SHIA-NEWS.COM شیعةنیوز:
أكدت الحكومة الأردنية أنها ستتعامل مع تحركات الاخوان المسلمين الداخلية في البلاد وفق إطار القانون، في الوقت الذي تمسكت فيه الجماعة بموقفها من مؤازرة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، داعية إلى جملة من الفعاليات المركزية، ومتهمة النظام الاردني بشراكته بما أسموه بـ " المؤامرة على مصر."
وتتزامن تحركات الاخوان وسط انقسام بمراكز القرار في البلاد، بحسب مصادر أكدت لموقع CNN بالعربية، بين التوجه نحو ما وصفته بـ "شيطنة إخوان الاردن وإضعافهم" وبين التحاور معهم، على خلفية أحداث مصر.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في تصريحات للموقع، إن الحكومة تتعامل وستتعامل مع "تحركات وسلوك الاخوان الداخلية والفعاليات المتعلقة بقضايا الإقليم في إطار القانون."
واشار إلى أن الحكومة ستتخذ موقفا في حال تجاوزت الجماعة القانون، وبذات الوقت جدد موقف بلاده الداعم لإستقرار وأمن مصر.
إخوان الأردن يطالبون الملك عبدالله بالاعتذار عن تصريحاته
وجاءت تصريحات المومني عقب إطلاق سلسلة نشاطات مركزية أعلنت عنها الجماعة، من بينها فعالية أقيمت مساء الاثنين قبالة السفارة المصرية في عمان، اتهمت فيها (الجماعة) القائد القام للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السياسي بالخيانة، مع تشبيهه بالرئيس السوري بشار الاسد، فيما حمل ناشطون لافتات عليها صور الرئيس المخلوع مرسي، وعبارة "كلنا مرسي."
وفي ذات السياق، أوقفت السلطات الاردنية الاثنين ثلاثة من أبناء الجالية المصرية، حيث أشار مصدر أمني في مديرية الامن العام للموقع إلى احتمالات "تسفيرهم على خلفية مشاركتهم في فعالية الإخوان."
من جانبه، تمسك نائب مراقب عام إخوان الأردن القيادي البارز زكي بني ارشيد، بموقف الحركة من مؤازرة الشرعية ورفض الانقلاب العسكري في مصر، وقال لموقع CNN بالعربية: "الأردن الرسمي شريك في المؤامرة على مصر."
وقلل بني ارشيد، الذي حذر من وصفهم بـ"أصحاب العروش المهتزة"، من تجاهل إرادة الشعوب من شأن التوقعات بتراجع الإخوان عن مطالبهم الاصلاحية الداخلية، أو قلقهم بشأن عزل مرسي.
وأضاف:" ليس لدينا مخاوف على الاطلاق من أن ما حصل في مصر زاد من رصيد الإخوان، بل أصبح مطلب إصلاح النظام الاردني لا يحتمل التأجيل.. وإن كان هناك فرصة للنظام للهروب من الاصلاح بسبب الحدث السوري أو المصري، فهو هروب مؤقت."
وفي السياق، رفض بني ارشيد، المتحدث باسم جماعة الإخوان، التسليم برحيل مرسي والافتراض بحسم الموقف في مصر، معتبرا أن تبدل الموقف الرسمي الاردني متأثرا بالإقليم يعني تبنيه لأجندات خارجية، وقال:" مباركة الأردن لمصر فور عزل مرسي يعني مشاركته في المؤامرة على مصر."
بالمقابل، يرى محللون سياسيون أن تأثر إخوان الأردن بأوضاع إخوان مصر حتمي، حيث قال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، الدكتور محمد أبو رمان، إنه لا يمكن الفصل بين تأثر إخوان مصر والأردن سياسيا، باعتبار إخوان مصر هي الجماعة "الأم".
ويعتقد أبو رمان أن إخوان الأردن اليوم يواجهون "صدمة كبيرة" بسبب تداعيات أحداث مصر، في الوقت الذي توجهوا فيه لرفع سقف مطالبهم الاصلاحية مع الثورتين السورية والمصرية.
ورأى أبو رمان في حديث للموقع أن إقصاء إخوان مصر سيؤدي إلى لجوء جماعات الاخوان إلى خطاب جديد هجومي، كانت قد تخلت عنه منذ زمن وتجاوزته.
وكشف أبو رمان عن عقد مناقشات على مستوى مراكز القرار الاردنية بشأن التعامل مع الجماعة، عقب مرور المرحلة "الانتقالية" التي تمر بها مصر حاليا، وانقسام الآراء بين إعادة فتح الحوار مع الاخوان لاحقا، كفرصة مواتية "لخفض سقف مطالبهم"، وبين استكمال ما حدث في مصر و"شيطنة" الإخوان وإضعافهم، بحسب ابو رمان.
ويذكر أن الحركة الاسلامية في الأردن أعلنت عن تنفيذ جملة فعاليات نهاية الاسبوع الحالي لرفض الانقلاب العسكري في مصر وتأييد مرسي.
النهاية
الوعی