SHIA-NEWS.COMشیعة نیوز:
في العمل الجديد، الذي استغرق جمعه 6 أعوام، اختار مؤلفو الكتاب الـ100 بضع مئات من نحو 17 ألف حديث نبوي، لعرض الرؤية الإسلامية الى الدين والحياة بأسلوب يفهمه الأتراك المعاصرون. "لم نعد في القرن العشرين. صرنا نحتاج إلى عمل جديد يعرض المعتقدات الإسلامية من منظور ثقافة اليوم"، يقول مدير المشروع، نائب رئيس هيئة الشؤون الدينية الحكومية في أنقرة محمد أوزافسار.
ورغم أن جمع الأحاديث ليس جديدا في التاريخ الإسلامي، غير أن ما يميز هذا العمل هو انتقاء الأحاديث وشرحها من منظور تركيا المعاصرة. وفي مصر، حيث يختلف علماء الأزهر وجماعة الإخوان المسلمين والسلفيون في قضايا دينية رئيسية، يجد مستشار المفتي إبراهيم نجم ان الكتاب الجديد قد يضفي منظورا جديدا على هذا الجدل. ويشير الى ان "هناك ترحيبا بين المفكرين في مصر لهذا التفسير الجديد، الذي يعتقدون أن عرضه على العالم العربي مهم للغاية".
المشروع اثار الانتباه للمرة الأولى العام 2008، عندما وصفته "هيئة الإذاعة البريطانية" بأنه "تفسير ثوري للإسلام وتحديث جذري للدين مثير للجدل". وردت هيئة الشؤون الدينية التركية، وهي أعلى هيئة إسلامية في تركيا، بأن هذه التقارير وغيرها "لا أساس لها من الصحة". وقلّ اهتمام الإعلام بالمسألة، ومضى المشروع قدما، مما ترك العلماء في الخارج يتساءلون عما يمكن توقعه. وفي النهاية، أثمر موسوعة من 7 مجلدات تضم ما يعتبره المؤلفون "أهم أحاديث النبي محمد"، قُسِّمت وفقا لموضوعاتها، متبوعة بمقالات قصيرة تشرحها في سياقها التاريخي وتوضح ما تعنيه اليوم.
يؤمن العلماء الأتراك بمبدأ "الحداثة المحافظة"، وهو مذهب سنّي يستند إلى المبادئ الأساسية للإسلام من دون الآراء التي تلتزم التزاما حرفيا النصوص، والتي يروج لها مسلمون متشددون في مناطق أخرى من العالم الإسلامي. ويقول أوزافسار ان "هناك رؤى مختلفة في العالم الإسلامي، والبعض أفقه ضيق. أما الأتراك، فلديهم رؤية مختلفة للثقافة الإسلامية".
ويشدد المدير العام للشؤون الخارجية في هيئة الشؤون الدينية التركية محمد باجاجي على انه "لا ينبغي على المسلمين ببساطة أن يفتحوا المصحف أو أحد كتب الأحاديث ويقرأوا آية أو نص حديث للنبي، ثم يقولون هذا هو الحكم على هذا الفعل. إذا فعلنا ذلك، فسيكون جهلا واتباعا للمعنى الحرفي... وللأسف، عندنا هذا الجهل في العالم الإسلامي".
ورغم أن هذه المجموعة، والكثير من الكتب الدينية التركية الأخرى الصادرة اخيراً، لم تترجم إلى العربية، إلا أن تلك الآراء أثارت اهتمام مفكرين عرباً يسعون حثيثا الى التوفيق ما بين الإسلام والديموقراطية الحديثة. ويرى نجم ان "المفكرين المصريين معجبون بالنموذج التركي، ليس على الصعيد الاقتصادي والسياسي فحسب، انما ايضا في توجهه الديني المعتدل". واذ يلفت الى "أن تركيا تعتبر نقيض النموذج الوهابي السلفي"، يفيد "ان وفودا دينية تركية تقوم بزيارات منتظمة للأزهر في القاهرة، وبدأت ترجمات عربية لأعمال عالم الدين التركي الراحل سعيد النورسي بالظهور في المكتبات في القاهرة".
ومن المقرر إصدار كتاب "الإسلام والأحاديث النبوية" بالتركية رسميًا خلال شهر رمضان الذي يبدأ اوائل تموز المقبل، وقد بدأت المطابع حاليا تدور لاصدار طبعته الأولى. وخلال تقديمهم المجموعة الاولى من المجلدات الجديدة، قال المسؤولون إن موضوعاتها تتناول القضايا المعاصرة، مثل حقوق المرأة. لكنهم لم يقدموها كخلاصة للمواقف الرسمية التي يجب أن يدعو إليها الأئمة أو ينفذها القضاة.
على سبيل المثال، تأتي مسألة تعليم الفتيات في باب "التعليم" الذي يبدأ بالحديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم" مكتوبا بالعربية، إلى جانب عدد قليل من الأحاديث التي تدعمه، مرفق أسفلها بالترجمة التركية. وتتبع هذه الأحاديث صفحات مكتوبة بالتركية تشرح ذلك. ويقول أوزافسار ان "الأحاديث التي تدعو إلى تطبيق الحدود، مثل قطع يد السارق، وضعت في سياقها التاريخي، ولم تتخذ كنماذج للعصر الحديث". ويتدارك: "يمكن ايجاد هذه العقوبات في عهد النبي، لأن المجتمع كان يحتاج إلى هذه القواعد لإحلال السلم الاجتماعي. أما اليوم، فلدينا نظم اجتماعية مختلفة".
الى جانب التركية، بدأت الهيئة ترجمة المجموعة إلى البوسنية، لغة المسلمين في يوغوسلافيا السابقة. كذلك، تدرس إصدار طبعة تجمع ما بين التركية والألمانية للأقلية التركية الكبيرة في ألمانيا. غير انه ليس مقررا حاليا إصدار طبعات بلغات كالعربية والإنكليزية، لكن دور نشر في مصر وبريطانيا أبدت اخيرا اهتماما بترجمة المجموعة لتتوافر على نطاق واسع قريبا.
النهاية
شفقنا