السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نصوص كثيرة تدلّ على مشروعية تحمّل الأذى حزناً على أولياء الله وأصفيائه، نذكر منها ما يلي:
1-
إنّ النبيّ يعقوب(عليه السلام)، بكى على ولده النبيّ يوسف(عليه السلام) -
على الرغم من علمه أنّه على قيد الحياة - حتـّى ابيضّت عيناه من الحزن، وقد
قال له أبناؤه أيضاً: (( قَالُوا تَالله تَفتَأُ تَذكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ )) (يوسف:85).
2- لقد بكى الإمام السجّاد(عليه السلام) على أبيه، حتـّى خيف على عينيه(1), بل خيف عليه أن يكون من الهالكين أيضاً(2).
3-
كما أنّ الإمام السجّاد(عليه السلام) حين رأى الشهداء صرعى، كادت نفسه
الشريفة تخرج، فقالت له عمّته السيّدة زينب(عليها السلام): (ما لي أراك
تجود بنفسك...)(3).
4- وفي زيارة الناحية المقدّسة:
(ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً، حسرة عليك، وتأسّفاً على ما دهاك
وتلهّفاً، حتـّى أموت بلوعة المصاب، وغصّة الاكتئاب)(4).
5- وعن الإمام الرضا(عليه السلام): (إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا)(5).
6- روي أنّ الإمام السجّاد(عليه السلام)، كان يبكي عند شرب الماء، حتـّى يجري الدمع في الإناء(6).
7- يذكرون أنّ السيّدة زينب(عليها السلام) قد ضربت جبينها بمقدّم المحمل، حتـّى سال الدم من تحت قناعها(7).
8-
حين عاد السبايا إلى المدينة، ((فما بقيت في المدينة مخّدرة ولا محجّبة
إلاّ برزن من خدورهنّ مكشوفة شعورهنّ، مخمشة وجوههنّ، ضاربات خدودهنّ))(8).
وهكذا
جرى في الكوفة أيضاً، حين وصل السبايا إليها؛ إذ خطب حينئذ الإمام
السجّاد(عليه السلام)، وأُمّ كلثوم، وفاطمة بنت الحسين(عليه السلام)(9).
9-
روي عن الإمام الصادق(عليه السلام): أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله
وسلّم) لم يعترض على نساء الأنصار في ما فعلن في أنفسهنّ بعد قضية أُحد؛
حيث إنّهنّ قد خدشن الوجوه، ونشرن الشعور، وجززن النواصي، وخرقن الجيوب،
وحرمن البطون على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم), فلمّا رأينه قال لهنّ
خيراً، وأمرهنّ أن يستترن، ويدخلن منازلهنّ(10).
ودمتم في رعاية الله