SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعةنیوز: وهل من الصعب العودة بها مرة أخرى إلى سكة العافية بعد اختطافها على يد فصيل واحد من خلال بث الرعب بين أطياف المجتمع المصري بعد أن وضع الرئيس محمد مرسي بذرة الشقاق في وقت يرى أكثر من مصدر مصري أن الشعب صحيح أنه صعب المنال ويستحيل تحويل دفته نحو فكر بعينه وجعله لعبة في يد تيار بعينه إلا أن إهدار دماء مصرية جديدة بصرف النظر عن انتماءاتها أدخلت مصر مرحلة التشكيك وهي في المحصلة أصعب من الحروب لأنها تقتل الانتماء داخل وطن، إذ كان من المفترض أن يكون مرسي قادراً على احتواء جميع الأطياف وليس توجيه التهم إليهم بالتشكيك في وطنيتهم وحبهم لمصر وآخر مسخرة من إجراءاته بيان يؤكد أن أي مصري يقبض عليه الجيش خلال الاستفتاء على الدستور سيعرض على القضاء المدني وذلك بعد منح الجيش سلطة الضبطية القضائية أثناء فترة الاستفتاء ما فتح الأبواب أمام تكهنات بإدراج كل معارض تحت سياط القبض في حال استمر في تظاهره ضد الدستور أو حتى الاستفتاء.. وهذا لقي ترجمته الفعلية في مقتل أحد المعتصمين في ميدان التحرير وجرح 9 آخرين أغلبية إصاباتهم كانت في الوجه والصدر وجرى الاعتداء بعد قيام أحد المنتمين لجماعة «الإخوان» بمعاينة الميدان بوقت قصير.. وقبل توافد الآلاف من كل الاتجاهات في القاهرة باتجاه ميدان التحرير استجابة للدعوة التي أطلقتها جبهة الإنقاذ الوطني وأحزاب وقوى سياسية احتجاجاً على الاستفتاء على مسودة الدستور المقرر إجراؤه السبت المقبل.. وتمكن المئات من المتظاهرين من اختراق حاجز حديدي شيّدته قوات الأمن بالقرب من قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة.. في وقت أعلن فيه رئيس نادي قضاة مصر أحمد الزند أن أكثر من 90 بالمئة من الأعضاء رفضوا الإشراف على الاستفتاء.
ولفتت بعض وسائل الإعلام المصرية إلى أن المهاجمين المعتدين على معتصمي ميدان التحرير انطلقوا من ميدان سيمون بوليفار وميدان عبد المنعم رياض ومن خلف مسجد عمرو مكرم ومن جسر قصر النيل.
وتحسباً لأي هجوم من جماعة الإخوان ضدهم أغلق المعتصمون في ميدان التحرير مداخل الميدان واضعين الهجوم الذي تعرضوا له في إطار محاولات إفشال المليونية الرافضة للاستفتاء على الدستور.
في هذه الأثناء اعتبر القيادي المنشق عن الإخوان ثروت الخرباوي أن مرسي لا يتخذ قراراته وحده وإنما له مستشارون وهو ملزم بالطاعة الكاملة لمرشد الجماعة محمد بديع.
ويضيف القيادي المنشق في حديث لموقع «شبيغل أونلاين» الألماني أن الهدف النهائي لجماعة «الإخوان المسلمين» هو تأسيس دولة دينية تقوم على الشريعة الإسلامية.
ويذهب الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية في الاتجاه نفسه ويرى أن الدفع قُدماً بعملية الاستفتاء رغم معارضة قطاعات واسعة من الشعب المصري هدفه تثبيت مكاسب للتيار الإسلامي تغير من هوية مصر وملامحها ولو كان ثمن تحقيق ذلك إحداث شرخ واستقطاب في الشارع المصري وكل هذا خلق أجواء من عدم الثقة بين الفاعلين السياسيين وباتت المعارضة غير الإسلامية ترى في مسودة الدستور محاولة لأسلمة المنظومة القانونية المصرية والتضييق على الحريات وخصوصاً حرية التعبير والمعتقد.
وأضاف اللباد في حوار له مع قناة «دوتشيه فيليه» الألمانية: إن مسودة الدستور تؤسس فعلاً لدولة دينية في مصر، وأوضح المادة الثانية والتي تقول: إن مبادئ الشريعة الإسلامية هي الأساس ليست هي المشكل باعتبار أنها تلقى ترحيباً من قطاعات كبيرة في المجتمع المصري ولكن المشكل هو في المادة 219 التي تفسر المادة الثانية والتي تشدد على المنابع الأصلية للشريعة والاجتهادات والأصول الفقهية وهو ما يفتح الباب أمام تأويلات متشددة لمفهوم الشريعة لأن الشريعة شيء وفهمها شيء آخر.
وهناك أيضاً المادة الرابعة التي تعطي دوراً متزايداً لعلماء الدين ومؤسسة الأزهر وهي مؤسسات غير منتخبة في مناقشة القوانين.
ويوضح الدكتور اللباد أن جماعة الإخوان تنظيم كبير يمتد في معظم الدول العربية والإسلامية مع استثناءات قليلة ويرى أن هناك حالياً كتلة قطبية تسيطر على سياسات الجماعة أفلحت منذ منتصف الثمانينيات بإقصاء المنافسين الإصلاحيين ومن أبرز أسماء هذه الكتلة القطبية محمد مرسي، خيرت الشاطر، المرشد محمد بديع، محمود غزلان، ومحمود عزت وبالتالي فإن الكتلة القطبية هذه تسيطر بالفعل على الجماعة في سياستها الداخلية والخارجية.
وفي سياق متصل نقلت «رويترز» عن الدكتور نبيل عبد الفتاح خبير العلوم السياسية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قوله هناك غموض كبير مرتبط بكيفية اتخاذ القرار في الرئاسة، هناك طرف ما يتخذ القرار، والرد الأكثر ترجيحاً هو أنه جماعة «الإخوان المسلمين».
المصدر: تشرین