SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أشار آية الله السيد هاشم حسيني بوشهري، مدير الحوزة العلمية في إيران، في مهرجان حول الاعتكاف الى فلسفة هذا العمل العبادي ومدى أهميته من وجهة نظر الأئمة المعصومين (ع) وعلماء الدين، فقال: العالم المادي يسوق الإنسان الى الغفلة التي هي من ذاتياته، بينما يعمل الاعتكاف وأمثاله من العبادات على تحريره من مستنقع الغفلة.
وحول بيان فلسفة الاعتكاف، قال سماحته: شرع الإسلام الاعتكاف وجعله عملاً مستحباً للمؤمن من أجل انتهال الإنسان من ينابيع النور الإلهي وتحقيق القيم المعنوية الأصيلة.
وتابع: إن الإنسان يبحث عن الكمال دائماً، والاعتكاف يساعده على الوقوف على مواطن الضعف لديه، كما أنه يمثل فرصة مناسبة لأن يشعر الإنسان بالرفعة والاعتزاز في منعطفات الحياة المادية.
وأشار الى تاريخ هذه السنة، قائلاً: يعود تاريخ الاعتكاف الى ما قبل الإسلام، حيث كان معروفاً في عصر النبي سليمان والنبي موسى بن عمران والسيدة مريم (ع)، حيث كان نبي الله موسى (ع) معتكفاً لمدة 40 يوماً في جبل من الجبال حسبما تشير الآية الشريفة: «وواعدنا موسي ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر».
وأردف: أكد القرآن الكريم على أن الاعتكاف كان موجوداً في عصر النبيين إبراهيم وإسماعيل (ع) أيضاً حينما أمرهما الباري عز وجل بتهطير بيته للعاكفين، وهذه الآية تبين منزلة الاعتكاف ومشروعيته والهدف الأساس من بناء الكعبة الشريفة.
ونوه بسنة الاعتكاف في سيرة علماء الدين، قائلاً: عُرف مراجع الدين والعلماء والأعلام بإحياء سنة الاعتكاف في المجتمع الإسلامي وحث المؤمنين على العمل بهذه السنة الحسنة.
وأشار الى خصائص الاعتكاف مقارنة بالعبادات الأخرى، فقال: لقد كلف الله تعالى الإنسان بالاعتكاف بما يتناسب واحتياجاته المعنوية؛ لأن هذا العمل يجمع بين الصلاة والصوم والفروض المتصلة بالحج والانقطاع الى الله جل وعلا.
وأكد على أن الاعتكاف لا يتنافى مع القضايا الاجتماعية مطلقاً حسبما ورد في الروايات وبمقتضى سيرة أهل البيت (ع)، متابعاً: من أهم فوائد الاعتكاف يمكن الإشارة الى الإخلاص، ترك المعصية، التوفيق للتوبة، رعاية حرمة المسجد، العناية بحال المعتكفين.
وبيّن جملة من بركات سنة الاعتكاف، فقال: من الآثار الأخروية للاعتكاف، غفران الذنوب والذي يشكل هاجساً لدى معظم المسلمين، ومن آثاره الدنيوية تعزيز الإرادة والتصدي للنفس الإنسانية.
انتهی
المصدر: رسا