيران استهدف ايضاً ارتال آليات المسلحين وشل حركتها، ودمر ٤ آليات مجهزة برشاشات دوشكا وعربة بي أم بي، ومنصات هاون وراجمات صغيرة في عدة مرابض كان المسلحون يستخدمونها لاستهداف حواجز الجيش ومواقعه.
العملية العسكرية للجيش السوري تشمل أيضاً بالإضافة إلى مورك، بلدات كفرزيتا وخان شيخون وكل البلدات والمزارع الواقعة على الطريق الواصل إلى معرة النعمان، حيث تقوم طائرات سلاح الجو الحربي والمروحي باستهداف كافة تحركات المسلحين ومواقعهم، بقصف عنيف ومركز ارتفعت وتيرته مساء الجمعة، بشكل دفع الى الاعتقاد بقرب الاقتحام البري على عدة محاور.
المعارضة من جهتها وفي الوقت الذي استمرت فيه بإصدار التسجيلات المصورة المتكررة لاستهداف آليات الجيش السوري على جبهة مورك، واجهت من جهة أخرى وكالعادة «اتهامات» متعددة وتساؤلات ارتفع مستوى «استغرابها» لسكوت القيادة في الوقت الذي تشتعل فيه جبهة مورك بما ليس في قدرة المتحصنين فيها على مواجهته، حيث تساءل الناشط الإعلامي من حماه أبو يزن النعيمي «الجيش النصيري يعلن بدا معركة قوية لاستعادة مورك. وقادة الجيش الحر يعلنون وقف الدعم نهائيا؟».
مؤكداً أنه «اذا بقي الخذلان والمؤمرات سيكون مصيرها مثل القصير، وسيضيع مجهود معركة مورك وخان شيخون».
تساؤلات الناشط الإعلامي ليست غضباً أو مزايدة بل حقائق ووقائع تخشى فصائل المسلحين في ريف حماه أن تتجسد على أرض الميدان اذا ما واصل الجيش السوري عملياته المتسارعة على جبهة مورك ومحيطها قبل وصول التعزيزات المنقولة الى مناطق أخرى أو استبدالها بتعزيزات من مناطق أقرب، وهنا بالتأكيد لا يوجد سوى القوات الموجودة في ريف إدلب والتي يعتقد ناشطون أن جمال معروف (قائد ما يسمى بجبهة ثوار سوريا) لن يخاطر بإرسالها كونه يحاول الحفاظ على قواته سليمة لمعركة «القيادة» التي سيضطر لخوضها لحسم تزعمه قيادة المعارضة السورية.
النهاية