شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

معهد "بروكينغز": لا خيار امام اوباما الا التفاوض مع ايران

كتب معهد "بروكينغز للابحاث" ان الاتفاق مع ايران عبر التفاوض افضل الخيارات المتاحة امام امريكا ، والنتائج التي ستتمخض عن هذه المفاوضات هي جيدة ومرضية الى درجة انها تبرر الجهود المبذولة والوقت الذي يخصص لهذا الموضوع.
رمز الخبر: 3380
10:08 - 26 January 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :

شیعة نیوز: والمقال الذي جاء " بقلم "سوزان مالوني " المستشارة السابقة لوزارة الخارجية الامريكية وخبيرة شؤون الشرق الاوسط في مركز "سابان" التابع لمعهد بروكينغز، اشار الى ان الحروب المكلفة مثل الهجوم على العراق وافغانستان انهكت الشعب الامريكي وجعلته يتنصل منها ليجعل اولويته الراهنة تحسين الظروف الاقتصادية. كما ان ايران ايضا تتعرض لضغوط اقتصادية، ولذلك يتطلع الجانبان الى مفاوضات واتفاق يضمن لهما الحد الادنى من مطالبهما.

وتضيف مالوني قائلة، ان الخيار الدبلوماسية قد يكون شائكا، ولكن خيار الحرب اخطر، هذا فضلفا عن ان النتيجة المحتملة للمفاوضات مرضية الى درجة انها تبرر بذل الوقت والطاقة لمتابعتها.

ويعتبر المقال ان التحدي الاكبر الذي يواجهه الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال ولايته الثانية هو ملف ايران الذي يشكل في الوقت نفسه فرصة تاريخية ومصيرية له؛ فاي مبادرة تساعد على تسوية الملف النووي الايراني سيكون لها تاثير كبير على السياسية الخارجية التي تستهدف تغيير قوانين اللعبة، ما لم يتحقق خلال الاعوام الاربعة الماضية. كما ان الاتفاق مع ايران سيكون اكبر انجاز يحققه الرئيس اوباما، لان من شأن هكذا اتفاق ضمان المصالح الاميركية في منطقة حيوية وحساسة للغاية اي منطقة الشرق الاوسط.

ويقدم المقال بعض المقترحات لتكون انطلاقة لمشروع دبلوماسي جديد منها المتابعة الفورية لموضوع وقف ايران عملية التخصيب بنسبة 20% وتقديم رزمة مقترحات شاملة معدلة تمنح ايران امتيازات اكثر وتقلل من الحظر المفروض عليها من قبل امريكا وحلفائها والتاكيد على وضع جدول زمني محدد للمفاوضات الثنائية او متعددة الاطراف.

وترى مالوني ان التوصل الى اتفاق ملزم سينقذ العالم من التبعات المدمرة لاي هجوم عسكري محتمل على ايران والتبعات المحتملة لحيازتها على السلاح النووي، حسب تعبيرها. كما ان مثل هذا الاتفاق سيمنح اصدقاء وحلفاء امريكا في المنطقة الفرصة لمواجهة التحديات الامنية العصيبة التي يواجهونها داخليا ومنها الضغوط الداخلية التي تمارس من اجل الاصلاح في الانظمة الملكية العربية وعملية التطبيع التي وصلت الى طريق مسدود. ومن شان هذا الخيار وقف النزاع بين الفلسطينيين والكيان الاسرائيلي وضمان امن السوق النفطية وتحسين الوضع الاقتصادي العالمي، اضافة الى انه سيؤدي الى تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي".

ويشير المقال الى ان الظروف ممهدة للتفاوض بين ايران وامريكا اكثر من العقود الثلاثة الماضية ويضيف، ان النقاط التي تم ذكرها آنفا تفرض على جميع الاطراف العودة الى طاولة المفاوضات.

ويرى ان هناك ارضيات خصبة لم تكن متوفرة سابقاخلال السنوات الاربع الماضية للتفاوض مع ايران منها ان طهران تواجه مشاكل اقتصادية هي الاسوأ منذ انتصار الثورة الاسلامية وقد تساعد هذه المشاكل على التقليل من حدة الموقف الايراني بشان الملف النووي. كما انه تبلور نوع من الاتحاد بين الدول الكبرى حول ضرورة التصدي لايران ما انكشف في فرض العقوبات والحظر على هذا البلد.

فحتى الاتحاد الاوروبي الذي كان يعارض لعقود هذه الاجراءات يرغب حاليا بتشديدها، فضلا عن ان موسكو والصين ايضا التحقتا بركب الدول المعارضة للمواقف الايرانية، حسب قوله.

ويشير المعهد الى ان كلمة الفصل في ايران هي لقائد الثورة الاسلامية ويتابع ان هذا الامر قد يمهد الارضية الخصبة للسياسات الايرانية المستقبلية، ويؤكد في الوقت نفسه ان السياسات الامريكية ايضا اختلفت مقارنه بالاعوام الاربعة الماضية، حيث ان خروج امريكا من حرب العراق المكلفة، والسعي للخروج من مستنقع افغانستان يحولان دون تفكير القيادة الامريكية باي مغامرة اخرى في الشرق الاوسط، اذ أن التوجه الامريكي حاليا ينصب على تحسين الوضع الاقتصادي وليس الالتزام بالتعهدات الدولية.

ويعتبر المقال ان احتمال تمخض المفاوضات هذه المرة عن نتائج ايجابية كبيرة جدا، ولكن المخاطر ايضا هي اكبر واكثر جدية من السابق، لان البرنامج النووي الايراني يمضي قدما نحو الامام وان الكثير من المحللين السياسيين يعتقدون بان ايران ستصل الى نقطة اللاعودة خلال العام الجاري ( 2013 )، وهذا الموضوع يفرض التاسيس لدبلوماسية جديدة، وان لم تحقق المفاوضات نتائجها فستكون جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

ويقترح المقال بان يقدم الجانبان تنازلات للتوصل الى اتفاق مرضي منوها الى ان المفاعل البحثي يمكن ان يكون نقطة انطلاق جيدة للمفاوضات، إذ أن هذا الملف كان حاضرا بشكل مستمر في المحادثات الدبلوماسية السابقة، كما ينبغي ايجاد حل سريع لذخائر اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 20 %. ومن شان هذه الخطوة كسب الوقت لاجراء المزيد من المحادثات والتوصل الى رؤى مشتركة، وتسمح لايران بان تحتفظ بقدرات للتخصيب على مستوى ادنى. كما ان على طهران ان تفتح منشاتها امام المفتشين الدوليين، لكي يتم التأكد من شفافية نشاطاتها النووية. وفي المقابل على الجانب الاخر ان يحفز ايران عبر تقديم رزمة مقترحات مقنعة تنص على خفض العقوبات والحظر المفروض عليها بدلا من المحفزات الضئيلة التي تم اقتراحها لحد الان.

ويختم المقال بالتنويه الى قلة انصار الخيارات الاخرى التي تطرح الى جانب خيار المفاوضات، مضيفا ان النتائج المهمة والمرضية التي قد تتمخض عنها المفاوضات، تبرر الوقت والطاقة التي تبذل في هذا المجال.


المصدر: انباء فارس
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: