باتت طرابلس تشكل مأوى أساسي للارهاب الاصولي الذي يستهدف لبنان. ينطلق هؤلاء الارهابيون من سوريا نحو طرابلس التي يسعون لتشكيل إمارة إسلامية فيها لتكون القاعدة الاساسية لهم للانطلاق بالاعمال المسلحة نحو الداخل اللبناني.
وقد أوردت صحيفة "السياسة” الكويتية معلومات متقاطعة استناداً إلى مصادر محلية وأخرى أمنية مفادها أن "ما بين 100 و150 عنصراً مسلحاً من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) ينشطون في مدينة طرابلس شمال لبنان وأنهم يحضرون لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات انتحارية وبسيارات مفخخة”.
ووفق المصادر المطلعة، فإن "هؤلاء العناصر لبنانيون وسوريون وليس من بينهم جنسيات عربية أخرى قسم منهم كان يقاتل في سوريا والقسم الآخر من السلفيين الجهاديين وينشطون في مدينة طرابلس وتحديداً في الأسواق الداخلية من محلة باب الرمل والمنطقة المحيطة بمقهى موسى الشعبي الشهير وصولاً إلى بركة الملاحة وهي بركة موجودة في داخل الأسواق القديمة”.
وأكدت المصادر المحلية والأمنية استناداً إلى معطيات موثوقة أن "عناصر "داعش” ينقسمون إلى ثلاث مجموعات يتزعم إحداها سلفي معروف في المنطقة هو عبد الله الجغبير فيما لم يعرف من يتزعم المجموعتين الأخريين”، مشيرة إلى أنهم "يعملون بسرية تامة ولا يظهرون كثيراً ولا يعقدون اجتماعات في أماكن معروفة خشية رصدهم”.
لكن المصادر كشفت عن أن "أحد أبرز الأماكن التي يترددون إليها هو مصلى في داخل السوق العريض أو ما يعرف بسوق البازركان”، مشيرة إلى أنهم "غالباً ما يلتقون هناك بعد أداء الصلوات وبشكل خاص بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع”.
وأكدت "وجود مخاوف جدية لدى الأجهزة الأمنية والحركات الإسلامية في طرابلس من لجوء عناصر "داعش” إلى تنفيذ تفجيرات ضد الجيش أو الإسلاميين أو مراكز حساسة ومواقع حزبية.
وفضلاً عن التخطيط لتفجيرات ضد مواقع حساسة واعتداءات على الجيش، كشفت المصادر عن أن "الشخصيات الدينية المعتدلة في طرابلس على رأس قائمة الاغتيالات لدى عناصر "داعش” في مقدمها رئيس "هيئة العلماء المسلمين” الشيخ سالم الرافعي الذي يتمتع بشعبية واسعة في المدينة ويمتلك نفوذاً كبيراً لدى مختلف الجماعات الإسلامية إضافة إلى رجال دين آخرين”.
وإذ رجحت "لجوء تنظيم "داعش” إلى تصفية معارضيه في طرابلس على غرار ما فعل في المناطق السورية المحررة في الشمال وخاصة في أرياف ادلب وحلب ومدينة الرقة لفتت المصادر إلى أن أخطر ما في الأمر هو عدم اتضاح صورة نشاط عناصر التنظيم في ظل تحركاتهم السرية وعدم وجود أي اتصالات بينهم وبين مجموعات أخرى في طرابلس علماً أن المدينة تضم إسلاميين من مختلف المشارب إلا أنهم بغالبيتهم الساحقة يعتبرون "داعش” خطراً داهماً على المدينة”.
النهاية
