SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: وقال المحلل الإيراني "أبو الفضل ولايتي" في مقال له: على الرغم من نهج النضال المسلح للقاعدة واعتبارها لأميركا و"إسرائيل" أول عدوّين للمسلمين ومطالبتها بخروج الاولى من بلاد المسلمين وإبادة الثانية، فقد حظي التنظيم لدى تأسيسه بدعم سعودي وباكستاني وأميركي!
وتأييداً لمدّعاه يستشهد "ولايتي" بقول "زيبغنيو برجنسكي" وزير خارجية أميركا السابق: "حسب التاريخ الرسمي فإن دعم الـCIA لـ"المجاهدين!" في أفغانستان بدأ عام 1980 أي بعد اجتياح الاتحاد السوفيتي لها في كانون الأول 1979 في حين أن "كارتر" كان قد أصدر أمره بدعم معارضي النظام الموالي للسوفيت سرياً في تموز 1979". وتصريح "هيلاري كلينتون" أمام الكونغرس الأميركي: "فلنتذكر أننا نحن الذين أنفقنا قبل عشرين عاماً على إيجاد مَن نحاربهم اليوم عندما كنا في مواجهة مع الاتحاد السوفيتي".
وشكك الكاتب بأن اسامة بن لادن وزعماء التنظيم إبان تأسيسه كانوا قد اعتبروا أميركا عدوهم الأول بل لقد أعلنوا أن هدفهم الأساسي هو تشكيل جماعات جهادية في الدول العربية لمحاربة حكوماتها وإقامة حكومات تحكم بـ"الشريعة الإسلامية!". وقال: لقد أكد غزو العراق للكويت وما أعقبه من تدفق القوات الأميركية على المنطقة الموقف المتخاذل للقاعدة حيال الأميركيين.
وإذ تحدث المقال عن بيان القاعدة المهم في شباط 1998 الذي دعى للجهاد ضد اليهود والنصارى (أميركا وحلفائها) لحربهم لله ورسوله والمسلمين ودعمهم لـ"لدولة اليهودية" وحرف الرأي العام العالمي عن احتلال القدس وقتل المسلمين فيها، وكذا إعلان أيمن الظواهري بعد هلاك بن لادن عن أنه لا مفر من مجابهة "الاتحاد اليهودي-الأميركي"، وأن الجهاد ضد المرتدين بقيادة أميركا وعميلتها "إسرائيل" لتحرير أرض الإسلام من براثنهم مستمرّ، يتساءل الكاتب: إذن لماذا هاجم هذا التنظيم الإرهابي الجميع عدا "إسرائيل"؟! لماذا تغيب القاعدة عن ميدان الجهاد ضد الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين والمضطهدين لشعبها على الرغم من كل ما أطلقته من ادعاءات وبيانات؟!
وسخّف "ولايتي" مزاعم الظواهري بأن ما يمنعهم من مهاجمة كيان الاحتلال في الوقت الحاضر هو انشغالهم بالعراق، بالقول: ان التنظيم الذي ينفذ عشرات العمليات في باكستان وشرقي أفريقيا والقادر على ضرب الولايات المتحدة بالصميم في عملية 11 سبتمبر (على فرض صحة الرواية)، كيف لم يتمكن إلى الآن من العمل ضد الكيان الغاصب؟!
ورأى المقال أن السبب الرئيس لذلك يعود لارتباط آل سعود فكرياً بالتنظيم وتقديمهم الدعم المالي والسرّي له مضافاً إلى سياسة الرياض المتحفظة حيال الكيان الصهيوني، وقال: دعم التيارات السلفية للنفوذ في المنطقة يتصدر سياسات الرياض، وإن دعم السعودية للقاعدة والشبكات المرتبطة بها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذا جماعتي التوحيد والنصرة في سوريا هو أكبر دليل على ذلك.
لكن الملفت، حسب "ولايتي"، أنه على الرغم من دعم حكام آل سعود للحركات السلفية المعادية، ظاهرا للغرب فهم داخلياً يمنعونها بشدة من أي نشاط مناوئ للغرب.
وذهب المحلل إلى الاعتقاد بأن استراتيجية آل سعود في إشاعة الوهابية ترمي - مضافاً لطرح أنفسهم قادة للعالم الإسلامي - إلى الوقوف بوجه المد السياسي الديني لإيران كحاملة للواء النهضة الإسلامية العالمية بوجه الاستكبار والاستعمار، وأضاف: لقد لعبت السعودية دوراً حيوياً بتقديمها الدعم المالي والثقافي للتنظيم إلى جانب التفاوض مع الأميركان لمده بالسلاح اللازم.
وحول ازدواجية السياسة الأميركية حيال القاعدة يقول المحلل: تدّعي واشنطن من جانب محاربة القاعدة لكنها، من جانب آخر، لا تضغط على السعودية لإيقاف دعمها للتنظيم لحاجتها الماسة لها كمصدر للبترول.
المصدر: انباء فارس