تهمة النمر كما هو معلوم انه معارض صلب وخشن للنظام، كما تكشف عن ذلك خطاباته. هو ضد النظام كلياً، وهو مع حقوق المواطنين من شتى فئاتهم ومذاهبهم ومناطقهم.
والشيخ النمر فوق هذا وجد ان من الطبيعي ان يفرح المواطنون بوفاة وزير الداخلية السابق نايف، واعلن ذلك في خطاب له. فهو الذي قتل (ابناءنا) فلماذا لا نفرح بموته؟ على حد قوله. ليس النمر وحده من فرح بوفاة نايف، بل آلاف المضطهدين، وقد اعلنوا ذلك في هاشتاقات بالمناسبة وبأسمائهم الصريحة، بل وقد اقيمت احتفالات بالمناسبة. حدث ذات الامر في العوامية (مسقط رأس الشيخ النمر) ما جعل امير الشرقية حينها (محمد بن فهد) ينفجر غضباً، ولينال من واجهات شيعية كانت حاضرة أمامه بالشتم والإهانة وحتى البصاق! فكيف يشتم (عمي نايف وأنتم صامتون)؟!
كانت الحكومة تريد قتل الشيخ النمر في مواجهة ما، لكن الرجل لم يكن مسلحاً وكان وحيداً فهاجمته بالسلاح وأراد الله ان يبقى حياً رغم جراحه العديدة. تمت فبركة عملية الإعتقال عبر المباحث بالقول ان هناك صدامات وما اشبه، لكنها لم تؤخذ على محمل الجد، ولم يقدم النظام أدلة على ذلك.
بقاء الشيخ نمر حياً أزعج النظام، وظهرت معلومات حين افسح لبعض افراد عائلته بزيارته بانه يعاني من آثار الرصاص، كما أن بعض الرصاصات لم تستخرج من جسده، في محاولة لشلّه.
الآن يظهر علينا النظام بخبر محاكمته سراً! والإتهامات التي وجهت له في معظمها غريبة وكاذبة، خاصة وان هناك تسجيلات بالصوت والصورة للشيخ نمر نفسه تنفي عن نفسه مزاعم الحكومة، ومن بينها: التحريض على استخدام السلاح. الشيء الملفت في الإتهامات ان الحكومة ومنذ سنوات تروج بأن الشيخ نمر (عميل لإيران).. ومن يفهم الوسط الشيعي يدرك ان تلك الاتهامات كاذبة وأنه ينتمي الى مرجعية دينية مختلفة. هذه المرة وأثناء المحاكمة لم ترد تهمة (العمالة) التي تغذّى عليها جمهور آل سعود ومباحثهم ومخبريهم لسنوات طويلة وكانوا يروجونها. وهذا يدل على ان المقصود من التهم هي التشويه ليس إلا.
استثارت مطالب المدّعي العام بتطبيق (حد الحرابة) المبنية على الآية الكريمة (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).. تطبيقها على الشيخ النمر، فطفق الكتاب والمغردون يعلقون عليها من خلال وسم على تويتر حمل اسم (#تنفيذ حد الحرابة على نمر النمر).
لأنها المرّة الأولى التي يطالب فيها المدّعي العام الإعدام بحق شخص معارض فضلاً عن أن يكون رجل دين، رأى ناجي الزايد بأن ما يطلبه المدعي اليوم إن لم يُستنكر من قبل كل المواطنين، فإنه سيطالب بالإعدام بحق الدكتورين الحامد والقحطاني من جمعية (حسم). ذلك ان تجرؤ النظام سيزداد، وسيخوض في الدماء أكثر إن لم يواجه بصلابة.
الدكتور فؤاد ابراهيم رأى ان النظام السعودي (يكرر أخطاء نظرائه في تونس ومصر وليبيا، ظنّاً منه أن الخيار الأمني هو الحل، فيما لا حل إلا بالتغيير) وأن (ما لا يريد النظام فهمه هو أن العودة للوراء باتت مستحيلة، مهما تكن أدوات البطش، فالناس سئمت من هذا النظام).
ووضع الناشط منير الجصاص رابطاً بالفيديو يبين فيه أن الشيخ النمر ضد استخدام السلاح بل وحتى استخدام الحجارة، وأن رأيه هو بأن الكلمة هي السلاح الوحيد، وهي أقوى من أزيز الرصاص.
http://www.youtube.com/watch?v=OkF8YtSGSUM&feature=youtube_gdata_player
وفي اشارة الى اتهام النظام بإثارة الفتنة الطائفية، قال الكاتب والمؤلف محمد الصادق: (لو كان النظام جاداً في محاربة الطائفية لرأينا المحاكم تغصّ "بمشايخ سحق الجماجم”..) في اشارة الى الشيخ سعد البريك ومشايخ السلطة الآخرين الذين هددوا المواطنين بسحق جماجمهم إن هم تظاهروا ضد النظام. ولاحظ المغرد فاضل الشعلة أن (من الخصوصية السعودية أن تتهم وتدين ثم تبدأ التحقيق)!
كتاب ومعلقو النظام تداخلوا وكتب أحدهم: (أتمنى قطع يديه ورجليه وقطع لسانه وشويه في قدر كبير وتبهيره ببهارات إيرانية وإرساله الى إيران).
الشيخ عباس السعيد كتب عدة تغريدات يقول فيها بأن كلمة الشيخ النمر: (زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص تملأ الآذان، فمن يمتلك الشجاعة على مواجهة الحق فليقل تهمته أنه حرّ). وأضاف بأن توقيت اعلان المحاكمة ليس مفصولاً عن سياقات سياسية أخرى مثل الاعلان عن شبكة التجسس وذلك لتصوير الشيعة بأنهم مفسدون وقمعهم مبرر.
عبدالرحمن حركاتي علق بأن الشيخ النمر سجين رأي وأن الحكم عليه بالسجن وحد الحرابة ليس في خير الوطن، واضاف: (كان من الممكن ان يتهموه أيضاً بالتعامل مع دولة خارجية، لكن موقفه من ايران واضح). وقال ابو شلاخ الليبرالي: (عزيزي المندفع، إن تحمست لقتله بسبب انتمائه المذهبي، فما الفرق بينك وبين من تلعنهم لأنهم يقتلون السنة)؟
سامي العتيبي تساءل: (هل شبّك النمر الأراضي ونهب الأموال وحاكم الناس على هواه، وسجن ونكّل بالمصلحين؟ هل هو قاتل الثمامة او سكير لندن؟!) وكلاهما من الأمراء. اما محمد السعد فعلّق: (الشيعة ابناء الوطن لهم الحق بالعيش في كرامة وعزة في وطنهم! يا للعجب تأخذون البترول من ارضهم وتتهمونهم بالخيانة)؟
هاني العبندي لم يزد على القول سوى أن الجهات الحكومية تخرج لنا سيناريوهات تشغل الرأي العام. ووصف عبدالله المقبل طلب المدعي العام بأنه عبث، ووصف الاتهامات بأنها مثيرة للسخرية، وطالب المواطنين برفضها. وحول اثارة الطائفية تساءل (آذار الانتظار) عما اذا كان المحامي ابن زاحم (الذي قذف عموم الشيعة بالزنا يثير الطائفية أم كان يمازحهم؟!). واضاف بأن ما جاء من تهم ضد الشيخ النمر مثل التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، وقتل رجال الأمن، والتعدي على الدولة، لم تكن الا زيفاً، ولم يتذكروها إلا (بعد ان هاجم النمر نايف).
على ان المغرد صاهود طالب المسؤولين بأن لا يذهبوا بعيداً (نفذوا حد السرقة بالأمراء سراق المال العام، الذين كل صيف تنضح سرقاتهم، وبعدها تكلموا عن الدين وحدوده)! منيس الجدران علق: (قضية الجواسيس ما مشت، قالوا يدورون على أكشن أكبر يشغلون الناس بها)! وتبعه في ذلك د. محمد الشبلان الذي وصف النمر بأنه (رجل شجاع انتقد الإستبداد في بلده ولم يكن طائفياً ولا محرضا). وزنه الشهري علقت على طلب المدعي بالقول: (حد الحرابة لماذا؟ لانه وقف في وجه ربهم: نايف، وصدح بكلمة الحق. فك الله اسره واسر كل مظلوم في سجون دولة القمع). واعتبرت النمر: (اشجع رجل في السعودية. ما انسى كلماته الرنانة: من تكون يا نايف، تسجن بكيفك، وتطلق بكيفك؟! ربي انت؟!).
واعتبر مغردون مطالب المدعي العام فرصة لا تتكرر كي يتحد المعارضون بكافة مشاربهم وتوجهاتهم ضد القمع الحكومي ولكي يبنى وطن للجميع. المغردة (زئبقية الهوى) تساءلت هل جاءت دعوة تنفيذ حد الحرابة: (لأنهُ مواطن مُعارض؟ أم لأنه شيعي؟! حق من حقوقة ان يكون مُعارضاً وحق آخر أن يكون شيعياً).
فيصل الشقحاء له رأي آخر: (لابد أن يُنفذ الحكم عاجلاً غير آجل على الرافضي الذي أفسد بالبلاد وأرواح العباد).
(البنت التي حرة) تقول: (تحاول السلطة أن تمتص غضب الأغلبية على سياساتها القمعية كي تحرك الغرائز المذهبية وينسى الناس حقوقهم. هذا اسلوب الدولة القمعي تعتقل الإسلامي السني وتتهمه انه قاعدة، وتعتقل الإسلامي الشيعي وتتهمه انه عميل إيراني). وماريا الصالح تؤكد: (سبب سجنه معارضته لسياسة الحكومة، وهذا حق من حقوقه كمواطن لا يبخسه فيه احد).
وأخيراً كتب الناشط السياسي حمزة الحسن تحليلاً مطولا حول الأمر في تغريدات قال فيها:
(خاب توقع النظام بكسر ظهر الحراك الشعبي بقتله او اعتقاله. يسعى الآن عبر التهديد بالقتل أن يعيدوا الحراك القهقرى. فشروا!). واضاف: (بمحاكمة سرية وبدون محام، وبتهم تضحك الثكلى، يريد آل سعود فرد عضلاتهم لترويع وإرعاب المواطنين. فشروا مرة أخرى!) وخاطب المواطنين: (لا يهون عليكم بـ تنفيذ حد الحرابة، فالنمر أقلق حكمهم خارج السجن وداخله وليس لديهم سوى عضلة أمنيّة، تزيدهم ارتكاساً كلّما استخدموها. كل حلول النظام تبدأ باتهمات زائفة للإصلاحيين وتمر بمحاكمات لا تتمتع بعناصر المحاكمة العادلة وتنتهي بأحكام ظالمة. كل الإتهامات ضد النمر له أدلة بصوته وصورته تنفيها أو هي في الأساس حقوق كالتظاهر مطالبة باطلاق السجناء المنسيين).
وتابع: (لم أجد مدعي آل سعود للتحقيق قد اتهم الشيخ نمر بالعمالة لجهة أجنبية كما روجت الصحافة سابقا واعتبرت اساس محاولة قتله. تخيّلوا البجاحة: الحكومة تقتل 16 شخصاً برصاصها، وتضع قائمة بـ 23 شخصاً تتهمهم بقتلهم! يا لقلّة حيلتكم! يزعمون أن الـ 23 متهما (بعضهم استشهد) قتلوا رجال أمن، في حين لم يقتل رجل أمن واحد. قتل السهلي خطأ برصاص السلطة. تخيلوا البجاحة: النمر يقول بالصوت والصورة بأنه ضد استخدام الحجر حتى؛ والسلطة تقول انه دعا جمهوره لاستخدام السلاح! تخيلوا البجاحة: شخص يقول انه ضد الظلم بالبحرين وسوريا فتكون تهمته أنه (تحدث عن أهمية نصرة مثيري الشغب في البحرين).
واضاف: (شخص يتظاهر مطالبا باطلاق سراح السجناء المتهمين ظلما بتفجير الخبر، فيتهم بقيادة "تجمعات الشغب والتخريب والتحريض”. تخيلوا البجاحة: شخص لم يكفر احدا ينتمي لمجتمع يهدده أزلام السلطة بالقتل والطرد فيتهم "بإثارة النعرة الطائفية”..).
وأكمل: تخيلوا هذه التهمة الرسمية نصاً: (المتهم اعتبر أن توقيف المتهمين في تفجير الخبر كان ظلماً، مع أن المتهمين أحيلوا إلى القضاء الشرعي) تعساً لقضائكم. وهذه تهمة لذيذة: (كان يتابع الأحداث في القطيف ولم يفصح لجهات التحقيق عن أسماء المواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني)! ومضى الحسن يقول: (تخيلوا البجاحة أن يكون نقد قوات درع الجزيرة (تطاولاً) وتدخلاً! وتهمة تستوجب تنفيذ حد الحرابة. ألا تعس هذا الدرع الغبي القامع للشعوب)!
ومن التغريدات: (نظام طاغ يقتل ويجرح بالرصاص المطالبين بحقوقهم ثم تكون تهمتهم: "بث الفتنة بين أفراد المجتمع” ألا في الفتنة سقطوا)! (نظام استباح مقدرات الوطن وعبث بخيراته يتهم الضحية بـ "عدم الولاء للوطن”! يا لتعاسة هذا الوطن الذي أنتم حكامه)! (نظام يميّز بين مواطنيه مناطقيا ومذهبيا وقبليا وينشر الطائفية والتكفير ثم يتهم خصمه بـ "الإخلال بالوحدة الوطنية”. أليس من قلة الحياء أن آل سعود يسرقون مقدرات الدولة ثم يتهمون خصومهم كالشيخ النمر بـ "التعدي على ممتلكات الدولة”؟..).
(في2009 طعن مواطنون بسكاكين شبيحة المباحث. هناك تسجيلات للضحايا. يومها اعترض الجميع والآن صار ذلك تهمة محصورة في الشيخ النمر. يقول المثل: رمتني بدائها وانسلّت. كل أخطاء النظام يرمى بها على الضحيّة، ويريدون منا احترام قضاء آل سعود النزيه)!
وختم الحسن رأيه بالقول: (من حسن الحظ حقا أن لدينا نظام جاهلي وجاهل في آن. لو كان نظاما عاقلا وبه ذرة حياء، ما جاءت هذه الإتهامات. هذه المحاكمات تكشف عن توتر آل سعود. هم أولى بالألم والقلق من المواطنين. امامنا نظام مصاب بالعمى الإستراتيجي يضرب متخبطا، لا يزيده عنفه وتهوره إلا تسافلا وهبوطا وضياعا. ما يهمنا هو إحباط تهديدات النظام الذي انعدمت الخيارات أمامه فلم يجد سوى عضلاته يهدد الأحرار بها).
انتهی
المصدر: احرار الحجاز