SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: ويبدو ان الدولتين الخليجيتين اللتين تعملان على الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد تشعران بالياس والاحباط من الضغوط الغربية لمنع التدخل في القتال وتقولان ان بناء صلات عن طريق المساعدات وتوجيه النصح للجماعات المعارضة المفضلة لديهما هو السبيل الوحيد لضمان تهميش فصائل اسلامية أخرى متشددة.
وتريد الولايات المتحدة وأوروبا تجنب تسليح الميليشيات المعارضة خوفا من أن يصل السلاح الى جماعات اسلامية وهابيةمتشددة قريبة من تنظيمات جهادية مثل القاعدة.
وعادة ما يشير الاسد الى هؤلاء المقاتلين الذين يعتبرون الاكثر فاعلية على ساحات القتال في سوريا لتبرير استخدام القوة بلا هوادة في الحرب الدائرة منذ عامين والتي سقط فيها نحو 70 ألف قتيل.
وكانت هجمات شنتها مثل هذه الجماعات على الاقلية العلوية المنبثقة عن الشيعة والتي تهيمن على السلطة والاجهزة الامنية في سوريا قد عمقت الانقسامات الطائفية في العديد من الدول العربية ومنها بعض دول الخليج الغنية بالنفط.
وفي ديسمبر كانون الاول أدرجت الولايات المتحدة جماعة جبهة النصرة السورية المرتبطة بالقاعدة على قائمة الجماعات الارهابية.
ويقول مسؤول عربي خليجي ومحللون ودبلوماسيون ان السعودية وقطر تشيران الى أنه كلما طال أمد الحرب فستقوى شوكة هؤلاء المتشددين في حين ستواجه الجماعات الاخرى صعوبات اذا حرمت من المساعدات الفعالة.
ويقول صناع قرار من دول الخليج العربية ان التسريع بسقوط الاسد سيحد من نفوذ المتشددين وعلاوة على ذلك سيحد من النفوذ الاقليمي لايران حليفة سوريا.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صراحة في مؤتمر صحفي في الرياض يوم 12 فبراير شباط ان الاعتداء الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه يتطلب تمكين الشعب الاعزل من الدفاع عن نفسه.
وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس الوزراء القطري أمس الثلاثاء نحن مع دعم المعارضة بكل ما تحتاجه حتى ولو احتاجت للسلاح للدفاع عن النفس ولانهاء هذه الازمة لانه واضح أنه دوليا الان لا يوجد هناك رأي واضح حول هذا الموضوع فمن الاولى أن ندعم هذا الشعب.
وقال مسؤول بدولة خليجية عربية طلب عدم الكشف عن هويته انه من الضروري اقامة صلات مع جماعات معارضة لا صلة لها بالقاعدة لتقويتها الان وفي أي صراع على السلطة في المستقبل في مرحلة ما بعد الاسد.
وقال مصطفى العاني المحلل الامني المقيم في الخليج ان السلاح متوفر الان في سوريا أكثر من ذي قبل وما تحتاجه مثل هذه الجماعات أكثر من أي شيء اخر هو المساعدات غير القتالية مثل الغذاء والمساعدة الطبية لاسرهم. وقال الخليج ينتظر ضوءا أخضر.. انه يريد من الغرب رفع اعتراضه على الامدادات. ودول الخليج غير ملزمة بحظر السلاح الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على سوريا ويقول بعض المحللين انها وردت السلاح لسوريا العام الماضي ربما عن طريق علاقات قبلية وشبكات تهريب في العراق.
لكن السعودية وقطر أشارتا الى أن أي دعم سيكون أكثر فاعلية اذا قدمت القوى الغربية المساندة السياسية والتنسيق والمعدات والنصح.
وتقول القوى الغربية المدركة لكيفية انتشار السلاح من ليبيا بعد انتفاضتها المدعومة من الغرب عام 2011 الى دول مضطربة مثل مالي ان تسليح المعارضين يشكل خطرا لانه من الصعب التمييز بين المتشددين والمعتدلين وسط الفوضى الراهنة.
وتقول دول الخليج انها على معرفة افضل بالجماعات الاسلامية المسلحة وتلقى اللوم في الفوضى على الافتقار للدعم الخارجي والتدريب.
وقال استاذ العلوم السياسية اسعد شملان المقيم في السعودية ان تزايد التشدد بين المعارضين السوريين نتج عن عدم التعامل معهم بصراحة اكبر وأشار الى أن دول الخليج العربية يجب أن تتحرك. وقال ما هو الهدف الاستراتيجي.. هل هو تمكين المعارضة من الاطاحة بنظام الاسد.. يتعين اذن تحمل قدر من المخاطر.
وفي يناير كانون الثاني دعا الامير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق علنا الى اعطاء المعارضة السورية أسلحة مضادة للدبابات وللطائرات لمعادلة القوة على ساحة القتال.
وقال ان من الممكن توصيل السلاح الى وجهته الصحيحة. والاسلحة المتطورة التي تعتمد على الالكترونيات يمكن ابطالها عن بعد باستخدام اشارات لاسلكية اذا ما وصلت الى أيد لا يراد وصولها اليها.
وليست كل دول الخليج متحمسة لتسليح المعارضة السورية لكن كلها تخشى ردة الفعل اذا توجه مواطنوها للقتال في سوريا ثم عادوا الى ديارهم ذات يوم لبدء الجهاد من أجل اقامة دولة اسلامية. وتشترك جبهة النصرة في بعض الافكار مع تنظيم القاعدة الذي تعهد بالاطاحة بالاسرة الحاكمة في السعودية.
وفي الثمانينات ساند حكام السعودية الاسلاميين المدعومين من الولايات المتحدة الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية في أفغانستان وهو ما كان عاملا في تأسيس تنظيم القاعدة وفي العقد الماضي غضوا الطرف عن رجال دين حثوا السعوديين على المشاركة في الجهاد ضد الولايات المتحدة في العراق.
وفي عام 2003 نفذ سعوديون شاركوا في الصراعين هجمات داخل السعودية ما اثار ردا أمنيا عنيفا من جانب الرياض.
وقالت صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم السابع من يناير كانون الثاني ان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ مفتي السعودية حذر الشبان السعوديين من الذهاب الى سوريا للجهاد ونصح بالدعاء وبارسال مساعدات عينية عبر القنوات العادية وهذه كانت بمثابة استجابة لطلب الامريكي بهذ ا الصدد .
المصدر: نهرین نت