SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
غير أنّ السيناتور نفى علمه بأيّة تفاصيل عن وضعهما الحالي أو مكان وجودهما، مضيفاً أنّ باقي المعلومات التي نُسبت إليه غير صحيحة إطلاقاً. علماً أنّ موقع "الحقيقة” تكلّم عن تورّط أحد المطارنة بحادثة الخطف، كذلك في ما يتعلق بنقل الكرسي البطريركي من دمشق، ما استدعى ردّاً سريعاً من الأمانة العامة للبطريركية السريانية.
كشف "الجمهورية” هوية الشخص الرابع الذي كان برفقة المطرانين ابراهيم واليازجي والسائق الذي قُتل، وقد اختفى بعد الحادثة ليعود للظهور من جديد ويروي تفاصيلها.
يدعى فؤاد إيليا، ميسور الحال، وفي الستينات من عمره، من منطقة حلب وتحديداً من منطقة السريان الجديدة، مقرّب من المطران ابراهيم وكان يرافقه مراراً، وهو شيخ بروتستانتي، ينتمي إلى المعارضة التقليدية أي من "حزب الشعب الديموقراطي”، وأولاده يعملون في الإمارات العربية.
عندما ظهر إيليا مجدّداً حاول التقرّب من أقارب المغدور طالباً موعداً ليقوم بواجب التعزية، لكنّ وقته كان ضيّقاً بسبب موعد سفره المتزامن مع سفر زوجة المرحوم وأولاده إلى لبنان، لذلك لم يحضر، وعاد ليكرّر روايته التي نشرناها سابقاً، مضيفاً عليها تفاصيل دقيقة، مؤكّداً أنّ الخاطفين غرباء وأجانب ولا يتكلمون العربية جيّداً، وروى تفاصيل عملية الخطف:
رواية فؤاد إيليا
"في طريقنا إلى مكان أجهله، ويعلمه المطرانان المخطوفان، علمت أنّه قد يكون للمفاوضات بشأن إطلاق بعض الكهنة المفقودين. جلست قرب سائق المطران ابراهيم المرحوم "فتوح”، وجلس المطرانان في الخلف. نظرت في المرآة ولاحظت وجود سيارة داكنة اللون رباعية الدفع ظهرت فجأة وبدأت تلاحقنا حتى تجاوزتنا، ولاحظتُ اثناء تخطّيها لنا وجود مجموعة مسلّحة فيها، وسلاحُهم ظاهر، وفيما توقّفت السيارة وخرج منها أربعة أشخاص مسلّحون استلم كلّ منهم شبّاكاً من الجهات الأربع لسيارتنا التي أحكمنا إقفالها.
أنزلَ السائق المغدور الزجاج الملاصق له وحاول الاستفسار، قائلاً: رجال دين! فنظر الخاطفون نحوي ونحو المطرانين، فما كان من الشخص الأوّل الملاصق للسائق إلّا أن أمسك بـ”فتوح” من الشبّاك ورماه خارجاً، وجلس مكانه بجانبي، فيما بقي المسلّحان الاثنان يحرسان البابين الخلفيين للمطرانين، فتوجّهت الى المسلح بجانبي وقلت له إنّنا بصحبة رجال دين، وهم مطارنة، فنظر إليّ نظرة غريبة فهمت منها أنّه لم يفهم شيئاً، فقال بلهجة عربية "مكسّرة”: "قم… قم”، وضربني بكعب بندقيته على خاصرتي محاولاً رميي إلى الخارج قائلا” Bom Bom بالإشارة الى السلاح الذي هدّدني وضربني به. فما كان من المسلّح الآخر الواقف قبالته من الجهة المقابلة أي بقربي إلّا التقاطي من الشبّاك والرمي بي أرضاً ليجلس مكاني”.
أمّا بالنسبة إلى "فتوح”، فيخبر إيليا أنه لم يُقتل أثناء الخطف. ولا يعلم اين وكيف ومن قتل فتوح. كلّ ما يرويه أنه شاهد فتوح من خلال مرآة السيارة بعدما رمى به المسلّح أرضاً، يقف ويلوذ بالفرار مبتعداً.
ويتابع إيليا: "بقيت ممدّداً على الأرض ربع ساعة مذهولاً، لعلّني أسمع طلقات نارية معيّنة، إلّا أنني لم أسمع شيئاً. كلّ ما رأيته، سيارتنا يقتادها مسلّحان يجلسان في المقعدين الاماميين والمطرانان في الجهة الخلفية ويتجهان بهما عكس الطريق التي كنّا نسير فيها أي عكس حلب. وعادا من الطريق التي أتيا منها يرافقهما مسلّحون آخرون كانوا يقودون السيارة الداكنة الأخرى”.
يتابع إيليا: "إنّ المنطقة التي حصلت فيها حادثة الاختطاف هي طريق فرعية وتمرّ فيها الكثير من السيارات، ولكن عند ظهور المسلّحين أقفِلت الطريق بسبب توقّف السيارتين”.
وهل علم أنّ فتوح قتل نتيجة رصاصة أطلِقت في رأسه من الخلف؟ نفى إيليا علمه بالموضوع، مشيراً إلى أنه عرف لاحقاً من أقارب السائق، إلّا أنه متأكّد من أنّ الجهة الخاطفة ليست مَن أطلق النار عليه لأنّه رآه بأمّ عينه يغادرهم، فيما بقي هو في داخل السيارة يجادل الخاطفين.
وروى إيليا أيضاً أنّ القوات النظامية السورية استدعته وحقّقت معه مدة نصف ساعة فقط أدلى فيها بأقواله وبالرواية التي ذكرها، علماً أنه متّهم بأنّه معارض، إلّا أنّ السلطات المعنية أخلت سبيله فور انتهائه من الإدلاء بشهادته.
هنا يطرح السؤال: لماذا لم يتوجّه فؤاد ايليا، الرجل اللغز في قضية المطرانين، حتى الساعة الى مطرانية السريان في حلب ليخبر ما جرى معه أو على الأقل للتعبير عن وقفة تضامنية مع المطرانين المخطوفين. كذلك لم يتوجّه الى أيّ من المطرانيتين في دمشق وفي حلب، لإطلاعهما على الرواية بحذافيرها؟ الأمر الذي يدعو الى الغرابة والتساؤل. وحين سئل عن الامر، أجاب بأنّه كان خائفاً ومرتبكاً.
النهاية
الحدث نیوز