SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، لاقى ردّاً كبيراً من الجانب الفلسطيني، واستغلّت الفصائل الفلسطينية، وحركات المقاومة، الأمر، لتعمل على إظهار قدراتها الدفاعية، وحتّى الهجومية، بمعنى آخر، كان الصعيد الأخير، بمثابة رسائل موجهة، أقلقت "إسرائيل"، ودفعتها تجاه توسيع رقعة امتداد منظومة الدفاع الصاروخي في فلسطين المحتلة، وتوسيع رقعة انتشارها لتشمل الأراضي الاردنية والمصرية بغية "تعزيز القدرة الدفاعية لـ"إسرائيل"، والحكومتان الأردنية والمصريبة تلتزمان الصمت حيال ذلك، حسبما كشفت المؤسسة العسكرية الأميركية.
إذاً، لازال نظام القبّة الحديدية، يثير الكثير من أسئلة الاستفهام، فـ"إسرائيل" التي عملت من خلال منظومتها الصاروخية، على بث الرعب في قلوب الفلسطينيين، فشلت في طمأنة نفسها، وعملت خلال الفترة الماضية على نشر الأحدايث التي تقول بأن القدرة الصاروخية التي نشرتها من قبتها الحديدية، قد تحسّنت، بين ليلة وضحاها، وارتفعت نسبة صدها للصواريخ المحتملة من الأراضي الفلسطينية، إلى من 50 إلى 90%، في الوقت الذي يرجح معظم خبراء الشؤون العسكرية، أنّ الزعم مبالغ به ولا تتجاوز فعاليته نسبة 66%؛ بل ان البعض منهم يطرح الزعم جانباً برمته، ويرى أنّ طرح الموضوع ما هو إلا لبث الرعب في قلوب العالم.
في المقابل، لم يعد خافياً على أحد، الخوف العربي من التوسع الإيراني، وقدرات الأسلحة النوعية التي تمتلكها إيران، خاصةً بالنسبة إلى الدول الخليجية، والتي تسابقت إلى عقد صفقات التسليح من أسواق الدول الأوربية لحماية نفسها من خطر المدّ الإيراني، فالخليج، ومن أجل بث الهدوء في نفوس مواطنينها، من الممكن أن تكون قد قدمت خدمةً لـ"إسرائيل"، سواء كان عن قصد أو غيره، فهي عبر نشرها نظم الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية على أراضيها، أمنت الحماية اللازمة لـ"إسرائيل" المتوجسة أيضاً من إيران، وفي الوقت نفسه، عملت "إسرائيل"، على تأمين نفسها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسعى اليوم إلى مد شبكة الحماية لتصل الأردن ومصر، فضلاً عن النظم الدفاعية المتحركة المضادة للصواريخ الباليستية المنصوبة على متن سفن البحرية الأميركية المتواجدة في المتوسط، الأمر الذي أدى لتغطية مساحات واسعة من الأرض العربية ضمن مظلة دفاعية مضادة للصواريخ، ولكن، وعلى الرغم من ذلك، لم تصل "إسرائيل" إلى هدفها الرئيسي في حماية نفسها وطمأنة شعبها.
"إسرائيل"، التي تعمل على حماية كيانها الداخلي، فشلت مجدداً في إقناع الرأي العام "الإسرائيلي" وحتى العالمي، وهي لا تزال تطلب المعونة المالية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عملت مؤخراً على تحويل مبلغ 429 مليون دولار إضافياً بصورة فورية ل"إسرائيل" تلبية لاحتياجات تصنيع وشراء بطاريات القبة الحديدية، لكن، ورغم كل الدعم، أمطرت غزة، سماء تل أبيب بالصواريخ، حين ألقت أكثر من 150 صاروخاً على المستوطنات الصهيونية، الأمر الذي يؤكد صحة المعلومات التي قالها، وزير الدفاع الإيراني، والذي أشار إلى أنّ القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية تضاعفت 1000 مرة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
هي، تكلفة كبيرة تتكبدها "إسرائيل" بشكل دوري من أجل استجلاب الدعم المالي الأميركي، لتعزيز حمايتها الوهمية، وقلق كبير تعيشه بشكل يومي، حول فعاليتها عند الحاجة، ويضفي ظلالاً من الشك حول قيمتها الفعلية، وجدواها في حال تصعيد الحرب ضدها في حال حصلت..
النهاية