شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

اهالي منطقة ابو مسلم : السلفيون روجوا لوجود أوراق تحريف القرآن لدى الشيعة لتبرير محاصرتهم وقتلهم

وبحديثنا مع راكب بجوارنا يدعى "أبو ياسين"؛ ليعبر عن عدم حبه لمعتنقي المذهب الشيعي، ولكن يؤكد أنه لا يوجد مبرر لقتلهم أو تكفيرهم، وقال إنهم متعايشون من زمن بلا خلافات وأن الخلافات بين السلفيين والشيعة ظهرت مؤخرًا، وقال إن هؤلاء الشيعة لم يرَهم يومًا يتعدون على أحد و"دايمًا في حالهم" على حد تعبيره، وأن هناك تسجيلات فيديو ظهرت منذ أسبوعين عن شيخ شيعي يدعى حسن شحاتة يسب في الصحابة ويدعو للمذهب الشيعي، متوقعًا أن وجود هذا الشيخ اليوم بالقرية هو سبب وقوع الحادث.
رمز الخبر: 6690
17:13 - 27 June 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:


عندما يكون الجهل عنوانًا والتعصب الديني منهجًا، يقتل ويؤجج المشاعر، فاعلم أنك في قرية "زاوية أبو مسلم" التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة.

وإزاء الجريمة البشعة التي تتستر باسم الدين، والدين منها براء، توجهت "البديل" إلى القرية؛ لتقصي الحقائق حول واقعة قتل الشيعة بالقرية.

عربات متهالكة ملاكي تقلك من منطقة شبرامنت إلى القرية، وسط طريق ضيق مظلم تحيطه الأشجار من ناحية والترعة من ناحية أخرى، وطوال الطريق يتحدث الركاب والسائقون عن حادث قتل 4 من الشيعة بالمنطقة وأن الأمن محتشد بكثافة أغلق الطريق.

وبحديثنا مع راكب بجوارنا يدعى "أبو ياسين"؛ ليعبر عن عدم حبه لمعتنقي المذهب الشيعي، ولكن يؤكد أنه لا يوجد مبرر لقتلهم أو تكفيرهم، وقال إنهم متعايشون من زمن بلا خلافات وأن الخلافات بين السلفيين والشيعة ظهرت مؤخرًا، وقال إن هؤلاء الشيعة لم يرَهم يومًا يتعدون على أحد و"دايمًا في حالهم" على حد تعبيره، وأن هناك تسجيلات فيديو ظهرت منذ أسبوعين عن شيخ شيعي يدعى حسن شحاتة يسب في الصحابة ويدعو للمذهب الشيعي، متوقعًا أن وجود هذا الشيخ اليوم بالقرية هو سبب وقوع الحادث.

عند وصولنا المنطقة التي انتشر من بدايتها وجود مكثف لأفراد الشرطة من عساكر وضباط، فارقنا "أبو ياسين"؛ خوفًا من أن يراه أحد؛ لنجد أمامنا قرية ريفية ينتشر بها ملصقات التيار الإسلامي الخاصة بانتخابات مجلس الشعب والرئاسة بكثافة على حوائط وكل شوارعها؛ مما يوضح سيطرة ونفوذ التيار الإسلامي والسلفي تحديدًا، ويبدو من هيئة أهالي المنطقة أنهم من الفقراء الريفيين يرتدي الرجال الجلباب، والنساء العبايات السوداء.

البيوت هناك أغلبها لا يتعدى الطابقين وأغلبها مرسوم عليه نخيل وتهنئة بحج البيت، بجوارها دكاكين صغيرة، ما إن تسِر في شوارعها المتعرجة الضيقة حتى يعلم الجميع أنك غريب عن المنطقة.

لم تمر لحظات حتى وجدنا مجموعة من أهالي القرية يهرولون في طريق عكس ما وصف لنا "أبو ياسين"، وأخذنا الفضول الصحفي للجري وراءهم حتى اكتشفنا أنه طريق آخر يسلكه أهل القرية للوصول لمنزل "الشحات عمر"، وتزامن مع وصولنا وجود المباحث الجنائية والنيابة لمعاينة مكان الحادث.

لنجد تجمهر الأهالي حول منزل محروق أمامه بركة من الماء ناتجة عن محاولات إطفائه ومحاولات من الشرطة في إبعاد المواطنين عن البيت، والذين نجحوا بالفعل، مع رفض أفراد الأمن الإدلاء بتصريحات مكتفين بأقوال متضاربة، فيقول أحدهم "لا وجود لوفيات وكلهم مصابون بالمستشفى"، وآخر يؤكد وجود وفيات.

إلى أن التقينا بمدير أمن الجيزة اللواء عبد الموجود لطفي بجوار الحادث، والذي أكد وجود أربع وفيات؛ نتيجة إصابتهم من أهالي المنطقة عقب سماعهم بوجود حسينية شيعية ببيت "الشحات عمر" بها نحو 34 فردًا، مضيفًا أن الأمن استطاع تهريب 30 منهم، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الحوامدية، وعلمنا بوفاتهم، وتجرى التحقيقات بمباحث قسم أبو النمرس.

وبرر اللواء نشوب هذا الحادث بأنه غيره دينية وخوف من انتشار التيار الشيعي في القرية، مؤكدًا أن هذا الحادث هو الأول من نوعه في محافظة الجيزة.

مشيرًا إلى وجود نحو 17 بيتًا شيعيًّا بالمنطقة يسكنها نحو 150 مواطنًا مصريًّا شيعيًّا في القرية كلها.

يثار الحديث بين أبناء القرية حول وجود أوراق تدعو للمذهب الشيعي تم توزيعها وقت انعقاد الحسينية، ولكن لا أحد منهم قال ما هو محتوى هذه الأوراق أو عنوانها، بينما قال أحد الأهالي إنها اوراق بها تحريف في القرآن وسب للصحابة، وآخر قال لم أرَ أوراقًا، فيما قال ثالث إن الأوراق تم حرقها وقت الحادث.

واتضح الخوف في عيون الجميع لدرجة رفض الجميع التصريح باسمه؛ خوفًا من نشره، فقال أحد كبار السن بالمنطقة إن الذين تم قتلهم كانوا معتقلين قبل الثورة وخرجوا ضمن من خرجوا بعفو رئاسي بعد الثورة، وعلمنا أن من تم قتلهم هم: حسن محمد شحاتة، ومحمد شحاتة، وحسانين عبد القادر عمر، وآخر مجهول الهوية.

وقاطعنا آخر ليؤكد تخاذل دور رجال الشرطة في بداية الأمر رغم علمها بمحاصرة المنزل وبدء الاعتداء عليه، إلا أنها اكتفت بدور المشاهد، ثم عادت بكثافة بعد اشتعال الحرائق في المنازل وإراقة الدماء.

ويصف أحد الشباب، ويبلغ من العمر حوالي 16 عامًا مشهد القتل قائلاً: "خرجوا الشيخ شحاتة ودبحوه في وسط الشارع من رقبته"، وقال إن جزارًا يدعى محمود هو من ذبحه وانفجرت الدماء من رقبته مثلما تذبح الشاة!

وحاولنا الحديث مع عمدة القرية، ويدعى "علاء" الذي بدا منشغلاً ويجري الاتصالات ويتحدث مع الأهالي، إلا أنه رفض الحديث والإدلاء بأي معلومات حول الحادث، وبدا على ملامحه الحزن والإرهاق، وكان يتعامل بشكر منفر مع جميع الإعلامين والصحفيين.

لاحظنا أن تصريحات الشيوخ السلفية لها صدى كبير في القرية والكلام المشابه الذي يتم ترويجه للعداء ضد الشيعة، بدءًا من معلومات مغلوطة يرددها الشباب تقول إن الشيعة تبيح زواج الإخوة وإنهم يحرفون القرآن ويسبون الصحابة ويزيفون الحقائق، نهاية بضرورة الجهاد ضد إيران؛ لأنها دولة الشيعة، والجهاد ضد المد الشيعي على حسب حديث أغلب الأهالي.

في حين أن باقي الأهالي يؤكدون عدم تضررهم من وجود شيعة بالمنطقة وأنهم جيران منذ الصغر ويتوددون دون الدخول في الحديث الديني وأنه ليس من حق مسلم أن يكفر أخاه المسلم؛ بسبب خلافه المذهبي أو حتى الديني.

وعلمنا أن الأهالي لم يكونوا يعلمون بوجود الشيخ حسن شحاتة الشيعي بالمنطقة إلا عندما حاصر البيت السلفيون بالأسلحة والطوب، حيث سمعوا ضجيجًا خرجت على أثره القرية بأكملها؛ لتستمع إلى الأقاويل التي اتنشرت حول وجود "شيعيين يحرفون القرآن والدين الإسلامي"، ويحتفلون بطريقتهم، ويتم تأديبهم وطردهم من المنطقة؛ حتى لا يضموا لهم أحدًا من أهالي المنطقة، وذلك بحسب المعلومات التي توصلنا إليها بعد حديث دام لأكثر من خمس ساعات مع مختلف الأجيال والتفاوت الثقافي.


شیعة نیوز
براثا
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: