SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
مع دعم وتأييد السعودية لسقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وما أعلنته القيادة من عزمها سد أي فجوات مالية تنتج عن منع أي دول غربية مساعداتها لمصر بسبب حملتها الأمنية على المحتجين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يبقى إخوان السعودية فى مأزق.
ليس فقط بسبب الهزة التى حدثت على خلفية سقوط قيادات الجماعة فى مصر، وإنما يرجع الأمر لما تشنه السعودية من حملة مماثلة فى البلاد للقضاء على الإخوان والإعلام المؤيد لهم، فى إطار تنفيذ خطة «إعلام بلا إخوان مسلمين».
وتحتفظ الذاكرة السياسية السعودية للإخوان المسلمين بمواقف غير منسجمة مع سياساتها في أكثر من مناسبة وقضية، وأدركت المملكة أن الإخوان إن أقاموا دولتهم فى مصر، خاصة لما تمثله من ثقل ديني وسياسي في المنطقة والعالم، فلن تمنعهم الحدود السياسية من الانتشار في جميع الاتجاهات، والسعودية هى الجارة الأقرب لهم، وبالتالي فإن وضعها ضمن منظومة الإخوان سيسهل عليهم قيادة العالم العربى ومن ورائه العالم الإسلامى، ولم يستبعد المراقبون مخاوف الحكم السعودى على وجوده من خلال إمكانية قيام إخوان السعودية بالإطاحة بالأسرة الحاكمة بدعم إخوان اليمن ومصر وتركيا، ولن تمانع وقتها أي إدارة أمريكية في التخلي عن النظام السعودي، إذا وجدت بديلاً يضمن مصالحها، الأمر الذى جعل القيادة السعودية تدعم عزل مرسي.
وفي المقابل، اتخذ إخوان السعودية موقفاً مندداً بعزل مرسي، وزاد خطاب العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبدالعزيز حول أزمة مصر نيران غضب الإخوان في المملكة، وحاولت قوى «المعارضة السعودية الجديدة» المتمثلة فى الإخوان تصوير الوقائع والتعامل الحازم من الجيش والأمن في مصر، على أنه محاربة للدين.
وكشفت مصادر لصحيفة «العرب» القطرية، أن السلطات السعودية بدأت خطة «جديدة وفورية» لإبعاد وإيقاف جميع الإعلاميين المنتمين أو المتعاطفين مع الإخوان المسلمين، كما اتخذت السلطات تحركات لإقصاء مناصري الإخوان من مناصبهم، في تطور يربطه المحللون بردود فعل إخوان السعودية الرافضة لعزل مرسي.
وذكرت المصادر أن السعودية بدأت تنفيذ الخطة بحملة من الإيقافات، لعدد من الإعلاميين وبرامجهم، إضافة إلى توجيهات رسمية من قبل وزارة الثقافة والإعلام، لإبعاد أي مقالات أو مواد صحفية تتعلق بإبراز أي دور لإخوان مصر أو غيرها، وعدم الإشارة إلى الرئيس المعزول. ووضعت الخطة عدداً من القنوات والبرامج تحت المراقبة، منها قناة «الرسالة» التابعة لمجموعة «روتانا» الإعلامية المملوكة للملياردير السعودى الأمير الوليد بن طلال، وكذلك قناة «فور شباب» التى يشرف عليها السعودى على بن حمزة العمرى، وقناة «دليل» التى تعود ملكيتها لرجل الدين السعودى سلمان العودة. وفى هذا السياق، أقال الوليد بن طلال، بصفته رئيس مجلس أمناء قناة «الرسالة» الفضائية، الداعية الإسلامى طارق السويدان، من منصبه مدير عام القناة، على «خلفية توجهاته الداعمة للإخوان».
واستدعت السلطات السعودية رجل الدين المقرب من الإخوان، محمد العريفى، للتحقيق معه ومنعه من السفر لإلقاء محاضرة فى قطر. وتم إيقاف الإعلامى السعودى عبدالله المديفر، المحسوب على التيار الإسلامى، نظرا للغضب الكبير من حواراته مع ضيوفه الذين غلب عليهم انتماؤهم للتيار الإسلامى وخط الإخوان. ولم يعد أمام الإخوان السعوديين سوى التمسك بشبكات التواصل الاجتماعى بعد الحملة التى أطلقتها السعودية مكونين نقاط استقطاب داخل السعودية للأزمة المصرية.
ويسعى الحراك الحكومى السعودى إلى إحكام إغلاق 3 منافذ فى وجه الإخوان تراها المملكة أساس الاستقرار، هى الإعلام والمشروعات الاقتصادية، بينما يظل الضلع الثالث، وهو «التعليم» الملف الأكثر تعقيدا، إذ يرى محللون أن التوغل الإخوانى فى المملكة تغلغل ولا يزال فى المدارس والجامعات.
وبالإضافة إلى المعارضة الإخوانية الوليدة في المملكة، يواجه النظام السعودي احتجاجات تتسع في المنطقة الشرقية، التي تقطنها أغلبية شيعية، إذ يشكو الشيعة في المملكة من تعرضهم لتمييز يتمثل في غياب.
النهاية
المصر ی الیوم