SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
ولمّا كان من كتب عن هذه الفترة بأمانة وإخلاص قلائل، كانت هذه الدراسة التاريخية للدكتور مالك، التي أضاءت على دور علماء المسلمين الشيعة من المجتهدين الكبار في قيادة وتوجيه الأمة في تلك المرحلة.
كما تبين الدراسة الموضوعة في كتاب نشره قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، مبدأ الحرية في وعي الأحداث السياسية في تلك المرحلة، التي برز فيها معارضة المرجع الأعلى السيد محمد كاظم اليزدي لحركة العالم الشيخ الآخوند الخراساني السياسية والتي كان قد اتخذ من النجف الأشرف منطلقت لها.
كما يبيّن الكتاب ذلك الإصرار على الثورة والجهاد ضد الاحتلال الإنكليزي من مرجع الى آخر. هذه الفتوى التي كشفت عن النظرة الثاقبة لدى العلماء القادة نحو مسلسل الأحداث المتعاقبة التي استهدفت مصير البلاد والعباد، وصولا الى تفجر ثورة العشرين الشاملة عبر الشيخ محمد تقي الشيرازي، وهي التي توجت المسيرة الجهادية ميدانيا ضد الاحتلال الانكليزي.
ويتألف الكتاب من ثلاثة أبواب يعالج كل منها مرحلة معينة في ثلاثة فصول:
- الباب الأول: الإسلاميون في مواجهة السياسة العثمانية، أواخر عهدها 1908 – 1914 – صراع من أجل الإصلاح -.
- الباب الثاني: العراقيون في مواجهة الاحتلال البريطاني، صراع من أجل الحرية، 1914 – 1920.
- الباب الثالث: العراقيون في مواجهة مشاريع السيطرة البريطانية، تطور الصراع من أجل الاستقلال 1921 – 1932.
- وإذا كانت هذه التجربة الفريدة قد اختتمت بنجاح رغم قلة التطرق اليها، فإن الكتاب يهدف الى جانب الإضاءة عليها، الى معرفة جذور التحرك الاسلامي المعاصر، والمعالجة الموضوعية لتلك الحقبة التأسيسية، إضافة الى تقويم المرحلة الماضية لمعرفة الحاضر وبناء المستقبل حيث إن شعب العراق شعب متحمس وشجاع، ويمتاز وعيه بروح النقد والمعارضة الهادفة لنيل حقوقه.
النهاية
شفقنا
