شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

هل ستتحوّل «داعـش» إلى «داعشـل»؟!

بعد خروج المدعو “أبو سيّاف الإنصاري” على الشاشة بتصريح يُبايع فيه تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، بدأ يتردّد لدى المتابع أو المختص بهذه التنظيمات الخطوة القادمة الناتجة عن هذه المبايعة التي تعتبر حجراً أساسياً في إستمالة القاعدة وتنظيمها “الداعشي” نحو لبنان.
رمز الخبر: 9858
12:05 - 30 January 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

بعد خروج المدعو "أبو سيّاف الإنصاري” على الشاشة بتصريح يُبايع فيه تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، بدأ يتردّد لدى المتابع أو المختص بهذه التنظيمات الخطوة القادمة الناتجة عن هذه المبايعة التي تعتبر حجراً أساسياً في إستمالة القاعدة وتنظيمها "الداعشي” نحو لبنان.

لعبة تلعبها "القاعدة” دائماً، التي تبني وتستند في مفاهيمها وسياق عملها بحال أرادت التدخل في نطاق جغرافي على مناشدات ومبايعات شيوخ، أشخاص، مجتمعات، أو جماعات، لها للقدوم، وتبني بذلك تحويل منطقة من أرض نصرة إلى أرض جهاد على هذه الفرضيات التي تعمل عليها مسبقاً. الإعداد لتحويل هذه أي منطقة إلى أرض جهاد، يُعمل عليها لسنوات سابقة قبل الوصول إلى هذه الخلاصة. كما هو معلوم، تقوم "القاعدة” بتأسيس جمعيات صغيرة ذات نمط سلفي – وهابي مُحدّد ركيزته دُعات ينشطون في المجال الإنساني – الدعوي ويتخذون من مناطق بسيطة ارضية أساسية لهم، ويستغلون بذلك مساجد أو دور عبادة لنشر أفكارهم عبر دروس دينية. هذا الأسلوب الذي أتبع في أفغانستان ومناطق القوقاز وباكستان واليمن ولاحقاً العراق، سوريا، ولبنان، بل أبعد من ذلك هو النواة الأساسية لبدء ظهور تنظيمات القاعدة على المدى البعيد في أي منطقة.

القاعدة تغزو بحرب ناعمة:

يقول متابعون مختصون برصد نشاطات هذه المنظمات، انّ الأمر يبدأ أولاً بنشر الدروس والقيم الدينية ذات الخلفية السلفية الجهادية الوهابية في مجتمع مُحدّد، على طريقة الحرب الناعمة وتغيير المفاهيم السابقة وإستبدالها بأخرى حديثة وفق منهج محدد على مبدأ غسل الأدمغة، وبعد التمكّن من عقدنة هذه الجموع حسب توجهات التنظيم، وتكوين البيئة الحاضنة، يتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي إعداد المنظمات الجهادية، حيث يتم إرسال شبان للتدرّب على مهارات قتالية في معسكرات تابعة للتنظيم، وبعد ذلك يعود هؤلاء إلى بلادهم للمشاركة بفعالية في خلايا عسكرية سرّية تنشط في الخفاء، تكون هذه الخلايا حجر الزاوية لاعداد وتأسيس جماعات جهادية كـ "داعش”، "جبهة النصرة”، "كتائب عبدالله عزام”، أكناف بيت المقدس”، "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، جماعة "بوكو حرام”، و "الشباب المجاهدين” الصومالية.

تنظيم "داعش” الإنصاري، أو النسخة اللبنانية من "داعش” يأتي بهذا السياق، خصوصاً بعد خضوع مناطق الشمال اللبناني تحديداً لقصف وهابي – سلفي – ديني على مدى أعوام، بدأ منذ عام 1997، وكان ظهوره الأول في رأس السنة عام 1999 – 2000 أثناء معارك الضنية ضد الجيش اللبناني، وإمتدد حتى معارك "نهر البارد” عام 2007 وصولاً إلى معارك "جبل محسن” ومشاركة هؤلاء في سوريا. تقول هذه المصادر المتابعة انّ نسخة "داعش -الإنصاري” ليس مصادفة غريبة، بل هي نتاج عمل شاق بدأ في لبنان منذ أعوام طويلة، واليوم حان وقت الحصاد عبر إستقدام تنظيم "القاعدة” بشكل علني عبر هيكليته المعروفة إلى لبنان، وعبر مبايعات على شكل مبايعة "الإنصاري” وربما غيره قريباً، فيدخل التنظيم وفي جيبه جماعات وخلايا منتشرة يعمد إلى توحيدها تحت رايته عبر "المبايعات” أيضاً، ويكون قوتها يوم قطاف ثمار عمله لاعوام، ويكون قد أسّس بُنية تنظيمية له في الخفاء، تصبح بعد مدّة قوة عسكرية.

هل ستتحوّل «داعـش» إلى «داعشـل»؟!

سؤال طرحناه على خبير معني برصد نشاطات التنظيمات الجهادية، بداية سرد الخبير طريقة تفكير تنظيم "داعش” جغرافياً، والذي يعتبر الذراع الأقوى في "القاعدة”، وخلص إلى انّ "داعش” أو تنظيم "قاعدة الجهاد” عموماً، ينظر إلى منطقة بلاد الشام والعراق على أنها بنية واحدة، وهو يستند بذلك للدولة الإسلامية الأولى التي إعتبرت هذه المنطقة الجغرافية دولة مكتملة فيما ما بينها.

ويقول إلى انّ دخول "القاعدة” إلى العراق وتغيير أسمها من "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” إلى "الدولة الإسلامية في العراق”، كان الهدف الأساسي منه العمل على إعادة بناء الدولة الإسلامية السابقة والتمدّد نحو مناطقها الاساسية في بلاد الشام، أي لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، وإعتبر انّ سوريا أساسية في هذه الخطة نظراً لموقعها الجغرافي، وإتخذ التنظيم من العراق ظهر إستراتيجي لجناحه في سوريا، وبنى على ذلك أفكاره بالتمدد أكثر.

ويضيف انّ "داعش” تعتبر لبنان جزء من الشام، لانه لم يكون في زمن الدولة الإسلامية السابقة شيء أسمه لبنان علمياً، كما أنّ إنشأ لبنان حديث أي انّ لبنان ككيان مستقل قد اسّس في إتفاقية سايكس – بيكو وقبلها لم يكن موجوداً ابداً إلا في منطقة صغيرة يطلق عليها "جبل لبنان” كان تعتبر "سوريا الداخلية”، وعليه، فإن "داعش” تنظر إلى لبنان على أنه جزء من الشام، وذلك فلن يتحوّل أسمها إلى "داعشل” أو "الدولة الاسلامية في العراق والشام ولبنان” للسبب الوارد إنافاً، وإن دخلت لبنان، فستعمل تحت أسمها الأساسي "داعش” وربما تضع لتمييز نشاطها فيه، "داعش” ولاية لبنان.

وعن نشاطها، قال حالياً لا شيء ملموس. الواضع انّ "داعش” اللبنانية تبني نشاطها على إستقدام المجموعات من الداخل السوري، وإبقاء خلاياها في لبنان نائمة حالياً، أي دون الإعلان عنها، مع العلم انّ هذه الخلايا ناشطة، خصوصاً في مناطق عكّار وطرابلس عبر إرسال المقاتلين من لبنان إلى داخل سوريا، بل انّ "داعش” تنسّق جهودها مع فروع القاعدة الاخرى الناشطة في لبنان كـ "كتائب عبدالله عزاّم” المكوّنة من عناصر سابقة في "عصبة الأنصار”، "جند الشام”، و "فتح الإسلام”، ومع "جبهة النصرة في لبنان” التي ظهرت مؤخراً وتتخذ من عرسال قاعدتها.

النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: