التفاصيل الكاملة – صراعات دامية ومعارك طاحنة بين السعودية و«القاعدة» في سوريا

مع أن الوهابية والسلفية المتشددة والتي تسمي نفسها "السلفية الجهادية”، كالحركات المتشددة التابعة لتنظيم "القاعدة”، وجهان لعملة واحدة، لافرق بينهم إلا في تفاصيل صغيرة عادةً ما تكون سياسية مرحلية، وعلى أساس أنهما على تحالف، إلا أن هناك حرباً شرسة تدور بينهما لينتصر فريق على اخر، فالوهابية التي تمثل فريق المال السعودي حالياً، و”القاعدة” التي تملك العناصر الاكثر تشدداً وقتلاً وسفكاً، يتصارعا على النفوذ الاسلامي ومن يبني الخلافة، مع أنهما تعاونا في بعض الاحيان لكن خلافاتهما أكبر من تعاونهما.

تعني السلفية الرجوع إلى القدماء، في فهم الدين عقيدة وشريعة وسلوكاً، وكذلك الرجوع إلى الصحابة والتابعين واتباعهم، ولا فرق بين السلفية والوهابية فهما وجهان لعملة واحدة يعتقدون بنفس المعتقدات والأفكار، فهي داخل الجزيرة العربية وهابية حنبلية، وعندما تصدّر للخارج تسمى سلفية، والسلفية المعاصرة هم أتباع أبن تيمية (ابو العباس أحمد بن عبد الحليم) ومذهب ائمة الحنابلة المجسمة والكل يأخذ ابن تيمية مرجعاً ولكنهم لا يقولون الوهابية لأن هذا اللقب مخيف، وهؤلاء هم من المجسمة والنواصب، ويجتمع هؤلاء على عقيدة التشبيه والتجسيم لله تعالى جل جلاله، ويقومون على النصب في بغض ال بيت الرسول "ص” وعدم إحترامهم، والوهابية تولدت من السلفية فمحمد بن عبد الوهاب دعا إلى أفكار ابن تيمية وقدماء الحنابلة المجسمة الذين يدعون السلفية.

لقد تعاون الفريقان في الحرب على سوريا، حيث شكلت السعودية باموالها مجموعات تكفيرية إرهابية مسلحة لضرب سوريا، في خطوة تصب في مصالحها، وتحمل في طياتها وصول جماعات ذات عقائد تكفيرية إلى السلطة، لتحكم أطياف متعددة في نسيج المجتمع السوري، على أساس تكفير من ليس معهم وقتل الناس الذين ضد عقائدهم والوصول إلى السلطة من أجل إحياء خلافة إسلامية على مقاسهم.

ووفق معلومات "الخبر برس” فإن "المخابرات السعودية هي التي جلبت القاعدة الى سوريا، حيث تقربت من ايمن الظواهري من خلال ارسال عدة موفدين اليه، حيث تم الاتفاق على تشكيل جبهة النصرة لمحاربة النظام السوري، وعلى التحالف في هذا الظرف العصيب ضد الرئيس بشار الاسد، على أن تقوم السعودية بتمويل هذه الجبهة ومجموعاتها، وتأمين كل ما تحتاجه من مستلزمات وإدخال السلاح اليها”.

وتشير معلومات "الخبر برس” إلى أن "السعودية عملت على استقدام عناصر القاعدة الى سوريا من اجل مصالح اساسية لها بنت عليها تطلعاتها، هي أنها تستفيد من هؤلاء في مقاتلة النظام السوري واسقاطه، لانها تعتبر مقاتلي القاعدة الاشد شراسة في المواجهة وكانت تظن انهم قادرين ايضاً على هزيمة حزب الله، فهي تعمل على الحروب بالوكالة، وكذلك قامت بارسالهم الى الموت المحتم والتخلص منهم، وابعادهم عن بلادها، فهي تسعى الى عدم تقوية التنظيم لكي يكبر ويصبح له نفوذ على حسابها”.

ونظراً للساسية التي تتبعها السعودية، فإنها تسعى الى تقويض "القاعدة” كما قوضت "الاخوان المسلمين”، وليس لمحاربة الارهاب بل من اجل الحفاظ على النفوذ السعودي، وقد قامت السعودية "بدعم داعش في العراق من اجل القتل الطائفي لكي تدخل الى العراق من البوابة الطائفية، وكذلك نظراً للمشاكل بين داعش وتنظيم القاعدة بقيادة الظواهري، والتي كانت في الاساس جزء منه، فإن السعودية تعمل على قتال القاعدة في سوريا من خلال داعش، وهي تدعم داعش بالمال والسلاح للقضاء على جبهة النصرة”.

وبحسب معلوماتنا فإن "السعودية تعمل على ذلك من اجل القضاء على النصرة، لكي تستلم مجموعات السعودية فقط زمام الامور، حيث انتهى دور النصرة بنظر السعودية، وكذلك لكي تتخلص من كل المتشددين الذين سيصبحون بعد انتهاء الازمة السورية بلا عمل، وبالتالي سيعودون الى السعودية حيث سيهددون العائلة الحاكمة”.

وتشير مصادر "الخبر برس” الى ان "السعودية تدير في سوريا حرب بالوكالة، فهي تلعب على جميع الاطراف الذين يحاربون النظام السوري، لكي يضعفوا النظام اذا لم يتمكنوا من اسقاطه، حتى تبقى السعودية هي الدولة العربية الاقليمية الاولى، وكذلك تعمل على ارسال المقاتلين الى الجحيم في سوريا، حيث في معظم الاوقات يكون حتفهم على يد الجيش السوري، وبذلك تبعد اي خطر يمكن ان يتهدد بلدها وعائلة ال سعود”.

النهاية