SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
رأت صحيفة أميركية أن السعودية وقطر تسعيان إلى فرض هيمنتهما بمنطقة الشرق الأوسط عبر الإمساك بزمام المبادرات الرامية لحل الأزمات التي تشهدها هذه المنطقة. وحاولت الصحيفة التدليل على ذلك الاتهام عبر العودة بالأذهان إلى مطلع ٢٠١١ الذي شهد بداية الثورات العربية, "حينما تكهن معظم المراقبين بأن تكون الدول التي ستسعى للتمكين لنفسها في المنطقة من الخارج هي القوى المعتادة كالولايات المتحدة, وربما تركيا (الديمقراطية الإسلامية بالمنطقة) وإيران.
ولكن, ما حدث بحسب الصحيفة هو أن دولتين من دول الخليج العربي الغنية بالنفط أمسكتا زمام المبادرة سعيا إلى الهيمنة, في إشارة إلى السعودية وقطر.تبدأ الحكاية في سوريا, بحسب الصحيفة التي رصدت دعم كل من السعودية وقطر للثورة السورية منذ البداية.
وتضيف الصحيفة "لكن السبت الماضي ظهرت جهود الدولتان للهيمنة بوضوح عندما فضلت المعارضة السورية لقيادتها مرشحا تدعمه السعودية على حساب مرشح آخر تدعمه قطر.
ثم ظهر الصراع بين الدولتين على نحو أكثر وضوحا الثلاثاء الماضي بعد مضي نحو أسبوع على عزل الجيش المصري للرئيس المصري السابق محمد مرسي (الذي تدعمه قطر); حيث لم تكد تمضي ساعات على ذلك حتى بادرت السعودية بمباركة ما حدث مانحة النظام الجديد ٥ مليارات دولار, لتتبعها بعد ذلك كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت حيث قررتا معا منح مصر ٧ مليارات دولار أخرى".
وعزت الصحيفة أهمية هاتين القرينتين إلى ثلاثة أسباب: الأول أن التدخل في شئون الغير ضرره أكثر من نفعه; فعلى الرغم من أن سوريا ومصر في مسيس الحاجة إلى المعونة الخارجية إلا أن نوعية الدعم الذي تتلقيانه من الدوحة والرياض يبدو أنه يرشح الأوضاع إلى مزيد من التردي.. فعلى الرغم من عدم كفاءة مرسي على نحو ملحمي إلا أنه استطاع التشبث في السلطة طوال عام كامل بفضل دعم قطر لنظامه بمبلغ وقدره ٨ مليارات دولار.
والآن تسعى السعودية عبر منحتها, إلى تثبيت أقدام النظام الجديد على الأثر, لكنها أيضا ستساعد عبر هذه المنحة في استغناء هذا النظام الجديد عن قرض صندوق النقد الدولي وبناء عليه فإن هذا النظام لن يسعى إلى عمل الإصلاحات ذات الضرورة الملحة وإن كانت مؤلمة والتي كان يصر عليها الصندوق.
ثاني الأسباب التي عزت إليها الصحيفة أهمية القرينتين هو أن ثمار التنافس على الهيمنة بين السعودية وقطر تظهر سميتها على الأرض; ففي سوريا ظلت المعارضة بلا قيادة على مدى شهور استطاعت فيها القوات الحكومية تحقيق مكاسب كبرى, أما الآن فقد أصبح للمعارضة قائد أخيرا وإن كانت أهم أوراق اعتماده, بحسب الصحيفة, هي صلة نسب تربطه بالأسرة المالكة في السعودية.
ثالث وآخر الأسباب التي ساقتها الصحيفة هو ما أسهم به سلوك دولتا الخليج إزاء أحداث المنطقة في فضح مواقف دول أخرى أكثر قوة ونفوذا إزاء الأوضاع نفسها, مشيرة إلى الضرر الذي تمخض عن موقف الولايات المتحدة وحلفائها الصامت والمتخاذل إزاء الأحداث.
ولا بد أن لدى الولايات المتحدة وحلفائها من الأسباب الكثير الذي تبرر به هذا الموقف, ولكن أحداث الأسبوع الجاري أظهرت تكاليف هذا الموقف, بحسب الصحيفة التي قالت إنه في غياب قرار حاسم من واشنطن ولندن وباريس وأنقرة, تولت مملكتان أوتوقراطيتان قيادة الأوضاع المتأزمة بالمنطقة وأخذت كلتاهما تبحث عن مصالحها الضيقة.
وهذه المصالح, التي تخدم استقرار النظام في السعودية وتعزز النفوذ الدبلوماسي القطري, لا تتوافق نهائيا مع مصالح الغرب, ولا مع مصالح غالبية شعوب العالم العربي, بحسب الصحيفة.
في النهاية, يتعين على تلك الشعوب في مصر وسوريا وغيرها أن تتولى بنفسها تحديد مصائرها, رغم احتياجها الشديد إلى المساعدات الحقيقية في الآونة الراهنة.
النهاية
عربی پرس