SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
تقدمت وحدات الجيش السوري بسرعة، بعد هدوء ساد جبهات القلمون لفترة وجيزة، اقتصرت فيها العمليات على الغارات الجوية والقصف المدفعي المركز، وعلى استحداث مرابض مدفعية وصاروخية جديدة على أطراف البلدات التي لا زالت واقعة تحت سيطرة المسلحين في القلمون الجنوبي الغربي.
الوحدات العسكرية القادمة من يبرود - رأس العين، أكملت عملية السيطرة الكاملة على التلال المحيطة ببلدة الصرخة، لتُسقطها عسكريا، وتسيطر بالنيران على كافة محاورها الأساسية، فيما تابعت الوحدات القادمة من جهة فليطة - رأس المعرة، عملية تثبيت النقاط على الطريق إلى عسال الورد ورنكوس دون أن يتوقف الاستهداف الناري الكثيف لمواقع المسلحين الذي اشتد الخناق عليهم أكثر من أي وقت آخر.
وبالرغم من أن موقع الصرخة المجاور لواحدة من أهم المستوعات والقطع العسكرية الهامة في المنطقة، يجعل من إحكام السيطرة عليها ودخولها عملية سهلة، لكن على ما يبدو أن خطة الجيش السوري الحالية لا تتضمن دخول البلدات إلى بعد إنهاء وإنهاك قوات المسلحين فيها بشكل كامل، سواء عبر العمليات النوعية أو الغارات الجوية والقصف المدفعي المركز، المستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركاتهم، ارتفعت وتيرة حصول الجيش عليها مع تقدمه وانجازاته في المنطقة.
تحصين والتفاف
إنشغلت مجموعات المسلحين بالتحسب والتجهيز لملاقاة الجيش السوري القادم من الشمال، وبنت تحصيناتها وزرعت عبواتها على الطرقات الموصلة إلى كافة البلدات، فأبطأ الجيش تقدمه، وسبقته وحدات الهندسة والقوات الخاصة، ونفذت العديد من العمليات النوعية التي استهدفت شاحنات المسلحين وسياراتهم، وفجرت الكثير من العبوات المزروعة بشكل عشوائي وسريع، لكن المفاجأة جاءت من أقصى الجنوب.. حيث كان للجيش خطط بديلة وجاهزة للتنفيذ على المحاور الخلفية لبلدات القلمون غرباً وجنوباً، وفي أعالي الجرود المطلة عليها.
من منطقة «حسبا» الجردية العالية والمشرفة على جرود رنكوس أطبقت وحدات الجيش السوري بنيرانها على المحاور الغربية لرنكوس، ومن الجنوب تقدمت القوات على جرف واسع باتجاه بلدة إفرة، التي سرعان ما سقطت بعد مقتل مجموعة للمسلحين مؤلفة من ٦ عناصر بحسب مصادر «المعارضة»، وبعد ضغط شديد من أهالي البلدة، الأمر الذي يبدو أنه سينسحب على كافة البلدات الأخرى، حيث البيئة الحاضنة لا تتماهى مع المسلحين، وتشهد العلاقة بينها وبين المسلحين الغرباء توتراً شديداً، كحالة عسال الورد وتلفيتا وحتى في داخل رنكوس التي بدأت فعالياتها تضغط باتجاه خروج المسلحين منها وتجنب مواجهة عسكرية مدمرة في الوقت الذي لا يمكن فيه للمسلحين لا الصمود ولا حتى وقف تقدم الجيش الذي أبلغهم إصراره على إنهاء العملية بأسرع وقت.
أقواس نارية متعددة الجهات
من الواضح أن الجيش السوري وبعد عملية «يبرود» قد وضع خطة إطباق متعدد الجهات على البلدات المتبقية، والهدف كما يتضح من تسلسل العمليات في فليطة ورأس المعرة، تجنيب البلدات ويلات المعركة وهو الأمر الذي تلقفه الأهالي بالترحيب والإمتنان وانعكس غضباً وتوتراً مع المسلحين.
الخطة التي يتم العمل بها حالياً تتضمن بحسب الوقائع الميدانية، تشكيل قوس ناري من جهة الشمال يمتد من رأس العين جنوباً باتجاه الصرخة (بخعا) وصولاً إلى معلولا، ويتفرع منها خط ناري باتجاه جبعدين وحوش عرب من جهة وعسال الورد ورنكوس من جهة أخرى.
هذا القوس يلتقي في جرود رنكوس مع القوس المُشكل في المناطق الجردية الغربية، جنوباً وصولاً إلى بلدة إفرة، وقد يكون للإلتفاف الذي تقوم به الوحدات القادمة من رأس المعرة باتجاه عسال الورد حول بلدة الجبة أسباب عسكرية بحتة، تتجنب خوض معركة تؤخر تقدم القوات، بسبب تموضع عدد كبير من المسلحين في بلدة الجبة، التي على ما يبدو لم تلتفت اليها معظم التقارير حول الوضع الميداني للمنطقة.
توزع السيطرة
وتعتبر الجبة من أهم البلدات التي يسيطر عليها المسلحون، ولهم فيها بيئة حاضنة، سمحت لهم بالتمدد في محيطها وتعيين قادة ميدانيين من مسلحيها في البلدات المجاورة، كحال جبعدين وحوش عرب، التي يسيطر عليها قيادات ومجموعات مسلحة من خارجها، ومعظمهم من الجبة ورنكوس وبعض الفارين من حمص، فيما يحافظ لا يزال بعض المواطنون في الجبة على تواصل دائم مع الجيش السوري الذي ينتظرون بفارغ الصبر وصوله إلى منطقتهم.
أما جبعدين البعيدة حتى الساعة عن المعارك، فتعيش حياة شبه طبيعية مع تمركز المسلحين خارجها بشكل كبير وداخلها بأعداد محدودة، وبشكل رئيسي في أعلى تلة للبلدة داخل كتيبة سابقة للدفاع الجوي، كان الجيش قد سحب قواته وآلياته ومعداته منها سابقاً، وتتواجد حواجز الجيش في جنوبها وجنوبها الغربي، وشهدت مؤخراً تسليم عسكريين لأنفسهم و عدد من المدنيين من حملة السلاح.
النهآية