SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
كتب يوماً ما احد الجنود السوريين، وهو من حماية مطار منّغ العسكري في ريف حلب الشمالي على الحائط قائلاً: "بيسقط النظام وما بيسقط مطار منغ”، كانت لهذه العبارات مدلولات كبيرة، اهمها ان هؤلاء الجنود لديهم من الايمان والقوة ما لا يمكن لاحد ان يهزه، هو قرّر الاستمرار بالقتال حتى ولو سقط النظام الموجودين تحت أمرته. ذلك اليوم صاغ هذا الجندي العبارات الاولى من "أسطورة مطار منغ العسكري”.
الأسطورة هذه التي عمّدت بالدم، أستمرت لأكثر من 9 اشهر، بالايام والليالي، حايث خاض هؤلاء المقاتلين حرباً غير متكافئة بينهم وبين عدوهم. فبينما كان المعارض التكفيري يستمتع بأجود أنواع الطعام، ويزخّر سلاحه ويعدّ الخطط، كان مقاتلو منّغ يقاتلون عرات البطون، ومن ما تسيّر من عتاد عسكري وسلاح وذخائر، اي يقاتلون باللحم الحي، ويواجهون قوات هي بكل وضوح "قوات اجنبية غازية” تحت مسمى القاعدة. هؤلاء الشباب اليافعون في منغ واجهوا اعتى قوى عسكرية غير نظامية في العالم، اي أفغان عرب والشيشانيون، الذين خاضوا القتال في أفغانستان وباكستان والعراق والشيشان وصولاً للصومال.
أسطورة منغ هذه، التي دخلت التاريخ من أوسع ابوابه، لاطول حصار عسكري لمطار عسكري ايضاً في العالم. دخل هؤلاء المقاتلين بقوتهم وإصرارهم هذا التاريخ من اوسع ابوابه، حيث اضحى التاريخ هذا ينشد ويضرب على موّال صبرهم، ويكتب في القلم الذي يسيل دماً، إنجاز وإسطورة ترفع لها القباعات رغم سقوط المطار.
كنّا مدركين بأن المطار سيسقط يوماً ما، ليس لأن جنوده ضعفاء، بل لأنهم لا يملكون السلاح والعتاد الكافيين لمواجهة ما يحاك. 43 هجوماً صمد خلاله الجنود، وحوّلوا إرهاب القاعدة ومن معها، لإرهاب ساقط تحت أقدام الجنود هؤلاء. لا نتحدث إنشاء هنا، او كلاماً عابراً لرفع المعنويات، نحن نقول الحق والحقيقة، فلولا كان حمات منغ من المعارضين، لكان إعلامهم هلّل وكبّر لهم، وكانوا إستقبلوا في القصور، ورفعت لهم التماثيل، ولكن إعلامنا نائم، داخل في سبات، لا ينظر إلا إلى تركيا ومظاهراتها، ومصر ومصائبها.
نحن لا نستطيع إلى ان نرفع لهم القبعات، نرفع لهم هذه القبعات فقط، لانها ما نملك، ولو إستطعنا لسجدنا تحت اقدامهم، ليس لأننا ملحدون، بل لأننا نقدر هذه الاقدام التي صمدت على هذه الأرض، والتي اثمرت نصراً رغم سقوط المطار، واضحت خيبة للمعارضين الذين بكل قوتهم، لم يستطيعوا إسقاط مطار، بحماية قليلة إلا بعد شهور، بعد ان سقط منهم من سقط، وإنتحر منهم من إنتحر.
منغ، أسطورة بكل المقاييس، هي إسطورة في العصر الحديث، هي إسطورة رغم سقوط المطار، ورغم تخلي الاقربون، هي إسطورة لجنوداً غراراً، لم يرضوا القبر مكاناً لهم تحت الشمس، ولم يرضوا ان يعيشوا في ذلّ وهم على قيد الحياة، لم يرضوا ان يبيعو المطار من أجل الفوز بالحياة فقط، التي كانوا سيعيشونها على الارجح في عار، كما فعل بعض ضباط خان العسل الخائنون.
منغ سقط نعم، ولكن ابطاله لم يسقطوا، رغم تحويل الارهابيين للمطار إلى مسجد، ورغم نسفه وتدنيسهم له، فنضالات ابطال منغ تشهد عليها الهنغارات، والجدران، كما مدارج المطار وكل بقعة فيه. هم ابطالاً فوق العادة، هم نموذجاً يحتذى بالصمود وصولاً للأنتصار.
بقلم عبدالله قمح، رئيس التحرير
النهاية
الحدث نیوز