SHIA-NEWS.COM شیعه نیوز:
واما عقيدتهم في الولاء والبراء فسطحية وحاسمة وهي سبب ابتلائنا بجرائمهم وعنوانها: "على المسلم ان يوالي حكم الله والشريعة وان يتبرأ من كل شريعة او قانون غيرها، فمن عمل بذلك كان مسلما ومن لم يعمل بذلك كان كافرا”
بناء على ما سبق، اي ناشط في التنظيمات التكفيرية يلتزم بما سبق من مبدأ سطحي يمكنه تفسير عمليات القتل التي يقوم بها باعتبارها امرا اسلاميا مباحا لان المقتولين برأيه كفرة لم يعملوا من اجل حكم الشريعة وبالتالي هم كفار.
يشمل هذا الأمر الشيعة والسنة برأي التكفيريين ولكن لماذا يكفر الوهابيون الشيعة منذ أمد طويل؟
هذه محاولة لتبيان الأساس الفكري للتكفير وبعض الرودود عليه. فمن المعروف ان الشرك بالله في مسلكية محمد بن عبد الوهاب يستند فيها الى كتابات تكفيرية سبقته بقرون ومنها كتابات بن تيمية واخرين عاصروه، وقد كان للممارسات التي تتمثل في زيارة القبور على سبيل المثال دور كبير في قيام المجازر التي افتعلها الوهابيون وال سعود في نجد وفي الحجاز وفي العراق وفي بلاد الشام ايام الدولة السعودية الاولى ثم الثانية، وصولا الى تاريخنا الحاضر.
فماذا يقول التكفيريون عمن يزور القبور وماذا يقول علماء الشيعة عن هذا الموضوع؟.
فيما يلي طرح وآخر مضاد له لعلها تكون مساهمة لتنوير التكفيريين ولنقل الحوار الدموي من قناة القتل والذبح الى قناة المحاربة الشواهد الفكرية.
أمر صعب الخوض فيه في ظل السعار الطائفي ولكنه يبقى محاولة لمنع السكاكين من قطع رؤس ضحاياهم.
كيف يرد الشيعة على تكفيرهم؟
يقول أحد علماء الشيعة التبريزي ما يلي حول تكفير الوهابية للشيعة وأسبابه :
زيارة قبور الأنبياء والأئمة والأولياء يشكل دليل إدانة على الشيعة في اعتقاد الوهابيين بأنهم يعتقدون بجواز زيارة قبور الأنبياء والأئمة والأولياء ، ويشيدونها ويتبركون بها ، ويصلون ويدعون عندها ، مع أنه ورد النهي عن اتخاذ القبور مساجد وعن بناء المساجد على القبور .
ويجيب التبريزي على ذلك الاتهام بما يلي :
لم يرد النهي عن الزيارة في أثر من الآثار ، وإنما نهى عنه الوهابيون ، وقد ورد للجواب عنه في كتاب ( الجامع لبراهين أصول الاعتقادات ) ، ننقله هنا بعينه ، فقد قال أبو طالب التبريزي في ص 413 – 416 : منع الوهابية من شد الرحال إلى زيارة النبي صلى الله عليه وآله فضلا عن غيره ، ونقل القسطلاني في ( شرح صحيح البخاري ) وابن حجر الهيثمي في ( الجوهر المنظم ) عن ابن تيمية قدوة الوهابيين تحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شد الرحال وبدونه ! وعن الملا على القاري في المجلد الثاني من شرح الشفا إنه قال ( قد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أفرط غيره حيث قال كون الزيارة قربة معلوم من الدين ، وجاحده محكوم عليه بالكفر ، ولعل الثاني أقرب إلى الصواب ، لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب ، يكون كفرا لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب ) انتهى .
إثبات مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدل على مشروعية زيارته صلى الله عليه وآله وسلم وفضيلتها ، كما في ( كشف الارتياب ) 362 – 372 ، الأدلة الأربعة :
الدليل الأول : كتاب الله العزيز : قال تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ، لوجدوا الله توابا رحيما ) سورة النساء ، آية 64 .
قال السمهودي في ( وفاء الوفاء ) مجلد 2 ص 411 ( العلماء فهموا من هذه الآية العموم لحالتي الموت والحياة واستحبوا لمن أتى القبر أن يتلوها ) . والسبب ؟
لو أن الآية تختص بالنبي حيا فقط لكان العدل غائبا عن فرصة المسلمين المتآخرين لإستغفار الرسول لهم ، لأن الأولين حظوا بفرصة لم تتح للمتأخرين . أما وأن الله عادل وهو وعد رسول الله بالخلود في الجنة وهو سيد المرسلين فهو من جنته يتسغفر للمؤمنين الذين يسألونه أن يستغفر لهم لو كان في عليائه وفي جنة النعيم . أما الناكرين لوجود الرسول في موضع السمع والفهم بسبب أن في القبر ، فهذا والله لجحود وقلة إحترام لسيد المرسلين ولرب العالمين .
الدليل الثاني : السنة الشريفة والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، نقلها السمهودي في وفاء الوفاء مجلد 4 ص 394 – 403 ، ونقلها غيره ، ونحن ننقلها منه ، وربما نترك بعض أسانيدها ، وقد تكلم هو على أسانيدها بما فيه كفاية .
1 – الدار قطني في السنن وغيرها ، والبيهقي ، وغيرهما بالأسانيد من طريق موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع عن ابن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) .
2 – البزار من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن عبد الرحمن بن زيد ، عن أبيه، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري حلت له شفاعتي) .
3 – الطبراني في الكبير والأوسط ، والدار قطني في أماليه ، وأبو بكر بن المقري في معجمه من رواية مسلمة بن سالم الجهني ،
عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن سالم ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة ) .
قال : والذي في معجم ابن المقري ( من جاءني زائرا كان حقا على الله عز وجل أن أكون له شفيعا يوم القيامة ) .
قال : ( وأورد الحافظ ابن السكن هذا الحديث في باب ثواب من زار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتابه السنن الصحاح المأثورة ، ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث مما أجمع على صحته ) انتهى . وهو بإطلاقه شامل للزيارة في الحياة وبعد الموت .
4 – الدار قطني والطبراني في الكبير والأوسط ، وغيرهما ، من طريق حفص بن داود القاري ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ) قال :
( ورواه ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن بسنده وزاد وصحبتي ) .
ورواه ابن عدي في كامله بسنده بهذه الزيادة ، ورواه أبو يعلى بسنده بدون الزيادة ، وفي بعض الروايات ( من حج فزارني في حياتي )
ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث ، عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي ) .
أقول: ورواه بلفظه الأول السيوطي في الجامع الصغير عن أحمد في مسنده ، وأبي داود والترمذي والنسائي ، عن الحارث.
5 – ابن عدي في الكامل من طريق محمد بن محمد بن النعمان ، عن جده ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني ) . قال السبكي ( وذكر ابن الجوزي له في الموضوعات طرفا منه . )
6 – الدار قطني في السنن من طريق موسى بن هارون ، عن محمد بن الحسن الجيلي ، عن عبد الرحمن بن المبارك عن عون بن موسى ، عن أيوب عن نافع ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني في المدينة كنت له شهيدا وشفيعا ) .
7 – أبو داود الطيالسي عن سوار بن ميمون أبي الجراح العبدي ، عن رجل من آل عمر ، عن عمر قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يقول من زار قبري ، أو قال من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا ) الحديث .
8 – أبو جعفر العقيلي من رواية سوار بن ميمون ، عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة ) الحديث .
9 – الدار قطني وغيره ، من طريق هارون بن قزعة ، عن رجل من آل حاطب ، عن حاطب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ) الحديث .
10 – أبو الفتح الأزدي من طريق عمار بن محمد ، عن خاله سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج حجة الإسلام وزار قبري ، وغزا غزوة وصلى في بيت المقدس ، لم يسأله الله عز وجل فيما افترض عليه ) .
11 – أبو الفتوح بسنده من طريق خالد بن يزيد ، عن عبد الله بن عمر العمري ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي ، ومن زارني كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ) .
12 – ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي فديك ، عن سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من زارني بالمدينة كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة ، وفي رواية كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة )
ورواه البيهقي بهذا الطريق ، ولفظه ( من زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة ) .
13 – ابن النجار في أخبار المدينة بسنده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني ميتا فكأنما زارني حيا ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ).
14 – أبو جعفر العقيلي بسنده عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيدا أو قال شفيعا ) .
15 – بعض الحفاظ في زمن ابن مندة بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان ) قال : والحديث في مسند الفردوس .
16 – يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني ، في أخبار المدينة ، بسنده عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من زار قبري بعد موتي ، فكأنما زارني في حياتي ، ومن لم يزرني فقد جفاني ) .
وروى ابن عساكر بسنده عن علي ( من زار قبر رسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) .
17 – يحيى أيضا بسنده عن رجل ، عن بكر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة ) الحديث .
انتهت الأحاديث التي أوردها السمهودي وهي مع كثرتها يعضد بعضها بعضا، وتعضدها الأحاديث الآتية في تضاعيف ما يأتي ، مع أنه لا حاجة لنا إلى الاستدلال بها ، للسيرة القطعية وعمل المسلمين البالغ حد الضرورة .
الدليل الثالث : الاجماع ، فقد أجمع المسلمون خلفا عن سلف من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة إلى يومنا هذا قولا وعملا على زيارة قبره صلى الله عليه وآله ولم يشذ عنهم أحد إلا الوهابيون .
بل إن استحباب زيارة قبور الأنبياء والصالحين ، بل وسائر المؤمنين ومشروعيتها ملحق بالضروريات عند المسلمين ، فضلا عن الاجماع ، وسيرتهم مستمرة عليها من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم ، وجميع المسلمين في كل عصر وفي كل صقع ، عالمهم وجاهلهم ، صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم . فلا يكون إنكار ذلك إلا مصادمة للبديهة وإنكارا للضروري .
قال السمهودي في ( وفاء الوفاء ) نقلا عن السبكي ( قال عياض : زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم سنة بين المسلمين مجمع عليها ، وفضيلة مرغوب فيها ) انتهى .
قال السبكي ( وأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي ، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها . واختلفوا في النساء ، وامتاز القبر الشريف بالأدلة الخاصة به ، لهذا أقول : إنه لا فرق بين الرجال والنساء .
الدليل الرابع : دليل العقل . فإنه يحكم بحسن تعظيم من عظمة الله تعالى ، والزيارة نوع من التعظيم ، وفي تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم بالزيارة وغيرها ، تعظيم لشعائر الإسلام وإرغام لمنكريه .
وأما زيارة سائر القبور ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور أهل البقيع وشهداء أحد وروى ابن ماجة بسنده عنه صلى الله عليه وآله وسلم ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ).
وبسنده عن عائشة إنه صلى الله عليه وآله وسلم رخص في زيارة القبور وقال ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة ) ورواه مسلم إلى قوله فزوروها .
وروى النسائي ( ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر ) وفي حاشية السندي عن الزوائد إن رجال إسناده ثقات وقد زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه وهي مشركة بزعم الخصم .
روى مسلم وابن ماجة والنسائي بأسانيدهم ، عن أبي هريرة ( زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكركم بالموت) قال النووي في شرح صحيح مسلم : هو حديث صحيح بلا شك .
وروى مسلم أنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون )
وعلّم صلى الله عليه وآله وسلم عائشة حين قالت له كيف أقول لهم يا رسول الله قال : قولي ( السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ) رواه مسلم .
ونحن وإن كنا نعتقد بأن آباء النبي وأمهاته كلهم مؤمنون ، تبعا لما ثبت عندنا بالأحاديث الصحيحة ، ولا نقبل أن أم النبي صلى الله عليه وآله كانت مشتركة ، ولكنا أوردنا الحديث لنحتج به على من يحرم الزيارة .
النهاية