على مايبدو أن الأزمة السورية فتحت شهية بعض الشيوخ الذين لم يسمع بهم أحد سابقاً، لاستصدار فتاوى يسمّونها "شرعية" وتدور كلّها في فلك الأحداث التي تجري في سوريا كنوعٍ من الاستغلال بغرض الشهرة أو بغرض قنص الفرص لاستدراج ماتبقى من وعي عند الشباب إلى التطرّف ومن ثمّ إلى الإرهاب.
ياسر عجلوني وهو شيخ سلفي أردني الجنسية، وبعد أن تراء له أن ملك الأردن سيفتح القدس وزوجته رانيا ستلد "المهدي المنتظر" الذي سيفتح "قارة آسيا"، خرج اليوم ليُفتي بالنيابة عن "علماء الشام وسوريا"، "بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كسوتها وسترتها وإيوائها، أن يدخلها في عقد "ملك اليمين" كي تصير ملكاً ليمينه.
وبرر هذا الشيخ "فتواه" بأن المهجرات السوريات لايجدن من يغطي نفقاتهن أو حفظهن وحفظ أمنهن، لذا يستطعن طلب الدخول في عقد زواج "ملك اليمين" بحيث يصير الرجل سيدها وهي ملك يمينه، وتطبق بحقها أحكام "ملك اليمين" التي أكدها الله تعالى في قوله: إلا على أزواجهن أو ما ملكت أيمانهن فإنهم غير ملومين.
وأشار العجلوني في فيديو بثّه وهو يتلي "فتواه" إلى أن "ملك اليمين" يجب أن تستوفي الشرط وهو "قلة الرجال وكثرة النساء" "للإمام النووي"، حيث تكثر حسب قوله إلى الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان، مضيفاً "أننا وصلنا إلى آخر الزمان".
وأضاف، لايحتاج هذا العقد إلا أن تستدرء المرأة بحيضها، وأن يسجل عقدها عند المشايخ أو في المحاكم المدنية أو الشرعية أو يعلن عبر وسائل الاتصال المعروفة، بعد أن تقول له "ملكتك نفسك بعقد اليمين"، لتصير بعدها مولاته ويصير هو سيدها .. وتصير أمتاً له وجاريته وخادمته عليه حفظها وكسوتها ونفقتها في حياضها أو من ولد أو من أخ، ويكون هذا العقد "مقابل أجر معلوم يدفعه الرجل المسلم المقتدرمباشرةً لها أو يضعه في حساب بنكي بحيث يكون مبلغ مؤمّن لها .. سوى نفقتها وكسوتها وبيتها وماتحتاج إليه".
وختم الشيخ السلفي "فتواه بالقول: أن هذه فتوى نيابة عن أهل الشام، وسندعو علماء الشام للأخذ بها لأنها الوسيلة الوحيدة والشرعية التي تضمن للمرأة السورية المهجرة "الوحيدة" أن لاتستغل جنسياً أو تهان أو يتمتع بها بطريقة غير شرعية.
يُشار إلى أن العجلوني ليس الشيخ الوحيد الذي تلفّظ بفتاوٍ تخالف شرع الله، فقد سبقه شيوخٌ سعوديّون منهم محمد العريفي الذي أفتى بجهاد النكاح، والذي ناصره على هذه الفتوى الكثير من الشيوخ السلفيين، بحجّة الوقوف إلى جانب اللاجئات السوريات، والتي أثارت جدلاً واسعاً في المدارس والمعاهد الشرعية ودور الدين العربية.
النهاية