السؤال
في
شأن من نزلت آية المباهلة؟ ومن خرج مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) للمباهلة؟ وهل صحيح أنّ بعض الصحابة خرجوا معه(صلى الله عليه وآله)؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الآية المباركة
((
فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا
نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا
وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ
)) (آل عمران:61) نزلت في شأن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)
ومن خرج معه، وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فقط دون
غيرهم، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل
السنّة: كــ(مسند أحمد بن حنبل)
(1)، و(صحيح مسلم)
(2)، و(سنن الترمذي)
(3)، و(المستدرك على الصحيحين للحاكم)
(4)، و(السنن الكبرى للبيهقي)
(5)، و(خصائص أمير المؤمنين للنسائي)
(6)، و(أحكام القرآن للجصاص)
(7)، و(تفسير القرآن لابن كثير)
(8)، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.
نعم، هناك رواية بلا سند في (السيرة الحلبية)(9)، تضيف عائشة وحفصة، ورواية ضعيفة رواها ابن شبه فيها إضافة: وناس من أصحابه(10).
كما توجد رواية تقول: فجاء بأبي بكر وولده، وبعمر وولده، وبعثمان وولده، وبعليّ وولده(11).
لكن هذه الروايات في الحقيقة غير قابلة للحجيّة لأُمور منها:
1- انّها روايات آحاد.
2- انّها روايات متضاربة فيما بينها.
3- انّها روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتّفق عليها.
4- انّها روايات تعارضها روايات الصحاح.
5- انّها روايات ليس لها أسانيد، أو أنّ أسانيدها ضعيفة.
إذاً،
تبقى القضية على ما في الصحاح والمسانيد وكتب التفسير والتاريخ، من أنّ
الذين خرجوا معه(صلى الله عليه وآله وسلّم) هم: عليّ وفاطمة والحسنان(عليهم
السلام).
والحمد لله رب العالمين
(1) مسند أحمد بن حنبل 1: 185 مسند سعد بن أبي وقاص.
(2) صحيح مسلم 7: 120 كتاب (فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ(ع)).
(3) سنن الترمذي 4: 293 الحديث (4085).
(4) المستدرك على الصحيحين 3: 150.
(5) السنن الكبرى 7: 63 باب (إليه ينسب أولاد بناته).
(6) خصائص أمير المؤمنين(ع): 48 منزلة عليّ كرم الله وجهه من الله.
(7) أحكام القرآن 2: 18 قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ... )).
(8) تفسير ابن كثير 1: 408 سورة آل عمران: 61.
(9) السيرة الحلبية 3: 236 باب يذكر فيه ما يتعلق بالوفود.
(10) تاريخ المدينة 2: 581 وفد نجران.
(11) أنظر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 39: 177.