SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
على مايبدو أن سعير الاشتباكات الشبه يومية بين "داعش" و"النصرة" تقض أو مازالت تقض "غفوة" زعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري» وتدفعه للخروج مرات ومرات على شاشات التلفزة في محاولات ميّتة أصلاً لفض الاشتباك الكلامي تارة والاشتباك المسلح تارة أخرى بين التنظيمين المتسابقين على "نوعية" الإمارة الإسلامية في سوريا، وعلى مايبدو أيضاً أن لخروجه هذه المرة طعماً آخر خاصة وأنها كانت بعنوان "رثاء شهيد الفتنة الشيخ أبي خالد السوري"، الذي قُتل في شباط الماضي، وليست كما سابقاتها يتيمة بدون عنوان.
حيث نشرت "مؤسسة السحاب" خطاباً «للظواهري» ، لم يذكر فيه بالاسم أيّاً من الأطراف، سواء التنظيمات أو الأفراد، فقد كان يتحدّث بوضوح عن "داعش"، عبر دعوة "جميع المسلمين ألّا يعينوا من يفجّر مقار المجاهدين ويرسل لهم السيارات المفخخة، والقنابل البشرية، وأن يتوقفوا عن دعمه بأية صورة".
وعزّى الظواهري بـ"هذه الفتنة العمياء، التي حلت بأرض الشام المباركة"، واصفاً قاتل أبو خالد بـ"المسكين المغرر به، الذي دفعه من دفعه "في إشارة إلى أبو بكر البغدادي زعيم داعش"، بدافع الجهل والهوى والعدوان والطمع في السلطة ليقتل شيخاً من شيوخ الجهاد، أمضى عمره من ريعان شبابه مجاهداً ومدرباً ومهاجراً وناشراً للحق وصابراً على الأسر".بحسب وصف «الظاهري».
وأسهب زعيم القاعدة في مديح "أبو خالد" الذي عرفه "من أيام الجهاد ضد الروس، ومنذ أن عرفته إلى أن أسر في باكستان، كان رفيق أستاذ المجاهدين الشيخ "أبي مصعب السوري فكّ الله أسره عاجلاً قريباً إن شاء الله".
حيث اعتبر متابعون أن الجملة التي قالها «الظواهري» بحق "أبو مصعب السوري" واسمه الحقيقي «مصطفى عبد القادر ست مريم»، وهي "فكّ الله أسره عاجلاً قريباً إن شاء الله"، اعترافاً مباشراً منه بأن "السوري" مازال في سجنه في سوريا، على عكس ماروّجت له وسائل إعلامية عدّة، على رأسها صحيفة "صنداي تلغراف"، ومن بعدها صحف سعودية، قد روّجت أن "السلطات السورية أطلقت سراح "أبو مصعب" مطلع عام 2012"، وأن الإفراج عنه جاء "رد فعل من دمشق على الحملة الأميركية والغربية ضدها.
وكشف «الظواهري» أن "قيام الثورة السورية المباركة، وارتفاع علم الجهاد، والسعي لإقامة الدولة الإسلامية"، قد أعادت التواصل الذي انقطع بين الرجلين بعد أسر "السوري"، ثم "يسر الله التواصل بعد أن فرج الله عنه ونجاه من أسر البعثيين النصيريين"، وكان لي ولإخواني نعم الناصح المشير"، ما يشيرُ بوضوح إلى أهمية الدور الذي لعبه "أبو خالد" في الخطوات التي أقدم عليها "القاعدة" في سوريا.
وأضاف، "وأخبرني رحمه الله أنه يرى في الشام بذور الفتنة التي عاصرها في بيشاور. هذه الفتنة التي رآها وأخذ يحذر منها، شاء الله أن يكون شهيدها".
وأكد «الظواهري» أن "هذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم إلى أن يتصدوا لها، وأن يشكلوا رأياً عاماً ضدها، وضد كل من لا يرضى بالتحكيم الشرعي المستقل فيها، وأؤكد على المستقل، فلا عبرة بتحكيم يعين أعضاءه الخصوم. وعلى كل مسلم ومجاهد أن يتبرأ من كل من يأبى ذلك التحكيم".
ولم تخلُ كلمة «الظواهري» من تهديدات مماثلة، جاءت في شكل رسائل وإشارات، إذ شبّه قتل "أبو خالد" بـ"قتل الشيخين محمد السعيد والرجام (عبد الرزّاق الرجام) رحمهما الله على أيدي الجماعة الإسلامية المقاتلة بالجزائر".
حيث يُعتبر «السعيد والرّجام» من رموز الحركة الإسلامية في الجزائر. كان الأول عضواً في "المجلس الشوري الوطني للجبهة الإسلامية للإنقاذ"، و"مسؤول خلية الأزمة"، والثاني "عضو المكتب الوطني للجبهة الإسلامية" و"عضو خلية الأزمة". وقد اغتيل الاثنان في تشرين الأول 1995.
ووصل التهديد ذروته مع إشارة «الظواهري» إلى أن حادثة اغتيال "الشيخين" على أيدي "الجماعة الإسلامية المقاتلة" قد "مثلت الموت المعنوي لتلك الجماعة"، ثم تبعه "موتها المادي"، ما يعني تهديداً واضحاً بمصير مماثل لـ"داعش".
كذلك شدّد «الظواهري» على أن "الذي تورط في تلك الجريمة (قتل أبو خالد)، لن يخفى أمره، وسيعرف ولو بعد حين، فقد سبقه مجرمو الجماعة الإسلامية المقاتلة، فأنكروا بداية قتلهم للشيخين «محمد السعيد والرجام» رحمهما الله"، في إشارة إلى البيان الذي تبرّأ فيه "داعش" من مقتل "السوري". ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصدر جهادي مرتبط بـ"داعش"، أن دعوة «الظواهري» إلى التحكيم "محاولةٌ للمكر بنا. ولكنّ الله خير الماكرين، وسندفعُ مكرهم بمكر الله".
وأوضح المصدر، أن كلام «الظواهري» يعتبر "مقدمةً لحشد رأي إسلامي عام ضدّ داعش"، متوقعاً أن تتم الدعوة قريباً إلى التحكيم بين النصرة وداعش، وسيحاولون فرض مُحكمين يوالونهم ولو ادّعوا الحياد، فإذا قبلنا بهم ظلمونا بحكمهم، وإن لم نقبل استغلوا الأمر ليوغروا صدور الأمة ضدّنا.
وأضاف المصدر، لم يُعهد عن الدولة القبول بمحاكم باطلة، والمحكمة المستقلة بدعةٌ باطلة، لم يقم عليها دليل، أو يأتي بها تنزيل، أو عمل من صالح السلف.
وأكّد أن المحاكم الشرعية هي المحكمة المشتركة، مضيفاً "ودليلنا على ذلك قول الله تعالى، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها. فأين نصيب المحكمة المستقلة من هذا الأمر؟.
وذكّر المصدر بكلمة المتحدث باسم داعش "أبو محمد العدناني"، التي تحدّث فيها عن "كذب الادعاءات التي تقول إن الدولة ترفض التحاكم إلى شرع الله"، مكِّرراً ما قاله "العدناني" حينها من أن "المحاكم التي تدعو إليها جبهة الجولاني مرفوضة، فلربما كان أول حكم لتلك المحاكم خروج الدولة من الشام وتسليمها للخونة واللصوص والغادرين"، وهو أمرٌ "دونه كسر الجماجم وضرب الرقاب وبقر البطون".
وقال المصدر للأخبار: "لن يقتصر الأمر على ضربة هنا، وأخرى هناك. بل والله لنبيدَنّ جبهة الجولاني ومَن وراءها، إن لم يثوبوا إلى رشدهم ويعرفوا حدودهم".
وختم بالتأكيد على أن "هذا ليس رأياً شخصيّاً، بل أمر يتداوله الإخوة الأمراء".
يشار إلى أن معارك داعش والنصرة لم تتوقف ولم تخف حدّتها منذ عدة شهور، بل على العكس فكل يوم هناك جبهة جديدة بين التنظيمين على "إمارة منطقة أو قرية"، كان آخرها القتال الدائر بينهما حول قرية "مركدة" في الحسكة والتي انتهت بفوز داعش بقريتي "المشعل والسبعي" على ضفاف نهر الخابور جنوب شرق مركدة. لتبدأ بعدها العين "الداعشية" تشوح باتجاه دير الزور معقل "النصرة" المؤقت.
النهاية