بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على محمد الأمين وآله الطاهرين
أما بعد: ما هو تفسير قوله تعالى : (( فاسأَلوا أَهلَ الذّكر إن كنتم لا تَعلَمونَ )) ومن هم أهل الذكر في هذه الآية فإن كانوا آل البيت فكيف يمكننا التواصل معهم وسؤالهم
مع الشكر الجزيل لكم
وفي (تفسير العياشي) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له أن من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى (( فاسأَلوا أَهلَ الذّكر إن كنتم لا تَعلَمونَ )) أنهم اليهود والنصارى، فقال إذاً يدعونكم إلى دينهم، قال ثم قال بيده إلى صدره ، (نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون)، قال:قال أبو جعفر (عليه السلام): الذكر القرآن.
نقول وروى نظير هذا البيان عن الرضا (عليه السلام)، في مجلس المأمون، ثم قال، وأما إذا أخذ قوله (( فاسأَلوا أَهلَ الذّكر إن كنتم لا تَعلَمونَ )) في نفسه مع قطع النظر عن المورد ومن شأن القرآن ذلك ومن المعلوم أن المورد لا يخصص بنفسه كان القول عاماً من حيث السائل والمسؤول. والمسؤول عنه ظاهراً فالسائل, كل من يمكن أن يجهل شيئاً من المعارف الحقيقة، والمسائل من المكلفين, والمسؤول عنه جميع المعارف والمسائل التي يمكن أن يجهلها جاهل، وأما المسؤول فأنه وإن كان بحسب المفهوم عام فهو بحسب المصداق خاص وهم أهل بيت النبي عليه وعليهم السلام. وذلك أن المراد بالذكر أن كان هو النبي (صلى الله عليه وآله)، كما في آية الطلاق فهم أهل الذكر وأن كان هو القرآن، كما في آية الزخرف، فهو ذكر للنبي (صلى الله عليه وآله) ولقومه وهم قومه أو المتيقن من قومه فهم أهله وخاصته وهم المسؤولون، وقد قارنهم (صلى الله عليه وآله) بالقرآن وأمر الناس بالتمسك بهما في حديث الثقلين المتواتر، قائلاً: إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
أما كيفية الأخذ من أهل البيت (عليهم السلام)، فإنه في عصر ظهورهم كان بالرجوع إليهم مباشرة، وأما في عصر غيبتهم، فيكون بالرجوع إلى أقوالهم وتعاليمهم، وأن التبس علينا حال كلامهم فبالرجوع إلى الفقهاء الذين يفقهون كلامهم، يبينون لنا مرادهم ويحلون لنا عقد مساءلنا.
ودمتم سالمين