SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
يواجه الأطفال السوريين في الوقت الراهن معاناة حقيقة وخاصة في المناطق التي تعاني نقص في المواد الغذائية وتراجع في الخدمات الطبية ونقص في أصناف عديدة من الأدوية، وهنا كان لا بد من تسليط الضوء خاصة بعد ظهور إحصائيات عن عدد الإصابات بمرض شلل الأطفال، "حالات الشلل الرخو الحاد التي ظهرت منذ بداية العام الحالي وحتى الآن والتي بلغت 89 حالة، حيث كانت النسبة الأكبر في دير الزور 24 حالة ثم دمشق 11 حالة وريف دمشق 9 حالات”.
وحول هذ الموضوع تحدثنا الى الدكتور حسن فطوم أخصائي في طب الأطفال حيث قال لـ "الخبر برس”:” الأزمة وتفاقمها في بعض المناطق جعل العديد من الأطفال وخاصة من هم دون السنتين عرضة للعديد من الأمراض منها شلل الأطفال الذي عاد مجدداً رغم خلو سورية منه منذ عام 1995 أي منذ أكثر من 18 عاما.
وأوضح أن طرق انتشار العدوى تكون من خلال انتقال فيروس شلل الأطفال من شخص لشخص أخر عن طريق الفم أو الأنف ومن خلال الاتصال المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم.
وبالنسبة للقاح أكد فطوم على أن اللقاح عبارة عن نقط في الفم تحمي الطفل مدى الحياة ويمكن أخذ أكثر من جرعة لأنه غير خطير لافتاً توفره في سورية رغم الحصار المفروض عليها، وللتوضيح أكثر حول هذا المرض قال :”المرض يمر عبر ثلاث مراحل أو حالات تختلف مواصفاتها حسب مناعة جسم المصاب بالفيروس، فقد يصل الفيروس إلى الحنجرة فقط ويتوقف هناك ولا تظهر أي أعراض على الطفل وذلك بسبب مناعة الطفل الطبيعية ، وفي هذه الحالة لا تظهر على الطفل المصاب أي علامات مرضية ويكون حاملا للفيروس فقط.
أما الحالة الثانية، فقد يتعدى الفيروس فيها الحنجرة ويصل إلى الجهاز الهضمي ومنه إلى الدم ثم يتوقف في هذا المستوى بسبب وجود الأجسام المضادة التي تكونت بعد دخوله إلى الدم، وهنا قد تظهر على المصاب بعض العلامات والأعراض تتمثل في ارتفاع الحرارة والقيء وتصلب عضلات الرقبة والظهر.
وفي الحالة الثالثة، الأشد خطورة، يتسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي للطفل ويصيب الخلايا الحركية في النخاع الشوكي بالتلف ، وفي هذه الحالة يُـصاب الطفل بشلل في الأطراف السفلى من جسمه ، وتظهر على الطفل بعد إصابة الجهاز العصبي بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع مع وجود آلام عامة، من غثيان وقيء ، وقد يعاني من تشنج العضلات ، وتستمر الأعراض العامة للمرض لمدة ثلاث أسابيع تقريبا، تختفي بعدها تاركة إعاقة دائمة للطفل وأكد أن الأعراض الخفيفة تتمثل بألم في الحلق وصداع وحمى أما الأعراض القوية فهي نفس الخفيفة لكنها تختفي ويظهر التيبس في عضلات الرقبة وتصبح العضلات ضعيفة والحركة عسيرة حيث يعجز الإنسان عن الوقوف ويكون المرض تمكن منه.
وبالنسبة للإجراءات المتخذة قال :” رغم تراجع معدلات التطعيم في سوريا من أكثر من 90 % قبل الصراع إلى نحو 68 % حاليا إلا أن وزارة الصحة تقوم بإيصال اللقاح لكل الأطفال السوريين ولكافة المناطق من خلال قيامها بحملات تلقيح الآن وقيامها بحملات ثانية في 8/12/2013 وستتوالى الحملات لغاية العاشر من نيسان العام القادم ".
كما اعلنت الحكومة السورية حملة تلقيح ستشمل الاطفال السوريين في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا ومصر والجدير بالذكر إن حركة التنقل الكثيفة للاجئين السوريين عبر الحدود تشكل عاملاً مساعداً في انتشار الوباء.
منظمة الصحة العالمية قالت :” إن الحملة تشمل سوريا و6 بلدان أخرى في المنطقة ، وأنه تم تلقيح نحو 650 ألف طفل في سوريا ، منهم 116 ألفا في دير الزور، وإن الحملات المتكررة ستستغرق 6 أشهر للوصول إلى 22 مليون طفل ، وذكرت أن حملة التطعيم في سوريا ستستهدف 1.6 مليون طفل بلقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية.
وقال مسؤول في اليونيسيف :” تفشي شلل الأطفال في سوريا ليس مأساة فقط للأطفال إنه تحذير عاجل وفرصة مهمة للوصول إلى كل الأطفال المحرومين من التطعيم أينما كانوا”.
يذكر أن الأدلة الأولية تشير إلى أن سلالة شلل الأطفال التي ظهرت في سورية هي من أصل باكستاني ويشبه السلالة ذاتها التي وجدت في عينات مياه الصرف الصحي في مصر، وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وتم القضاء على شلل الأطفال في معظم البلدان، ولكنه لا يزال متوطنا في باكستان وأفغانستان ونيجيريا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس ربما انتقل من باكستان، وهي إحدى الدول الثلاث التي لا يزال يتوطن بها المرض، وحذرت من أن ظهور المرض في سورية يشكل تهديدا لملايين الأطفال في أرجاء الشرق الأوسط.
النهاية
الخبر پرس