SHIA-NEWS.COMشیعة نیوز:
دعت بريطانيا الحكومة العراقية بتقديم تنازلات للمتظاهرين ، كما طلبت من هؤلاء مبادلة الحكومة بتنازلات ، بهدف تحقيق ما اسمته الحكومة البريطانية " الخروج من الأزمة الحالية في البلاد من دون اللجوء إلى العنف".ودعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط " اليستر بيرت " خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية "هوشيار زيباري" في بغداد اليوم إلى الجلوس مباشرة على مائدة حوار ومفاوضات للخروج من الأزمة الحالية في البلاد.
ورفض الوزير " اليستر " تشبيه الأوضاع في العراق حاليا بأوضاع سوريا وأكد انهما مختلفان لان ما يحدث في سوريا عبارة عن كارثة عميقة و وصعبة ومثيرة للالام وكلما كان العمل يستهدف وقف نزيف الدماء مبكرا هناك كان هو الافضل.وأضاف الوزير البريطاني بيرت ان الوضع في العراق مختلف عنه في سوريا لان فيه تجربة ديمقراطية ودستور اختاره الشعب وهذا كفيل بتوصل جميع القوى السياسة إلى حلول لمشاكلها عن طريق ترسيخ الديمقراطية وتطبيق الدستور.
ودعا الفرقاء السياسيين في العراق إلى ابداء المرونة في مفاوضاتهم لحل أزمة بلادهم وطالبهم بتنازلات متبادلة والتمسك بالخيار السلمي وفق الاصول الديمقراطية بما يوصل إلى حلول مرضية. واوضح ان بلاده لاترغب في وساطة تقوم بها بين الحكومة العراقية والمحتجين في عدد من المحافظات لان هذا امر داخلي ولاتريد بريطانيا التدخل في الشؤون العراقية. وأشار إلى أنّ مباحثاته مع زيباري تناولت ايضا الاوضاع في سوريا وايران والشرق الاوسط.وأضاف الوزير البريطاني ان اللجنة الوزارية العراقية ناقشت اليوم تطوير علاقات البلدين الدفاعية والتجارية والاقتصادية والتعليمية وتأسيس خط طيران مباشر بين بغداد ولندن.
وفي اشارة خفية الى رغبة بريطانيا عقد اتفاق امني طويل الامد مع العراق ، وهو ما يتضمن محاذير خطيرة كبيرة على العراق ، لانه يحول العراق الى جزء من الخارطة الامنية والعسكرية البريطانية في المنطقة ، قال الوزير " اليستر " أنّ التعاون العسكري والأمني بين البلدين لايتعلق ببيع قطع سلاح وقبض ثمنها فحسب وانما ايضا التفاهم حول استراتيجية دفاعية واضحة وعلاقات دفاعية طويلة الامد " .!ووصف السياسي العراقي ازهر الخفاجي الطلب البريطاني لعقد اتفاقية استراتيجية دفاعية طويلة الامد ، بانه " مقنرح خطير ، باتي في وقت تتورط بريطانيا في المنطقة بعلاقات امنية ودفاعية استراتيجية طويلة الامد مع الدول الخليجية تؤمن للبريطانيين امتلاك تسهيلات في القواعد البحرية والجوية والبرية في العراق ".
واضاف الخفاجي في تصريحه حول تصريحات الوزير البريطاني " ان البريطانيين يسعون للعودة عسكريا للعراق من خلال مثل هذه الاتفاقية الامنية العسكرية والتي ستركزعلى ارسال مستشارين ومدربين بريطانيين للعراق والحصول على امتيازات استراتيجية لمصلحة الوجود العسكري البريطاني في منطقة الخليج والمشاركة مع الضباط العراقيين لرسم سياسة استراتيجية في الدفاع ، وهذا امر يؤدي الى اطلاع واشراف الضباط البريطانيين على السياسة الدفاعية للعراق وتطويعها لتكون مكملة للاستراتيجية العسكرية البريطانية في المنطقة.
ومن جهته أشار زيباري إلى أنّ المباحثات البريطانية العراقية التي شهدتها بغداد اليوم تناولت العلاقات العسكرية التسليحية أضافة إلى زيادة التعاون التجاري وتوسيع استثمارات القطاع الخاص بين البلدين.
وقال إنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة البريطانية العراقية المشتركة كل ستة اشهر موضحا ان لقاءها المقبل سيتم في لندن. وقال إن البلدين انجزا اتفاقا على منح تأشيرات دخول العراقيين إلى بريطانيا من بغداد مباشرة دون اللجوء إلى بلد ثالث أضافة إلى الاتفاق على تسيير خط طيران مباشر بين بغداد ولندن الشهر المقبل.هذا وكانت مصادر خليجية مطلعة قد اكدت لشبكة نهرين نت : " ان البريطانيين متورطون في دعم الاعتصامات والاحتجاجات في الانبار والموصل وتكريت ، وذلك من خلال لقاءات تمت بين طارق الهاشمي والسفير البريطاني في تركيا " ديفيد ريداواى " ولقاءات تمت بين قادة في الحرس الجمهوري المنحل في الامارات وضابط في المخابرات البريطانية " MI6 " يعمل في السفارة البريطانية ضمن الكادر الدبلوماسي للسفارة ، بهدف التنسيق والاطلاع على اهداف الحراك في المحافظات السنية الثلاث الانبار وصلاح الدين ونينوى ، الذي يمثل جزءا من مشروع دول الاقليم السني ، لاسقاط العملية السياسية واسقاط حكومة المالكي في سقفها الاعلى للمطالب للمعتصمين في الانبار ، في حال تعذرتحقيق هذا الهدف ، يصار الى الضغط على التحالف الوطني " التحالف الشيعي " لالغاء قانون اجتثاث البعث والسماح بعودة البعثيين عسكريين وسياسيين للمشاركة في العملية السياسية " .
وحسب هذه المصادر " فان البريطانيين يميلون الى دعم مطالب السنة في العراق للحصول على حصة اكبر في العملية السياسية ، ويعمل السفير البريطاني في بغداد " سايمون كوليس " على اقناع شخصيات في التحالف الوطني الشيعي بتقديم تنازلات للمعتصمين في المحافظات السنية !! وهو ما يعتبر دعما مباشرا لمطالب المعتصمين والمتظاهرين فيها ، واغلبها هي مطالب اتسمت بطابع طائفي خطير ، ومحاولة لكسب مزيد من الامتيازات على حساب النظام الديمقراطي في العراق الذي يعطي كل فئة وشريحة من شرائح الشعب العراقي حقوقها كاملة دون نقيصة من خلال صناديق الاقتراع ". والجدير بالذكر ان السفير البريطاني " سايمون كوليس " تم تعيينه في اكتوبر – تشرين الاول العام الماضي ، سفيرا لبلاده في العراق ، بعد قيام الحكومة السورية بطرده من سوريا واعتباره شخصا غير مرغوب ببقائه في سوريا ، حيث كان يعمل سفيرا هناك ، واتهمته السلطات السورية بقيامه باعمال تتسبب في الضرر وزعزعة الاستقرار في سوريا ، وجاء قبول العراق به سفيرا لبريطانيا ليثير الشكوك بالاسباب التي دفعت وزارة الخارجية العراقية ووزيرها هوشيار زيباري بالقبول بتسميته سفيرا لبريطانيا رغم دوره الخطير الذي كان يمارسه في سوريا لاسقاط نظام الاسد .
واكدت مصادر نيابية لشبكة نهرين نت " ان السفير البريطاني " سايمون كزليس " يمارس دورا خطيرا في العراق لانه يسعى من خلال لقاءاته بالاكراد وبقادة القائمة العراقية، الى التنسيق مع هذه الاطراف لاتخاذ مواقف معادية ضد نظام الرئيس الاسد ، ودفع هذه الاطراف الى المشاركة في مشاريع امنية وسياسية ضد نظام الرئيس الاسد .كما اكدت بان السفير يسعى في لقاءاته مع هذه الاطراف الى التحريض ضد ايران وضد العلاقات العراقية الايرانية ، ودفاعه عن جماعة " خلق " الايرانية المتورطة باعمال ارهابية ضد العراقيين ومشاركتها بقتل العراقيين في عمليات قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991 وتنفيذها اعمال ارهابية في داخل ايران ، ويدفع السفير البريطاني الى اعادة " توطين " عناصر خلق في " معسكر اشرف " في ديالى .
انتهی.
المصدر: نهرین نت